الطبيعة رئة الطفولة.. كيف تؤثر البيئات الخضراء على النمو النفسي والجسدي للأطفال؟ - بوابة الشروق
السبت 2 أغسطس 2025 7:18 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

الطبيعة رئة الطفولة.. كيف تؤثر البيئات الخضراء على النمو النفسي والجسدي للأطفال؟

رنا عادل
نشر في: السبت 2 أغسطس 2025 - 5:13 م | آخر تحديث: السبت 2 أغسطس 2025 - 5:14 م

في ظلّ الحياة العصرية السريعة، والاعتماد المتزايد على الشاشات، قد يغفل البعض عن أهمية خروج الأطفال إلى المساحات الخضراء أو البيئات الطبيعية بشكل منتظم. لكن الحقيقة أن الطبيعة ليست مجرد "فسحة" للترفيه، بل هي وسيلة علاجية وتربوية ضرورية لصحة الطفل النفسية والجسدية.

في السطور التالية، توضح لنا أ. دعاء هنداوي، أخصائية التربية الخاصة والنفسي الإكلينيكي، لماذا يحتاج الأطفال إلى الطبيعة، وما الذي يمكن أن نفعله لتعويض جزء من هذه التجربة حين لا يكون الخروج ممكنًا.

*فوائد الطبيعة تتجاوز الترفيه*

أثبتت العديد من الأبحاث أن التواجد في أماكن طبيعية كالمتنزهات أو الشواطئ أو حتى الحدائق الصغيرة يساهم في تهدئة الطفل نفسيًا، ويقلل من مستويات التوتر والقلق لديه، كما يساعد على تنظيم أعراض فرط الحركة، ويحسن التركيز وجودة النوم.

إضافة إلى ذلك، فإن استكشاف البيئة الطبيعية يحفز فضول الطفل، ويقوي حواسه، وينمي لديه القدرة على ملاحظة التفاصيل، وهي كلها مهارات عقلية ضرورية لنموه الذهني السليم.

*الطبيعة مدرسة مفتوحة*

الانخراط في الطبيعة يمنح الطفل شعورًا بالحرية، وفي الوقت ذاته يزرع فيه الإحساس بالمسؤولية. فهي مساحة للتعبير عن الذات، تختلف كليًا عن الجلوس لساعات أمام الشاشات أو في بيئة مغلقة.

*كم مرة يحتاج الطفل للخروج؟*

لا يوجد رقم محدد يناسب جميع الأطفال، إلا أن التوصيات العامة تشير إلى أن من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا كافية لتحقيق فائدة واضحة، خصوصًا إذا كان الخروج إلى أماكن مفتوحة أو ذات طابع طبيعي، كالمتنزهات أو الكورنيش أو النوادي التي تتيح الحركة البدنية.

أما في الحالات الخاصة، كالأطفال الذين يعانون من فرط حركة أو توتر زائد، فقد يكون من المفيد الخروج يوميًا حتى لو لفترة قصيرة، بهدف الحفاظ على التوازن النفسي والجسدي. لكن الأهم من عدد مرات الخروج هو جودة الوقت الذي يقضيه الطفل، ومدى تفاعله الحقيقي مع البيئة المحيطة به.

*عندما يصعب الخروج... هل هناك بدائل؟*

في بعض الأحيان، قد تواجه الأسرة صعوبات في الخروج المنتظم أو عدم توفر مساحات خضراء قريبة. لكن ذلك لا يعني أن الطفل سيُحرم من فوائد الطبيعة، فهناك بدائل فعّالة يمكن تنفيذها في المنزل، منها:

1. *الزراعة داخل المنزل:*


زراعة نبتة بسيطة في إناء صغير، وإشراك الطفل في العناية بها، يُعلّمه الصبر والملاحظة ويمنحه إحساسًا بالمسؤولية.

2. *أنشطة حركية منزلية:*


تنظيم ألعاب بسيطة داخل البيت مثل القفز أو الجري في مساحة محددة أو مسابقات بدنية خفيفة لتفريغ الطاقة.

3. *فتح النوافذ أو الجلوس في البلكونة:*


رؤية السماء، وسماع أصوات الطبيعة أو الشارع، تُشعر الطفل بالانفتاح وتقلل من إحساسه بالعزلة.

4. *أصوات الطبيعة أو فيديوهات الاسترخاء:*


تشغيل أصوات المطر أو الطيور أو البحر يساعد على تهدئة الطفل ويمنحه شعورًا يشبه التواجد في مكان طبيعي.

5. *اللعب التخيّلي:*


اللعب مع الطفل في أجواء تخيّلية كأنكم في غابة أو على الشاطئ، أو حتى الجلوس في خيمة أو صندوق وتحويله إلى "كهف مغامرات"، يُغذي خياله ويمنحه الإحساس بالمتعة والانطلاق.

*لماذا يُعد اللعب التخيلي بديلًا فعالًا لتعزيز النمو؟*

اللعب التخيلي لا يُعوّض فقط غياب الخروج، بل يحقق فوائد عديدة:

1- يُنمي خيال الطفل وقدرته على الإبداع.
2- يعزز مهارات التعبير اللغوي والتواصل.
3- يساعده على تعلم حل المشكلات والتعامل مع المواقف المختلفة.
4- يُفرغ طاقته بشكل آمن ومنظم.

*الرسالة الأهم: دعوا الطفل يشعر بالحرية*

ليس من الضروري أن نملك حديقة واسعة أو نعيش قرب الشاطئ، أحيانًا يكفي شباك مفتوح، أو جلسة بسيطة في البلكونة، أو لحظة لعب صادقة داخل المنزل لكي يشعر الطفل بالحرية والانطلاق



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك