تسالى - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تسالى

نشر فى : الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 9:31 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 نوفمبر 2009 - 9:31 ص

 بعيدا عن معركة فيرونيكا مع رئيس الوزراء بيرلسكونى، والتى تطالبه فيها بتطليقها ودفع نفقة 3.5 مليون يورو شهريا، فإن الطليان مشغولون هذه الأيام بقضيتين مهمتين:

أولاهما: دعوة وزير تنفيذ برنامج الحكومة إلى إلغاء فترة الغداء «التى تهدر الوقت وتؤدى إلى تباطؤ تنفيذ المشروعات الحكومية»، وهى الدعوة التى أثارت نقابات العمال فاعتبرت اقتراحه اعتداء على حقوقهم المكتسبة.

وبحسب وزارة الاقتصاد الإيطالية فإن17 مليون عامل وموظف ينفقون نحو ثمانية مليارات دولار فى الـbreak، وهى فائدة أخرى لاستراحة الغذاء التى تعرفها كل دول أوروبا وإن كان بعض العمال والموظفين فى عدة دول تنازلوا عنها بمحض إرادتهم بهدف زيادة الإنتاجية، لكن نقابات العمال الإيطالية أكدت من ناحية ثانية، على الالتزام بتحقيق أعلى معدلات الأداء والانتظام بجدية خلال ساعات العمل على مدار اليوم.

المعركة الثانية: مسرحها المدينة العائمة «فينيسيا» تلك المدينة التاريخية والسياحية الباهرة، التى خلدتها إبداعات الرسامين والموسيقيين، والتى يزورها أكثر من خمسين ألف سائح يوميا، أى نحو 20% من جملة سكانها، يتنقلون فى وسطها التاريخى بالقوارب والزوارق الصغيرة.

وأصل المشكلة أن سكان المدينة الأصليين يشعرون أنهم صاروا غرباء فيها، بسبب التدفق السياحى المستمر، فضلا عن ارتفاع تكاليف المعيشة بها والذى يفوق أى مكان آخر فى إيطاليا، كما يشكو كبار السن ــ لاحظ من فضلك ــ من ارتفاع نسبة التلوث والضجيج الذى يكدر صفو حياتهم ويدفعهم إلى الإقامة على أطراف المدينة.

ويدور الجدل الآن حول الكيفية التى يمكن بها إرضاء سكان المدينة وتقليل التلوث والضجيج، والإبقاء فى الوقت نفسه على التدفق السياحى الذى يمثل مصدرا مهما للدخل القومى.

ملحوظة: ما سبق ليس سوى مقالة خفيفة بمناسبة العيد، لا صلة لها بأن متوسط ساعات العمل عندنا لا يتجاوز 27 دقيقة يوميا (حسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء)، ولا ببيع القاهرة التاريخية لمستثمرين كبار، وتحويلها إلى أبراج سكنية ومولات تجارية ومراكز إدارية باذخة، تليق بعاصمة كبرى فى القرن الحادى والعشرين.

فلا «تشغلن» بالك.. وكل سنة وانت طيب.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات