اعتمدت لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، رسميًا قرار رفع موقع دير أبو مينا الأثري بمدينة برج العرب بالإسكندرية من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وذلك خلال اجتماعات الدورة الـ 47 للجنة التراث العالمي والمنعقدة حاليا بمقر منظمة اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس، بعد ما تحقق من تقدم ملحوظ في أعمال الحفاظ والصيانة بموقع أبو مينا الأثري.
نستعرض في هذا التقرير بعض المعلومات عن دير أبو مينا بالإسكندرية؟ وما أهميته؟ ولماذا أدرج في في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر؟، وما جهود الدولة لرفعه من هذه القائمة؟، وفقًا لموقع وزارة السياحة والآثار.
دير أبو مينا
ينسب الدير إلى القديس المصري "مارمينا"، والذي عاش في الفترة (285–309 م)، والتي حكم فيها الرومان مصر.
ظل القديس مينا محافظًا على إيمانه المسيحي ولم يتحول إلى الوثنية، حتى بعد التحاقه بالجيش الروماني، ما أدى إلى قتله.
حمله أصدقاؤه على جملين لدفنه وساروا به، ليتوقف الجملين عند المنطقة التي بها قبره حاليًا، والتي تبعد 75 كم غرب الإسكندرية و60 كم جنوب مدينة برج العرب، ليعتبر الصديقان أن هذه إشارة ربانية بضرورة دفنه في هذا المكان، وهو ما حدث بالفعل.
ووفقا لموقع وزارة السياحة والآثار، ظهرت الكثير من الأعاجيب والمعجزات لكل من يرتاد قبر القديس مارمينا، كأن يكون الشخص مريضًا وما أن يمر بالقبر حتى يشفى من جميع امراضه، وتكرر هذا الحدث لأكثر من شخص، ما أدى إلى إطلاق لقب قبر "مينا العجائبي" على قبر القديس.
بعد هذه الحوادث، أصبح قبره وجهة ثانية للحج المسيحي بعد مدينة القدس.
بنيت العديد من المنشآت حول قبر القديس مينا مثل المعمودية ومجموعة من الكنائس والحمامات والمنازل والمعاصر والورش. بالإضافة إلى دور الضيافة، والكنيسة الكبرى، وساحة الحُجّاج
اندثر قبر القديس مينا مع مرور الزمن، ليعاد اكتشافه على يد عالم الآثار الألماني كاوفمان أوائل القرن العشرين، وتوالت بعدها أعمال الحفر والتنقيب للكشف عن بقايا المدينة السكنية من قبل بعثات المتحف القبطي والمتحف اليوناني الروماني.
أدرج الموقع على قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، تقديرًا لأهميته الدينية والمعمارية.
أدى التوسع في أنشطة استصلاح الأراضي والاعتماد على أساليب الري بالغمر في محيط الموقع، إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير، ما أثّر سلبًا على البنية الأثرية ونتج عنه إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2001، وأبلغت السلطات المصرية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لرفع الموقع من هذه القائمة.
تضع منظمة اليونسكو الموقع في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر إذا واجه تهديدات، طبيعية (مثل الكوارث الطبيعية أو التغيرات المناخية) أو بشرية (مثل الحروب أو التوسع العمراني)، بهدف لفت انتباه المجتمع الدولي إلى هذه المخاطر وتشجيع اتخاذ إجراءات للحفاظ على هذه المواقع وحمايتها.
بدأت مصر تنفيذ مشروع خفض منسوب المياه الجوفية عام 2019، ويتضمن إنشاء نظام رصد ومراقبة فعّال لاستقرار منسوب المياه الجوفية، وتم تشغيله تجريبيا في منتصف شهر نوفمبر 2021، وافتتحه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار الأسبق عام 2022، وبالفعل انخفض منسوب المياه الجوفية من موقع الدير.
تتويجًا لجهود الدولة المصرية في إعادة تأهيل الموقع ليصبح من جديد على قائمة التراث العالمي، رفعت منظمة اليونسكو الموقع من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في 9 يوليو 2025.