أدرك تماما النوايا الطيبة للكاتب أحمد المسلمانى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، لتطوير ماسبيرو بكل كياناته، وأدرك أيضا حجم أحلامه الكبيرة فى بث روح جديدة لهذا الصرح المهم، لكن هناك بعض القرارات التى أرى أنها كانت غير موفقة، ومنها تغيير اسم قناتى نايل سينما ونايل دراما إلى «موليوود سينما» و«موليوود دراما».

أولًا: لا أعرف على وجه التحديد ماذا تعنى كلمة موليوود بالنسبة لنا، إذا كان ذلك تقليدًا لما يسمى هوليوود وبوليوود ونوليوود، فهذه المسميات ارتبطت فقط بالإنتاج السينمائى الضخم فى الولايات المتحدة والهند ونيجيريا، وليس مسمى لشبكة قنوات تليفزيونية أو شاشات عرض أو حتى منصات، وبالتالى فالمحاكاة أو التقليد هنا فى غير محله.
ثانيًا: لماذا نفرط فى اسم أصبح يعرف كـ«براند» فى المجتمع المحلى والمهرجانات الدولية مثل «نايل سينما»؟!، كان الأجدر أن نبنى عليه ونطور المحتوى لتعود القناة براقة من جديد، وتساير نظراءها من القنوات فى المنطقة بل ومختلف أنحاء العالم، ونسعى ليكون لها عروضها السينمائية الحصرية، ونطور من برامجها بكل عناصر الجذب، ونمنح الفرصة لتواجدها الكبير بالمحافل السينمائية العالمية لتغطيتها.
نعم مصر «هوليوود الشرق» بما تحمله من تاريخ سينمائى عريق، وصاحبة صناعة وريادة تستحق أن تكون لها منصتها السينمائية الهامة، والمتمثلة فى تلك القناة.
وكذلك الأمر بالنسبة لـ«موليوود دراما»، عنوان لا أستحسنه مطلقا، فالنيل للدراما، أراه أقرب لتحقيق رواج أكبر لمصر إذا ما حملت تلك القناة على عاتقها بث وانتشار وترويج الدراما المصرية العريقة والمعاصرة، وفكرنا فى وسائل لجذب الجماهير إليها لتكون فى قلب المنافسة وشاشة الدراما الأولى فى العالم العربى، وصوت ماسبيرو الدرامى الكبير.
بالمناسبة أتعرفون ماذا يعنى مسمى هوليوود، ولماذا نشأ؟، إنه اسم له خصوصيته، «هوليوود» ينبع من مزيج من كلمتى «هولى» و«وود»، والتى تعنى مجتمعة أرض شجيرة هولى، يعود أصل الاسم إلى أوائل القرن العشرين عندما أطلق مطور العقارات، إتش جيه وايتلى، على المنطقة فى لوس أنجلوس، كاليفورنيا اسم هوليوود. فى ذلك الوقت، كانت هوليوود مزينة بشجيرات هولى العديدة، ومن هنا جاء الاسم. منذ ذلك الحين، أصبحت هوليوود مرادفة لصناعة السينما الأمريكية، حيث تعد موطنًا لممشى المشاهير الشهير فى هوليوود ولافتة هوليوود الشهيرة.
على مر التاريخ، لعبت هوليوود دورًا محوريًا فى تشكيل صناعة الترفيه، واكتسبت شهرة فى أوائل القرن العشرين عندما بدأت استوديوهات الأفلام فى الهجرة إلى المنطقة. فى سنواتها الأولى، أصبحت هوليوود رمزًا للتألق والنجومية، حيث أنتجت كلاسيكيات خالدة وأثبتت نفسها كقلب صناعة السينما. اليوم، لا تزال هوليوود قوة عالمية فى عالم السينما يمتد تأثيرها إلى جميع أنحاء العالم، حيث تصل أفلام هوليوود ومشاهيرها إلى الجماهير فى جميع أنحاء العالم. أصبح اسم هوليوود رمزًا للإبداع الفنى والأهمية الثقافية والسعى لتحقيق الأحلام داخل صناعة الترفيه.
أما اسم بوليوود فهو مزيج من كلمتين، يجمع بين بومباى وهوليوود، ومدينة بومباى، هى المكان الذى يوجد فيه مقر صناعة الأفلام الهندية الناطقة بالهندية. بعبارة أخرى، إنها هوليوود الهند، وكذلك نوليوود هو لقب يشير أصلا إلى صناعة السينما النيجيرية.
ماسبيرو يقع على النيل أعظم هبة لمصر، وكان التصاق اسم «النيل» مفهوما حضاريا مهما وخصوصية كبيرة بدلا من موليوود. أؤمن تماما بأن عودة ماسبيرو لسابق عهده حلم نأمل جميعا تطبيقه كما قال بالنص دكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، وأؤمن أيضا بأهمية وقيمة تطوير ماسبيرو، وقد بات أمرًا ملحًا من أجل أن يساير العصر والزمن الذى تجاوزه بمراحل لأسباب عدة، ولكن الهوية الوطنية لهذا التطوير أمر مهم أيضا علينا ألا نفرط فيه، وهو ما أدركه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقام بفتح باب حوار مجتمعى بشأن «موليوود» وغيرها للوقوف على كل آراء ووجهات نظر النقاد والمثقفين والإعلاميين الذين انتقدوا الاسم من منظور مهنى وإعلامى، فيما قد يشبه التراجع عن العنوان الجديد للقنوات، ضمن نقاش أوسع حول مستقبل الإعلام الفنى فى مصر.