انطلقت في بغداد والمحافظات العراقية، اليوم الجمعة، الحملات الانتخابية للتعريف بالمرشحين والأحزاب والتحالفات السياسية في إطار الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، والتي تستمر حتى الثامن من الشهر المقبل.
وسارع المرشحون والأحزاب والتحالفات السياسية، منذ ساعات الصباح الأولى، إلى تعليق الملصقات واليافطات وصور المرشحين، في مشهد اعتاد عليه العراقيون قبيل كل موسم انتخابي، استعدادًا للدورة الجديدة التي ستُفضي إلى تشكيل برلمان جديد للسنوات الأربع المقبلة.
كما شرعت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في تخصيص مساحات واسعة من بثها للتعريف بالمرشحين وبرامجهم الانتخابية، ونشر صورهم مرفقة بأرقام قوائمهم وتسلسلاتهم بهدف جذب الناخبين.
وطالبت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق جميع المتنافسين بالتقيد بلوائح الدعاية الانتخابية، التي نصّت على أن تبدأ الحملات الدعائية للمرشحين والأحزاب والتحالفات السياسية اعتبارًا من الثالث من أكتوبر وحتى الثامن من نوفمبر المقبل.
وشملت التعليمات منع نشر أي إعلان أو برامج أو صور للمرشحين والأحزاب والتحالفات داخل مراكز الاقتراع، ومنع استخدام النفوذ الوظيفي في الترويج للدعاية الانتخابية داخل دور العبادة، وحظر استخدام المال العام لأغراض دعائية.
وشددت المفوضية على ضرورة عدم استخدام أفكار تدعو إلى إثارة العنف أو الكراهية أو النعرات القومية أو الدينية أو الطائفية أو التكفيرية أو القبلية أو الإقليمية، سواء عبر الشعارات أو الصور أو الخطابات أو وسائل الإعلام المختلفة أو أي وسيلة أخرى.
كما شددت على منع الترويج أو التمجيد لفكر حزب البعث، أو التشجيع على الانتماء إليه، أو الترويج للأنشطة العنصرية أو الإرهابية أو التكفيرية، وعلى عدم التعرض لأي دعاية انتخابية تخص المرشحين الآخرين، وعدم استخدام دور العبادة في الحملات الدعائية، مع التأكيد على رصد المخالفات والابتعاد عن التسقيط السياسي واستخدام اللغة الطائفية.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن عدد المرشحين المصادق عليهم للتنافس على مقاعد البرلمان الجديد، البالغ عددها 329 مقعدًا، بلغ 7768 مرشحًا، موزعين بواقع 2248 امرأة و5520 رجلًا، فيما بلغ عدد الناخبين الكلي 21 مليونًا و404 آلاف و291 ناخبًا، موزعين على التصويت العام والخاص للقوات الأمنية والعسكرية والنازحين.
وأوضحت المفوضية أن عدد مراكز التصويت العام بلغ 8703 مركزًا، فيما بلغ عدد محطات التصويت 39 ألفًا و285 محطة.
وشهد العراق، منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ست دورات انتخابية برلمانية، بدأت أولها عام 2005 بانتخاب الجمعية الوطنية التي لم تستمر سوى عام واحد، وصولًا إلى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في أكتوبر عام 2021.
ويترقب العراقيون باهتمام بالغ يوم الحادي عشر من نوفمبر المقبل، حيث ستفتح مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال الناخبين لانتخاب برلمان جديد، يعمل على تسمية رئيس جديد للبرلمان، ورئيس للجمهورية، ورئيس للحكومة للسنوات الأربع المقبلة.
ويُعد التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، أبرز الغائبين عن الدورة الانتخابية الجديدة، بعد أن قرر عدم خوض الانتخابات، وطلب من جماهيره العريضة مقاطعتها، ما أثار مخاوف لدى الكتل والتيارات الشيعية من أن تؤثر هذه المقاطعة سلبًا على إجمالي أصوات الناخبين الشيعة، وعلى ضمان الكتلة الأكبر في البرلمان الجديد، مقارنة بالكتل السنية التي تعتزم خوض الانتخابات بجماهيرية واسعة.