تقرير: إسرائيل تحول مباني سكنية في غزة إلى ركام ونزوح فلسطيني متجدد - بوابة الشروق
الجمعة 12 سبتمبر 2025 7:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

تقرير: إسرائيل تحول مباني سكنية في غزة إلى ركام ونزوح فلسطيني متجدد

غزة - الأناضول
نشر في: الجمعة 12 سبتمبر 2025 - 5:32 م | آخر تحديث: الجمعة 12 سبتمبر 2025 - 5:32 م

- الطفل سامر كريم: قصفوا بيتنا ولا مكان نذهب إليه
- عبد الحميد مهنا: مسنون ومرضى يتعكزون على أبنائهم للخروج من بين الركام

تعيش مدينة غزة منذ صباح الجمعة تحت وطأة غارات جوية إسرائيلية عنيفة، استهدفت على نحو مكثف الأبراج والعمارات السكنية، خصوصا في حي النصر ومخيم الشاطئ غرب المدينة، ما خلف دمارا واسعا ومعاناة إنسانية متفاقمة وسط نزوح متكرر للفلسطينيين.
وتندرج هذه الهجمات ضمن عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال مدينة غزة كاملة بعد تطويقها وتهجير الفلسطينيين منها، ضمن حرب الإبادة التي يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها.
ففي 21 أغسطس المنصرم، صدّق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" على خطط الجيش لاحتلال مدينة غزة التي يسكنها نحو مليون فلسطيني، والتي سبق أن وافق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

** مشاهد النزوح والدمار

مع بداية الهجمات، بدت صور النزوح والفزع ماثلة في شوارع المدينة.
في حي النصر، كان الطفل سامر كريم (10 أعوام) يهرع بحقيبته بعد أن تلقت أسرته إنذارات إخلاء إسرائيلية لم تمنحهم سوى دقائق معدودة.
لم يبتعد كثيرا حتى أصابت غارة إسرائيلية البناية المجاورة، ما ألحق أضرارا جسيمة بمنزل عائلته وجعله غير صالح للسكن.
وقال وهو يبكي، لمراسل الأناضول: "قصفوا بيتنا ولا مكان نذهب إليه".
ولم تقتصر الخسائر على منزل عائلته، إذ دمرت الغارات عمارة الواحة المقابلة لعيادة الرمال التابعة لوكالة "الأونروا" الأممية، والمعروفة باسم "سويدي النصر"، والتي كانت تؤوي مئات العائلات النازحة.
المبنى انهار بالكامل، وتضررت العيادة والمباني المحيطة، قبل أن تدمر غارة أخرى عمارة لعائلة مهنا تضم محال وشققا سكنية.
الحاج عبد الحميد مهنا (63 عاما) يصف المشهد قائلا: "مسنون ومرضى يتعكزون على أبنائهم للخروج من بين الركام".
وأضاف لمراسل الأناضول، "هذه العمارة كانت مليئة بالمدنيين والنازحين، نحن نُقتل على مرأى العالم كله ولا أحد يتحرك، أليست هذه جريمة حرب؟".

** نزوح متكرر ومعاناة مستمرة

ومع تواصل القصف، تكررت مشاهد التشريد. تقول نورهان يوسف النازحة من حي الزيتون شرقي مدينة غزة: "فوجئنا باتصال يطالبنا بالإخلاء الفوري، خرجنا بملابس الصلاة فقط".
وتابعت: "نزحنا من الزيتون إلى النصر، والآن سننزح مرة أخرى، حياتنا أصبحت نزوحا متكررا، لكننا صابرون ولن نغادر غزة مهما حدث".
ووفق مراسل الأناضول، تحولت هذه المنطقة في حي النصر إلى ما يشبه "مربعا مدمرا": عمارتان سويتا بالأرض، والمباني المحيطة متصدعة والجدران متهاوية كأن زلزالا ضربها، حتى عيادة "سويدي النصر" لم تسلم من الأضرار.

** مشاهد مشابهة في مخيم الشاطئ

ولم يكن مخيم الشاطئ بعيدا عن هذا المشهد، فالغارات الإسرائيلية دمرت عدة مبان سكنية بالكامل، إلى جانب مدرسة "أبو عاصي" التي كانت تؤوي عشرات النازحين.
ويقول سامر السويدان للأناضول: "نزحنا من منازلنا إلى المدرسة، وبعد إنذارات الإخلاء خرجنا مسرعين مئات الأمتار، وما إن التفتنا حتى دمرتها الطائرات، الاحتلال يريد تهجيرنا جنوبا بالقوة، لكننا لن نخرج إلا شهداء".
وعقب قصف منزل لعائلة أبو عجوة غربي المخيم، خرج عشرات الشبان الفلسطينيين إلى الشوارع يهتفون: "لن نخرج إلا أحياء في بيوتنا أو شهداء على أرضنا".
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن أكثر من 1.2 مليون فلسطيني ثابتون في غزة وشمالها ويرفضون النزوح جنوبًا في مواجهة مخططات إسرائيل للتهجير القسري.
ويبلغ عدد سكان غزة وشمالها أكثر من 1.3 مليون نسمة، بينهم نحو 398 ألفا من سكان محافظة شمال غزة (معظمهم نازحون حاليا إلى غرب المدينة)، وأكثر من 914 ألفا من سكان محافظة غزة، بينهم 300 ألف نزحوا من الأحياء الشرقية نحو وسط وغرب المدينة.
وخلال الأسابيع الماضية، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء شملت كل أحياء مدينة غزة، طالب فيها الأهالي بالتوجه عبر محور الرشيد إلى ما يسميه "المنطقة الإنسانية" في المواصي جنوب القطاع.
ويشير المكتب الإعلامي إلى أن مساحة هذه المنطقة لا تتجاوز 12 بالمئة من مساحة قطاع غزة، في محاولة لحشر أكثر من 1.7 مليون إنسان فيها، وهو ما اعتبره سياسة تهجير قسري ممنهجة تهدف لإفراغ شمال ومدينة غزة، في جرائم يصفها بأنها حرب وإبادة مخالفة للقانون الدولي والإنساني.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت 64 ألفا و718 شهيدا، و163 ألفا و859 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 411 فلسطينيا بينهم 142 طفلا، حتى الخميس.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك