ذكرى وفاة أحمد زويل.. ماذا قال في حفل تسلمه جائزة نوبل؟ - بوابة الشروق
السبت 2 أغسطس 2025 7:16 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

ذكرى وفاة أحمد زويل.. ماذا قال في حفل تسلمه جائزة نوبل؟

محمد حسين
نشر في: السبت 2 أغسطس 2025 - 5:18 م | آخر تحديث: السبت 2 أغسطس 2025 - 5:21 م

تحل اليوم، 2 أغسطس، ذكرى وفاة العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، الذي رحل عن عمر ناهز 70 عامًا عام 2016 بعد صراع مع سرطان النخاع. ويُعد زويل أحد أبرز العلماء الذين أثروا الساحة العلمية العالمية، ومن أبرز إنجازاته اختراعه ميكروسكوبًا يعمل بأشعة الليزر بتقنية "الفيمتو ثانية"، وهي وحدة زمنية تساوي جزءًا من مليون مليار من الثانية، وتتيح رصد حركة الجزيئات لحظة تفاعلها.

ومن أبرز محطات مشواره العلمي حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وهو الحدث الذي تابعه الملايين، ولا تزال كلمته في حفل تسلمه الجائزة في العاصمة السويدية ستوكهولم تحظى بالتقدير والاهتمام.

من أرض إيزيس إلى الفيمتو ثانية


قال الدكتور زويل في كلمته: "أصحاب الجلالة، أصحاب السعادة، السيدات والسادة.. اسمحوا لي أن أبدأ حديثي بالتأمل في قصة شخصية ضمن رحلتي عبر الزمن. فالميدالية التي تسلمتها من جلالة الملك هذا المساء، والتي صمّمها الفنان إريك لندبرج عام 1902، تُظهر الطبيعة على هيئة الربة إيزيس، ربّة الأمومة عند المصريين القدماء، تبزغ من وسط السحب، حاملة وعاءً قرني الشكل، ويغطي وجهها حجاب جاد الملامح صارم التعبير.

حقًا إنها عبقرية العلم التي دفعت السباق مع الزمن إلى الأمام، من بدايات التقاويم الفلكية قبل ستة آلاف عام في أرض إيزيس إلى نظام الفيمتو ثانية الذي نُكرم الليلة لأجله، لاكتشافاته الجوهرية في العوالم المجهرية (عالم الذرات والجزيئات)."

وأضاف: "بدأت حياتي وتعليمي في نفس أرض إيزيس، مصر، وحققت إنجازاتي العلمية في أمريكا، واليوم أتسلم وسام الشرف في السويد، بميدالية نوبل التي أعادتني إلى البدايات. هذه العالمية التي تتيحها عبقرية العلم، هي تحديدًا ما أراده نوبل منذ أكثر من قرن مضى."

نوبل.. تقدير علمي ورسالة إنسانية


وتابع زويل: "في كلمات ذات رؤية، لخّص نوبل هدف الجائزة بقوله إن الفتوحات العلمية توقظ فينا الأمل بالخلاص من الميكروبات التي تُصيب النفس والجسد. والحرب الوحيدة التي ينبغي للعالم خوضها مستقبلًا، هي الحرب ضد هذه الميكروبات."

وأضاف: "لقد عبّر نوبل بوضوح عن رؤيته للعالم وقيمة الاكتشاف العلمي، ورغم ما يعانيه العالم من ميكروبات تصيب النفس، كالعنصرية والعدوان، يبقى العلم في صميم تقدم الإنسانية، واستمرارية حضارتها وازدهارها.

ومنذ فجر التاريخ، والعلم يعمل على سبر أغوار المجهول، لتوحيد قوانين الطبيعة. ويُحيّي العالم جلالتكم والشعب السويدي على احتفالكم بالاكتشاف العلمي. ولا أعلم دولةً تحتفل بالإنجازات مثلما تفعل السويد."

أعلى وسام.. وأعظم تتويج


وقال زويل عن قيمة جائزة نوبل: "لقد أصبحت نوبل أعلى وسام علمي لأمرين: أولًا، لأنها تقدر مجهود العلماء وتوثق اكتشافاتهم في سجل التاريخ. ثانيًا، لأنها تحث العالم على تقدير قيمة العلم والاكتشاف. وكلاهما هدف نبيل، فشكرًا جزيلًا."

العلم لا حدود له بمكان


واستطرد: "أما بالنسبة لي، فهناك سبب ثالث: لو كانت جائزة نوبل موجودة منذ ستة آلاف عام، وقت حضارة مصر القديمة، أو قبل ألفي عام وقت مكتبة وجامعة الإسكندرية، لكانت مصر حصدت جوائز عديدة.

وفي العصر الحديث، لم تحصد مصر والعالم العربي، رغم علماء أمثال ابن سينا وابن رشد وجابر بن حيان والحسن بن الهيثم، جوائز علمية. لذلك، آمل أن تكون هذه الجائزة الأولى مصدر إلهام للشباب في الدول النامية، وحافزًا للاعتقاد بإمكانية الإسهام العلمي عالميًا."

وتابع: "قال السير همفري ديفي عام 1825: (إنه من حسن الطالع أن العلم، كحال الطبيعة، لا يحده زمان أو مكان، بل هو تراث مشترك للبشرية). لا وطن للعلم، وهناك عالم خارج الغرب يمكننا جميعًا التعاون لصنعه، عالم نوبل الخالي من الميكروبات. وأتمنى أن تساعد هذه الجائزة منطقتي على التركيز في بناء مجتمع علمي يحترم كرامة الإنسان ويؤمن بأمن البشرية."

شكر وامتنان ومسؤولية

وقال زويل في ختام كلمته: "أصحاب الجلالة.. تعجز الكلمات عن التعبير عن مشاعري ومشاعر أسرتي لهذا التقدير.

وراء هذا التكريم، مجتمع من علماء الفيمتو حول العالم، وعائلتي العلمية في جامعة كالتك، التي تضم نحو 150 باحثًا شابًا، يمثلون الجيش الفعلي الذي ساهم في هذه الإضافات العلمية."

واختتم قائلاً: "لقد أثرتني تجاربي في مصر وأمريكا، وأشعر أنني محظوظ بشغفي الحقيقي بالعلم. وأشعر بالامتنان لأن هذا التتويج جاء وأنا في هذه السن، بما يمكنني من رؤية آثاره. ومع هذا التكريم، تأتي مسؤوليات كبيرة وتحديات مستقبلية. وأملي أن أواصل الرسالة، مستذكرًا قول عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين: ويلٌ لطالب العلم إن رضي عن نفسه."



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك