في صباح السابع من يوليو، دخل طه نشأت، طالب الثانوية العامة من منطقة شبرا الخيمة، إلى لجنة امتحان الكيمياء بخطوات ثابتة وعيناه معلقتان بالله، عازمًا ألا يُفرط في جهده الذي بذله طوال العام. وبينما كان يراجع إجاباته بدقة، همس له زميله كي يغشّه، لكن طه رفض بلطف، خائفًا من غضب ربه قبل مخالفة القانون.
- قبلة البداية.. ونية الغدر
مرت الأيام حتى جاء موعد آخر امتحانات الثانوية العامة، اليوم الذي بدأ مبهجًا لكل الطلاب، دخل طه مدرسته كعادته، ليقابل زميله سيف بابتسامة بريئة و"قبلة مودة على الهواء"، كانت صادقة من قلب طه، لكنها كانت تحمل نية خبيثة في قلب سيف.
- خروج غير بريء
انشغل الجميع بالامتحان الأخير، حتى مضى نصف الوقت وأبدى سيف رغبته في الخروج، حاول المراقب إبعاده عن ذلك لكن إصراره العجيب دفع المراقب إلى السماح له بالخروج المبكر. لم يكن خروج سيف بريئًا أو بدافع الانتهاء من الامتحان، بل كان وراءه نية سيئة خبأها منذ الامتحان السابق.
- من لحظة الانتصار إلى صدمة الدم
انتهى الوقت وخرج طه بابتسامة المنتصر الذي أنهى سباق الثانوية الطويل، لكن فرحته لم تكتمل، إذ وجد سيف في انتظاره بالخارج، يقف وسط مجموعة من أصدقائه على دراجاتهم النارية، يلوّحون له بنظرات غريبة.
- الطعنة والخيانة
لم تمر لحظات حتى اندلعت مناوشة سريعة بينهما، تحولت فجأة إلى مأساة حين استل سيف سلاحًا أبيض وطعن طه عدة طعنات متفرقة، مزقت جسده وتركته غارقًا في دمائه أمام مدرسته، قبل أن يفر هاربًا مع أصدقائه.
- إسعاف عاجل وتحقيقات مستمرة
هرعت سيارات الإسعاف لتنقل طه إلى العناية المركزة، بينما تلقّت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، وانتقلت على الفور إلى مكان الحادث للاطمئنان على حالته، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق لكشف ملابسات الجريمة.
- آهات أب مكلوم
وفي لقاء مع "الشروق" قال والد طه: "أمه كلمتني وأنا في الشغل وقالت لي ابنك متعور في المستشفى، فرنيت عليه لقيته بيقول لي دي إصابات بسيطة ومتزعجش نفسك. قولت له أنا هاجي أطمن عليك، وروحت ولقيت ابني متعور جامد، لفيت بيه على مستشفيات كتير لحد ما جيت بيه لمعهد ناصر، حاليًا ابني في العناية تحت رحمة ربنا. وأنا عاوز ابني يرجع لي تاني وأشوف ابتسامته من تاني، أنا مش طالب من ربنا غير إنه يقوم بالسلامة ويقف على رجليه."
- شهادة زوجة الأب
أما زوجة أبيه فقالت بصوت مخنوق: "طول عمر طه ما بيعملش مشاكل، وكان محافظ على دراسته وماكانش بيشغل باله بأي حاجة تانية. دايمًا يساعد أبوه في كل حاجة، وحنين جدًا على إخوته".
- مطالب بالقصاص
وطالب الأب وأسرته المسؤولين بسرعة القصاص من المعتدي، مؤكدين أنهم لا يريدون شيئًا سوى عودة طه إلى أحضان أسرته سالمًا معافى، وأن ينال المعتدي جزاءه الرادع.