أغصان الإذاعة المصرية - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:03 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أغصان الإذاعة المصرية

نشر فى : الإثنين 30 مايو 2022 - 10:15 م | آخر تحديث : الإثنين 30 مايو 2022 - 10:15 م
بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ محمد رفعت، فى 31 مايو، 1934 بدأت الإذاعة المصرية إرسالها، لتكون مصر الدولة العربية الأولى التى تمتلك صوتا رسميا عبر الأثير، لتنطلق رحلة طويلة من العطاء الثقافى والتنويرى التى حملها رواد، وأجيال تلو أجيال، ارتبطت آذان المصريين بأصواتهم، فى الأفراح والمناسبات القومية الكبرى، وعرفوا من خلالهم ما يدور على أرض المحروسة والوطن العربى والعالم من أحداث.
سبقت الإذاعة التلفزيون المصرى «العربى» فى الظهور بنحو 26 عاما، ليدخلا فى منافسة شريفة لكسب عقول ووجدان المصريين فى كل بيت، حيث قدمت الإذاعة من فنونها المختلفة ما أبقى سحرها وقدرتها على إثارة الخيال لدى مستمعيها حاضرا، رغم دخول منافسين أكثر شراسة من التلفزيون الحلبة معها، خاصة فى عصر الهواتف الذكية، والإنترنت، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعى.
اليوم تحتفل الإذاعة المصرية بعيدها الـ«88» وسط تحديات كثيرة، لا تواجه الإذاعة فقط بل كل وسائل الإعلام التقليدية، سواء كانت مسموعة أو مرئية، أو مطبوعة، فقد تغير الجمهور، وأصبح تشكيل الوعى والوجدان يحتاج إلى إبداع جديد يستوعب مستجدات العصر، ويكون قادرا على إشباع تطلعات أجيال ولدت فى حضن الثورة التكنولوجية.
وباعتبارى من الجيل الذى بدأ رحلته مع الإذاعة فى سن مبكرة، وتحديدا منتصف السبعينيات من القرن العشرين، حيث كنت أستمتع بقصص «عمو حسن» على أثير «الشرق الأوسط»، وحكايات «أبلة فضيلة» على البرنامج العام، لا يزال حبى وإخلاصى للإذاعة المصرية قائما حتى اليوم، متنقلا بين أغصانها لأربع ساعات يوميا على الأقل، أقطف خلالها من كل محطة برنامجا، أو غنوة، أو خبرا، أو سهرة ثقافية.
أبدأ يومى مع إذاعة القرآن الكريم، كعادة غالبية المصريين، وما تقدمه من آيات الذكر الحكيم بأصوات كبار القراء، قبل أن يأتينى صوت أيمن عطية أبو العطا و«حوار عن بعد» مع شخصيات عربية بارزة تقدم رأيها فى قضايا شائكة على أثير «صوت العرب».
طبعا علاقتى بأبناء «صوت العرب» تمتد لسنوات، ولى فيها أصدقاء وزملاء أعتز بهم وفى مقدمتهم الدكتورة لمياء محمود رئيس لجنة الإذاعة باتحاد الإذاعات العربية، ومنال هيكل، ابنة دفعتى فى كلية الإعلام جامعة القاهرة والتى ترأس حاليا شبكة الإذاعات الإقليمية، لكن صوتها لا يزال يصدح على «صوت العرب» فى «لقاء السبت» من كل أسبوع.
عقب الوجبة الإخبارية الدسمة على «صوت العرب»، أسارع إلى إذاعة الأغانى ونصف ساعة مع «جارة القمر» فيروز، وأجمل ما أبدع الرحابنة من كلمات وألحان تبعث فى النفس التفاؤل وسط الصعاب، لأدخل بعدها إلى بستان «الشباب والرياضة» متابعا ما يجرى على بساط الملاعب من منافسات، قبل أن أتلقى من الزميلتين نهى كامل والدكتورة نادية النشار، فاصلا من اللقاءات التى تضعنا فى صلب الاهتمامات الشبابية.
فى المساء الوقت محجوز لإذاعة القاهرة الكبرى التى شهدت نقلة نوعية بتولى الزميل محمد عبدالعزيز رئاستها، مع «أرشيفه الصحفى» المتميز، وابتكاراته البرامجية المتنوعة.. وقبل أن أختتم، تبقى لإذاعة البرنامج الثقافى مكانتها فى العقل بقامات إذاعية تتفجر موهبة وإبداعا أمثال ياسر زكى و«ما قيل فى مقال» و«القصة المترجمة»، وسعد القليعى، مع «ألوان من الشعر»، و«أغاريد الجدران».
وبالتأكيد لا تذكر إذاعة البرنامج الثقافى إلا ونتذكر مديرها السابق محمد إسماعيل الذى نفخ فيها من روحه على مدى سنوات، وترك بصمة لا تمحى.
ضيق المساحة لا يمنعنى أن أحيى عددا من الإذاعيين المجتهدين: شيرين عبدالخالق فى «الشرق الأوسط»، وحازم البهواشى وبرنامجه الدينى المتميز كل يوم جمعة «أفيدونا»، وزملاؤه نجوم «راديو مصر» رامى سعد، ورندا الهادى، وأحمد الموجى ورغدة منير الذين يضعونا دائما فى «قلب القاهرة».
وفى الأخير، أتطلع بلهفة لعودة محطة «ماسبيرو زمان» على موجات «إف. إم» التى قال الإعلامى محمد نوار رئيس الإذاعة، لزميلى فى «الشروق» حاتم جمال الدين فى أبريل الماضى، إنها ستستأنف إرسالها بعد ستة أشهر بفلسفة جديدة وتشكيل هيكل يرتقى بمستوى المحتوى والمواد المذاعة... و«إنا منتظرون».
التعليقات