• دعا المؤتمر إلى إعداد مكتبة إلكترونية شاملة تضم أعمال الرحالة والمستشرقين
اختتم "مؤتمر التراث الثاني" الذي نظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار "التراث الشعبي بعيون الآخر" أعماله في مركز التراث العربي بالشارقة، ليُصدر عدداً من التوصيات العلمية والثقافية الهامة، التي تهدف إلى تعزيز الدراسات المتعلقة بأدب الرحلة وكيفية تمثيل الثقافات الأخرى في التراث الشعبي.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة إعادة قراءة كتابات الرحالة والمستشرقين باستخدام مناهج النقد العلمي المعاصرة، وأكدوا على أهمية إجراء مقارنات تحليلية بين أعمال مجموعات مختلفة من الرحالة من مناطق جغرافية وفترات زمنية متقاربة، ويهدف هذا النهج إلى استخلاص صورة أكثر واقعية عن "الآخر" ومقارنتها بالدراسات المحلية المتاحة.
كما شدد المؤتمرون على أهمية إنشاء مختبرات تطبيقية لترجمة الأبحاث والدراسات الغربية حول أدب الرحلة. وأوصوا بتشكيل لجان علمية لمراجعة وترجمة كتب الرحالة التي لم تُترجم بعد، مع التركيز بشكل خاص على المؤلفات الروسية.
وتضمنت التوصيات أيضاً تمديد أيام المؤتمر لتصبح ثلاثة أيام بدلاً من يومين، وذلك لإتاحة مزيد من الوقت للمناقشات وتبادل الخبرات. كما أوصى المؤتمرون بـ نشر البحوث والدراسات المقدمة خلاله في كتاب علمي موحد.
ولتعزيز دعم الباحثين في هذا المجال، دعا المؤتمر إلى إعداد مكتبة إلكترونية شاملة تضم أعمال الرحالة والمستشرقين، بالإضافة إلى قاعدة بيانات متخصصة للباحثين والمترجمين والمؤلفات ذات الصلة.
وشملت التوصيات كذلك تحفيز الدراسات النقدية التي تتناول تمثلات الآخر للتراث الشعبي. واقترحوا مقاربات متعددة لهذه الدراسات تشمل الأنثروبولوجيا والسرديات ودراسات ما بعد الاستعمار.
كما دعت التوصيات إلى دراسة التفاعل بين الثقافة الشفوية والمحكية كما وصفها الرحالة، ومساءلة الخلفيات الأيديولوجية والمعرفية التي انطلقت منها هذه التمثلات، ومحاولة تفكيك تموضعات الذات والآخر في تلك الكتابات.
فيما صرح الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، بأن التوصيات الصادرة عن المؤتمر تجسد رؤية المعهد في ترسيخ الوعي بأهمية قراءة التراث الشعبي من زوايا متعددة، خاصة من خلال كتابات الرحالة والمستشرقين.
وأكد أن المؤتمر سعى إلى إحداث حوار معرفي نقدي مع هذه المدونات، يفتح آفاقاً جديدة لفهم الذات والآخر ويعزز حضور التراث الإماراتي في الفضاء الثقافي العالمي بروح علمية ومقاربة موضوعية.