أكد الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، أهمية البرنامج التدريبي الذي تنظمه دار الإفتاء لتدريب صحفي الشئون الدينية، في ترسيخ الفهم الصحيح لدور الإعلام في القضايا الدينية، في ظل الأحداث التي مرت بها الأمة العربية والإسلامية وما يشهده العالم من تحولات كبرى.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للبرنامج التدريبي المكثف الذي تنظمه دار الإفتاء للصحفيين والإعلاميين المعنيين بالشأن الديني، حول تغطية القضايا الدينية والإفتائية في الإعلام، بمشاركة عددٍ من الشخصيات الدينية والإعلامية البارزة.
وحذر وكيل الأزهر من بعض أنواع الإعلام، قائلا إن بعضها ينتمي للإعلام الأسود شديد الخطورة على المجتمعات لاستهدافه تقويض الأمن وتهديد المجتمعات، وبعضها ينتمي للإعلام الرمادي الذي يحاول الظهور بمظهر المحايد بينما هو في الحقيقة خبيث، بعرض الآراء الضعيفة والشاذة.
واعتبر الضويني، أن القضايا الدينية تحتاج إلى تعاون كل الجهات المعنية من أجل خدمة الأمة، مشددًا على الكلمة أصبحت أقوى سلاح في العصر الحديث، فبها يتحقق الوعي وتقام الحروب، وتكون الغفلة، كما يزداد تأثيرها مع التطور التكنولوجي الذي جعل انتشارها بسرعة فائقة.
وشدد على أن الأزهر يتحمل عبئا كبيرا في حماية الشخصية المسلمة، ولا يقف مكتوف الأيدي أمام المحاولات البائسة لتشكيك الناس، باعتباره مؤسية دينية كبرى.
وأوضح أن العلماء يؤكدون تأثير الإعلام الواضح على الناس؛ ما يجعل الاعتماد على الإعلام الصادق ضرورة لا غنى عنها لإرسال رسائل واضحة ذات معايير مهنية وأخلاقية.
ووجه الضويني توصيته للصحفيين مناشدهم إدراك أمانة الكلمة، وإدراك أن الإعلام يمكن أن يكون حلقة وصل بين ماضي الأمة ومستقبلها إذا التزم بشرف المهنة.
يذكر أن البرنامج التدريبي تنظمه دار الإفتاء بالتعاون مع جهات إعلامية رسمية بينها الهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، ونقابة الصحفيين، كما يستمر لمدة 5 أيام من التدريب المكثف للصحفيين والإعلاميين.
ويمثل البرنامج امتدادًا لجهود الدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني، ويُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030، خاصة فيما يتعلق ببناء الوعي الوطني وتعزيز الدور التنويري للمؤسسات الدينية والإعلامية.