تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، عقب افتتاح المتحف المصري الكبير، نقاشات واسعة حول عقيدة المصريين القدماء، وهل كانت حضارتهم قائمة على تعدد الآلهة، أم أن المصريين عرفوا الإيمان بالله الواحد منذ أقدم العصور.

وفي هذا السياق، تواصلت "الشروق" مع المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف الدكتور أسامة رسلان، والذي أوضح أن الوزارة تتابع مثل هذه الموضوعات عبر قسم "الموضوعات الشائعة" في منصتها الرقمية، والذي يرصد يوميًا القضايا المتداولة والرد عليها وفق منهج علمي وتاريخي موثق.

-الإيمان بإله خالق عند المصريين القدماء

وأكدت الوزارة، في بيانها عبر منصتها الرقمية، أن دراسة النصوص والبرديات المصرية القديمة تكشف عن وجود إيمان بإله خالق واحد لدى المصريين القدماء، مع ظهور مفاهيم لقوى تابعة أو رموز مقدسة، كانت تُفسَّر على أنها تجليات أو مظاهر وليست آلهة مستقلة في الأصل.

وجاء في بيان الوزارة: "المصريون القدماء آمنوا بإله واحد خالق الأحياء، وذُكر هذا الإيمان في نصوص متعددة، بينما كانت المعبودات الأخرى تُفهم أحيانًا بوصفها وسائط أو رموزًا للقوى الكونية، وليس آلهة قائمة بذاتها في الأصل."

-العقاد: المصريون بلغوا أرقى صور التوحيد

ولفتت الوزارة إلى ما ذكره الأديب عباس محمود العقاد في كتابه "إبراهيم أبو الأنبياء" (ص 254-255)، حيث أوضح أن بعض الحضارات عرفت التوحيد مع وجود شرك، بينما تميزت الحضارة المصرية في عصور معينة بوحدة إلهية خالصة، فقال العقاد: "لا تُعرف أمة قديمة ترقَّت إلى التوحيد الخالص مثل الأمة المصرية."

-أبو زهرة: دعوات التوحيد وردت إلى مصر عبر تاريخها

كما نقلت الوزارة ما قرره الشيخ محمد أبو زهرة في "الديانات القديمة" (ص 7-8)، من استبعاد إنكار دعوات التوحيد على المصريين القدماء عبر 5 آلاف عام من الحضارة، مؤكدًا أن: "عقيدة الإله الواحد وردت مرارًا إلى العقل المصري عبر دعوة أنبياء وحكماء."

-شواهد علمية تثبت حضور التوحيد

وأشارت الوزارة، إلى ما أثبته الدكتور نديم عبد الشافي السيار في كتابه "قدماء المصريين أول الموحدين" من تحليل نصوص وبرديات تثبت وجود نزعات توحيدية واضحة في عصور متعددة، وأن مصر لم تخلُ من دعاة الإيمان بالله الواحد.

-تعميم وصف المصريين القدماء بالشرك غير دقيق

أكدت وزارة الأوقاف: "تعميم وصف المصريين القدماء بالشرك أمر غير دقيق ومصر شهدت عبر تاريخها دعوات للتوحيد وظهر فيها مصلحون وحكماء وبعض العصور، مثل عهد إخناتون، حملت تعبيرًا صريحًا عن عبادة الإله الواحد ومصر -عبر تاريخها- ظلّت أرضًا حافظة لمعاني الإيمان بالله الواحد".