في كل مرة تتأثر فيها منطقة بزلزال، يكون أول سؤال يُطرح هو: "كم بلغت شدته على مقياس ريختر؟" لكن ما هو مقياس ريختر؟ وما الذي يعنيه بالضبط؟ ولماذا نستخدمه؟ وهل هو المقياس الوحيد للزلازل؟ هذا ما سيجيب عنه هذا التقرير.
ما هو مقياس ريختر؟
مقياس ريختر هو أداة علمية تُستخدم لقياس قوة الزلازل، طوّره عالم الزلازل الأمريكي "تشارلز ريختر" عام 1935، بالتعاون مع زميله "بينو جوتنبرج"، عندما كان يعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا. هدفه الأساسي كان تطوير طريقة تُعطي تقديرًا رقميًا موحّدًا لقوة الزلازل بدلًا من الاكتفاء بوصف مدى تأثيرها، حتى يسهل مقارنتها.
وكان يُطلق عليه في البداية "مقياس الحجم المحلي للزلازل"، ثم اشتهر لاحقًا باسم مقياس ريختر.
كيف يقيس الزلازل؟
يعتمد مقياس ريختر على تحليل الموجات الزلزالية التي تُسجّلها أجهزة متخصصة تُعرف باسم "السيسموغراف". هذه الأجهزة تلتقط الاهتزازات التي تحدث في الأرض، ثم تُحوّل هذه البيانات إلى رقم يُعبّر عن شدة الزلزال.
المقياس "لوغاريتمي"، وهذا يعني أن الفرق بين كل درجتين لا يُعد بسيطًا؛ فكل درجة أعلى على المقياس تمثل زلزالًا أقوى بعشر مرات من الدرجة السابقة من حيث السعة، وأقوى بنحو 32 مرة من حيث الطاقة المنبعثة.
فمثلًا، زلزال بقوة 5 درجات أقوى 10 مرات من زلزال بقوة 4 درجات من حيث الحركة، وأقوى حوالي 32 مرة من حيث الطاقة.
درجات الزلازل ومعانيها
رغم أن مقياس ريختر لا يحدّد الأضرار بشكل مباشر، فإن هناك تقسيمًا تقريبيًا لشدة الزلازل حسب الدرجات:
أقل من 3 : زلزال ضعيف جدًا، لا يُشعر به غالبًا.
3 إلى 3.9 : قد يُشعر به، لكن لا يُسبب أضرارًا.
4 إلى 4.9 : يُشعر به بوضوح، وقد يهز بعض الأشياء داخل المنازل.
5 إلى 5.9 : زلزال متوسط، يمكن أن يُسبب أضرارًا طفيفة في المباني.
6 إلى 6.9 : زلزال قوي وقد يتسبب في أضرار كبيرة في المناطق المأهولة.
7 إلى 7.9 : زلزال شديد القوة، غالبًا ما يتسبب في دمار كبير.
8 فأكثر : زلزال مُدمّر جدًا ونادر الحدوث يسبب دمارًا واسع النطاق.
لماذا يهمّنا أن نعرف قوة الزلزال؟
معرفة قوة الزلزال تساعد في:
تقييم مدى الخطورة.
اتخاذ قرارات الإخلاء أو الإنقاذ.
فهم طبيعة النشاط الزلزالي في منطقة معينة.
تحسين البنية التحتية وتصميم المباني بطريقة مقاومة للهزات الأرضية.
هل هناك مقاييس للزلازل غير ريختر؟
رغم أن مقياس ريختر هو الأشهر في الإعلام والمحادثات اليومية، فإن العلماء اليوم يعتمدون على مقياس آخر أكثر دقة يُعرف باسم "مقياس العزم الزلزالي" (MW). الفرق بين المقياسين هو أن مقياس ريختر كان دقيقًا فقط للزلازل متوسطة القوة وعلى بُعد معين من مركز الرصد، أما العزم الزلزالي فهو يُعطي نتائج أدق للزلازل الكبيرة في مناطق مختلفة، كما يقيس الطاقة الصادرة عن الزلزال.
كما يوجد مقياس ميركالي المعدل (MMI)، وهو مختلف تمامًا لأنه لا يعتمد على أجهزة أو حسابات فيزيائية، بل على ملاحظات الناس ومدى تأثرهم بالزلزال. ويتكوّن من 12 درجة، تبدأ من شعور خفيف بالكاد يُلاحظ، وتصل إلى دمار واسع النطاق.
وهذا يعني أن الزلزال نفسه قد يكون له درجة واحدة، لكن تأثيره يختلف من منطقة إلى أخرى حسب قربه من السكان ونوع المباني.