قال مسؤول محلي فلسطيني، الجمعة، إن الجيش الإسرائيلي حول سوقا تجاريا هاما جنوب الضفة الغربية المحتلة إلى ما يشبه "مدينة أشباح"، بعد أن أغلقه قسرا ومنع أصحاب المحال من مزاولة عملهم.
وفي تصريح للأناضول، قال أحمد الزغارنة، رئيس مجلس بلدي الرماضين جنوب الخليل: "إن قوات إسرائيلية اقتحمت الخميس مدخل البلدة المعروف بمثلث الرماضين وحفرت نفقا أمام محال تجارية، الأمر الذي حال دون فتح المحال".
وأضاف أن نحو "ألف محل تجاري أصبحت مغلقة اليوم، وسط تهديدات إسرائيلية بفرض غرامات مالية واعتقالات بحق من يخالف التعليمات".
وأكد الزغارنة أن "المحال مشيدة على أراضٍ فلسطينية خاصة تقع على جانبي الشارع العام".
وأشار إلى أن السوق كان يستقبل يوميا زبائن من بلدات عربية في جنوب إسرائيل، غير أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة حولته إلى منطقة مهجورة، ما أدى إلى فقدان مئات العائلات لمصدر دخلها وتكبدهم خسائر فادحة.
وذكر الزغارنة أن القوات الإسرائيلية هدمت نحو 40 متجرًا في أبريل، بذريعة "البناء دون ترخيص"، كما أن السوق مغلق منذ ستة أشهر بقرار عسكري، فيما يواجه عدد من المحال خطر الهدم.
وتقع هذه المحال في المنطقة المصنفة "ج" بحسب اتفاق "أوسلو 2" الموقّع عام 1995 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وتعد مركزا تجاريا هاما.
وتخضع هذه المنطقة للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية الكاملة، وتشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.
وفي 11 يونيو الجاري أخطر الجيش الإسرائيلي فلسطينيين بهدم 30 محلا ومنشأة تجارية في الموقع بدعوى "البناء دون ترخيص".
تأتي هذه الانتهاكات بينما تفرض إسرائيل لليوم السابع على التوالي حصارا مشددا على الضفة الغربية منذ بدء عدوانها على إيران الجمعة الماضي.
وحولت إسرائيل الضفة إلى سجن كبير بعد فرض قيود مشددة على حركة الفلسطينيين، حيث أغلقت الطرق الرئيسية، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حياتهم وفاقم من معاناتهم.
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية بغزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر 980 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و500 أسير.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة.