لم يكن فيلما.. فحسب! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الإثنين 30 يونيو 2025 3:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

لم يكن فيلما.. فحسب!

نشر فى : الأحد 29 يونيو 2025 - 9:50 م | آخر تحديث : الأحد 29 يونيو 2025 - 9:50 م

منذ سنوات، شاهدت فيلما أمريكيا عاديا.. تخيلت أن ما فيه من وحى الخيال وأمر يستحيل حدوثه أو هكذا ظننته.

شخص يرتدى اللباس العربى أو ما يشابهه.. غترة (غطاء الرأس العربى) وله لحية يقف فى غرفة عمليات عسكرية تحت الأرض. يتحدث بثقة عالية ويعطى الأوامر لإطلاق الصواريخ لتدمير مدن أمريكية. ثم تنتقل الكاميرا إلى رئيس أمريكى محاصر فى عاصفة ثلجية، يأمر بضربة نووية مضادة.
ضحكت يومها وقلت خيال هوليوودى مبالغ فيه، بل قد يصل إلى مرحلة الجنون.

بعد ما حصل فى الحرب السريعة التى تبادلت إيران وإسرائيل الصواريخ ثم دخول أمريكا على الخط وإرسال القنابل الثقيلة بطائرات أثقل لضرب مواقع نووية إيرانية، تذكرت الفيلم وبدأت البحث فى متاهات السينما الغربية عنه، اصطدت معلومة تفيد بأن الفيلم قد يكون اسمه (deterrence)، عرض عام ١٩٩٠، تدور أحداثه حول أزمة نووية بين الولايات المتحدة والعراق.

هل ما شهدناه قبل أيام كان مصادفة، صواريخ تطلق من إيران بأوامر من قادة البلد الإسلامى الذين يرتدون اللباس الأقرب إلى العربى.

تعودنا أن يُشاهد الجمهور الأمريكى فيلما عن عربى يهدد بتفجير نيويورك، ثم يسمع بعد سنوات عن دولة شرق أوسطية يُقال إنها «تدعم الإرهاب» ومن ثم لن تشطح فى عقله أى تساؤلات، لأن الصورة جاهزة فى ذهنه، أما نحن فبالتأكيد سنفاجأ. وهذا ما حصل معى.

هل يمكن أن نعتبر ذلك فيلما فقط، أم أنه تمهيد لمخططات قادمة فى إطار استراتيجيات مدروسة بعيدة المدى، تأخذ مداها فى التخطيط والاعداد، والتنفيذ؟

لا أعتقد أن الغرب ينتج فيلما بهذه الجرأة، آنذاك، عبثا ولا يصنعون خيالا سياسيا.

السؤال.. هل هم يختبرون عقولنا، ومن ثم ينتظرون لحظات الحسم ليحولوا سيناريوهات الأفلام إلى حقيقة وواقع؟‏

هذا ما فكرت فيه وأنا أشاهد تفاصيل الحرب بين إيران وإسرائيل التى تقف أمريكا وراءها، ثم ضرب الطائرات الأمريكية لمواقع نووية فى إيران.

هم حين يكتبون الخيال يقصدون به المستقبل. أما نحن فنعيشه، ونظن أنه صدفة، ونقول: يا سبحان الله، شبيه جدا بالفيلم! وهذا ما حصل معى.

فهل كان ذلك فيلما فحسب، أم كان تمهيدا سلسا لما يحدث اليوم؟

علينا أن ننتبه جيدا، أن الغرب لا يعبث حين يكتب.. وحين يحوّل ما يكتب إلى سيناريو ثم إلى فيلم.

إقبال الأحمد
جريدة القبس الكويتية

التعليقات