أمريكا تحرق طعاما كانت كافيا لإنقاذ أطفال غزة من المجاعة لأسبوع - بوابة الشروق
الأربعاء 16 يوليه 2025 5:25 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

أمريكا تحرق طعاما كانت كافيا لإنقاذ أطفال غزة من المجاعة لأسبوع

محمد حسين
نشر في: الأربعاء 16 يوليه 2025 - 1:14 م | آخر تحديث: الأربعاء 16 يوليه 2025 - 1:14 م

أهدرت الإدارة الأمريكية فرصة إنقاذ آلاف الأطفال في غزة من الجوع، بعد أن قررت تدمير شحنة من بسكويت الطوارئ عالي الطاقة، كانت تكفي لتغطية احتياجات كل طفل يعاني من الجوع الحاد في القطاع لمدة أسبوع، بحسب تقديرات موظفين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID".

أصدرت الحكومة قرارًا بإحراق الشحنة، التي تزن نحو 500 طن، بدلًا من توزيعها على الأطفال في مناطق الأزمات أو إعادة توجيهها إلى دول تشهد مجاعات كبرى كالسودان وغزة.

علّقت إدارة ترامب المساعدات.. وتعطّل توزيع الغذاء

اشترت الوكالة الأمريكية هذه الكمية نهاية عهد الرئيس جو بايدن بتكلفة بلغت 800 ألف دولار، وخزّنتها في مستودع بدبي. استخدمت الوكالة هذه النوعية من الأغذية سابقًا في مناطق النزوح والكوارث، لكونها تحتوي على احتياجات الطفل الغذائية الأساسية.

أصدر الرئيس دونالد ترامب قرارًا تنفيذيًا في يناير 2025 جمّد بموجبه معظم برامج المساعدات الخارجية الأمريكية. أدى القرار إلى تفكيك وكالة USAID وإلحاقها بوزارة الخارجية ضمن خطة إعادة هيكلة حكومية تبنتها وزارة "كفاءة الحكومة" (DOGE).

قيّد القرار الجديد حركة المساعدات، ومنع تمرير الشحنات دون موافقة من شخصيات سياسية تم تعيينها مؤخرًا، مثل بيت ماروكو وجيريمي لوين. لم يمتلك المسئولان الخلفية الفنية أو الخبرة في إدارة الأزمات الإنسانية، بحسب شهادات موظفين حاليين وسابقين في الوكالة.

تجاهلت الإدارة التحذيرات.. ثم أصدرت أمر الحرق

أرسل موظفو USAID خلال شهري فبراير ومارس مذكرات عاجلة تطالب بالسماح بنقل الأغذية قبل تلفها. تجاهلت الإدارة هذه الطلبات، ولم يرد أي من المسئولين على المذكرات، وفق ما نقله موظفون تحدثوا لمجلة ذا أتلانتك.

أصدر المسئولون في أبريل أمرًا رسميًا بإتلاف الشحنة عبر الحرق، رغم تعهد وزير الخارجية ماركو روبيو في مايو أمام الكونجرس بالسعي لإيصال الطعام قبل انتهاء صلاحيته. حصلت المجلة على نسخة من الأمر، ما يثبت أن تعهّد روبيو جاء بعد فوات الأوان.

ورفضت الإدارة إرسال الشحنة إلى أفغانستان واليمن بدعوى أنها قد "تُستخدم من قبل جماعات إرهابية"، لكنها لم تقدم أي تبرير لوقف الشحنات المخصصة لباكستان، ولم تستجب للمطالب بإعادة توجيه الشحنة إلى غزة أو السودان.

كبّدت الحكومة دافعي الضرائب تكلفة إضافية

فرضت القوانين الإماراتية منع استخدام هذه الشحنة حتى كعلف حيواني بعد انتهاء صلاحيتها، مما أجبر السلطات الأمريكية على تحمّل تكلفة إتلاف بلغت 130 ألف دولار، إلى جانب قيمة الشراء البالغة 800 ألف دولار.

أكد أحد أقدم موظفي USAID أن ما حدث غير مسبوق. قال: "فقدنا بعض الشحنات في سنوات سابقة بسبب مشاكل لوجستية أو تهديدات، لكن أن نقرر حرق نصف ألف طن من الغذاء بإرادتنا، فهذا لم يحدث من قبل".

انهارت منظومة توزيع الغذاء وتعطلت الإغاثة

واجهت المنظمات الدولية أزمة في إيصال الغذاء لمناطق النزاع بعد تجميد المساعدات الأمريكية. لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي سوى من تغطية احتياجات 10% من الأسر الأفغانية المحتاجة.

قدّر موظف في USAID أن البسكويت المحترق كان كافيًا لتغطية كل حالة من حالات الجوع الحاد بين الأطفال في غزة لمدة أسبوع. كما توقعت منظمات دولية أن نحو 58 مليون شخص حول العالم مهددون بالجوع أو المجاعة هذا العام.

فشلت الحكومة الأمريكية كذلك في إصدار أوامر توريد جديدة لشركات الأغذية الطارئة. اشتكت شركتان أمريكيتان متخصصتان في أغذية الأطفال من أن الحكومة "لا تعرف كيف توزّع ما تملكه"، ولم تتلقّ أي عقود جديدة رغم وعود وزارة الخارجية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك