في ذكرى الثالوث النووي.. كيف غيّر تفجير أول قنبلة ذرية وجه العالم؟ - بوابة الشروق
الخميس 17 يوليه 2025 12:34 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

في ذكرى الثالوث النووي.. كيف غيّر تفجير أول قنبلة ذرية وجه العالم؟

أدهم السيد
نشر في: الأربعاء 16 يوليه 2025 - 1:46 م | آخر تحديث: الأربعاء 16 يوليه 2025 - 1:55 م

في مثل هذا اليوم، السادس عشر من يوليو، تغيّر العالم إلى الأبد. ففي صحراء نائية بأمريكا، اجتمع مئات العلماء والعسكريين الأمريكيين لاختبار سلاح لم تعرفه البشرية من قبل.

ومع انفجار أول قنبلة بلوتونيوم مشع، ارتفعت سحابة نووية إلى ارتفاع 12 كيلومترًا في السماء، مُعلنة بداية "العصر النووي"، الذي فرض واقعًا جديدًا تتحكم فيه أسلحة الدمار الشامل في القرارات المصيرية وموازين القوى العالمية.

توثيق اللحظة النووية الأولى

وتسرد "الشروق"، نقلًا عن كتابي "الأمن النووي ووكالة الطاقة الذرية" لبول زاس، و"التاريخ التقني للوس ألاموس في عهد أوبنهايمر" لـ إل. تي. هاتسون، بالإضافة إلى تقرير "تقييم حصاد تجربة الثالوث النووية" الصادر عن وزارة الطاقة الأمريكية، أبرز الحقائق والمعلومات المتعلقة بتفجير أول قنبلة ذرية في التاريخ، وتداعياتها التي أفرزت شكلًا جديدًا للعالم.

- اكتشاف الانشطار النووي وسباق التسلح

بعد الحرب العالمية الأولى، دخلت القوى الكبرى في سباق محموم للتسلح، يهدف إلى حسم الجولة المقبلة من الحروب العالمية.

وفي عام 1938، سجّلت ألمانيا النازية سبقًا علميًا باكتشاف الانشطار النووي على يد العالمين أوتو هان وفريتز ستراسمان، وهو ما أثار القلق بشأن قدرة النظام النازي على إنتاج سلاح نووي.

ورغم أن الحرب العالمية الثانية أبطأت المشروع الألماني، فإن حكومة الولايات المتحدة، بناءً على مطالب من علماء أبرزهم ألبرت أينشتاين، سارعت إلى إطلاق برنامج لصناعة القنبلة النووية، فيما عُرف لاحقًا باسم "مشروع مانهاتن".

- مشروع مانهاتن وولادة السلاح النووي

في أكتوبر 1941، وقبل شهرين من دخول الولايات المتحدة الحرب رسميًا، منح الرئيس فرانكلين روزفلت الضوء الأخضر لبدء مشروع "مانهاتن"، بمشاركة نخبة من العلماء، أبرزهم روبرت أوبنهايمر، المعروف بـ"أبو القنبلة الذرية".

وعلى مدى ثلاث سنوات، عملت فرق البحث على تطوير مفاعلات اليورانيوم، ثم التحول إلى استخدام البلوتونيوم، حتى اكتمل تصميم القنبلة بحلول عام 1945، مع اقتراب نهاية الحرب.

- الاختبار التاريخي للقنبلة النووية الأولى

أصرّ أوبنهايمر على إجراء تجربة عملية للقنبلة، رغم تخوفات الجيش من احتمال فشلها وخسارة أكثر من مليار دولار هي تكلفة مادة البلوتونيوم.

وبعد نقاشات مطوّلة، وافق الجيش وحدد يوم 16 يوليو 1945، تزامنًا مع انعقاد مؤتمر بوتسدام بين الحلفاء المنتصرين. واختيرت منطقة صحراوية بولاية نيو مكسيكو لتنفيذ التجربة، لتكون بعيدة عن السكان.

أُطلق على الاختبار اسم "الثالوث"، المستوحى من قصيدة لجون دون عن الثالوث المسيحي، وفي تمام الخامسة والنصف صباحًا، تم تفجير القنبلة، فاشتعلت السماء بضوء وردي غريب، وانطلقت سحابة المشروم النووية بارتفاع 12 ألف متر، فيما تبخّر البرج المعدني الحامل للقنبلة بالكامل، لتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ البشري.

- الدمار النووي: من الاختبار إلى المأساة

بعد أقل من شهر على الاختبار، استخدمت الولايات المتحدة القنبلة النووية فعليًا ضد اليابان، بقصف مدينة هيروشيما بقنبلة يورانيوم، ثم ناغازاكي بقنبلة بلوتونيوم، وهي نفس المادة المستخدمة في التجربة.

وأسفرت الهجمتان عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير مناطق واسعة، وظل الناجون يعانون لسنوات من آثار الإشعاع، ليُكتب بذلك الفصل الأخير من الحرب العالمية الثانية.

- السلاح النووي والسلام الموهوم

برّرت واشنطن استخدام السلاح النووي برغبتها في إنهاء الحرب وتحقيق السلام، لكن النتائج جاءت عكسية، إذ أطلقت القنبلة سباق تسلح عالمي جديد.

تمكنت المخابرات السوفييتية من سرقة معلومات تصنيع القنبلة، وأجرت أول اختبار نووي، ولحقت بها لاحقًا الصين وكوريا الشمالية، ليتشكّل ما يُعرف بـ"النادي النووي".

وبينما امتلكت الدول العظمى القنابل، باتت تفرض سيطرتها على الدول غير المالكة، وساد وهم السلام تحت تهديد دائم بسلاح قادر على إنهاء العالم في لحظة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك