حراك أمريكي عقب قمة ألاسكا لتحقيق السلام في أوكرانيا وجدل حول دور أوروبا - بوابة الشروق
الخميس 21 أغسطس 2025 2:53 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

حراك أمريكي عقب قمة ألاسكا لتحقيق السلام في أوكرانيا وجدل حول دور أوروبا

بروكسل - (د ب أ/إي إن آر)
نشر في: الخميس 21 أغسطس 2025 - 1:11 م | آخر تحديث: الخميس 21 أغسطس 2025 - 1:19 م

يقترب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي من عقد أول لقاء بينهما، منذ بدء الحرب الروسية الشاملة ضد الأراضي الأوكرانية قبل ثلاثة أعوام ونصف، وذلك في أعقاب سلسلة من المحادثات الدبلوماسية المكثفة الأسبوع الماضي، أعقبت القمة الأمريكية-الروسية في ألاسكا.

ووافقت أمريكا على مساعدة حلفائها الأوروبيين في توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا حال توقيع اتفاق سلام لإنهاء حرب أوكرانيا، وذلك عقب اجتماع مجموعة من قادة أوروبا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي.

ورحب القادة الأوروبيون، الذين يدعمون أوكرانيا بقوة منذ اندلاع الحرب، بهذه التطورات.

وقال ترامب إنه تحدث مع بوتين عبر الهاتف، يوم الاثنين، وشرع في ترتيب لقاء بينه وبين زيلينسكي، وهو الأول بينهما منذ عام 2019، يليه آخر ثلاثي بمشاركة الرئيس الأمريكي.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته يوم الاثنين إن المناقشات جارية بشأن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا تماثل تلك المقدمة للدول أعضاء الحلف. واستبعد ترامب يوم الثلاثاء نشر قوات أمريكية على الأرض.

كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟

وصف ترامب وبوتين محادثاتهما في ألاسكا بالمثمرة، لكنهما لم يفصحا سوى عن القليل من التفاصيل بشأن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا.

وتم استبعاد قادة أوروبا من المحادثات، وانتقد البعض القمة لكونها شكلت ترحيبا قويا ببوتين.

وكتب فولفجانج إيشينجر، الرئيس السابق لمؤتمر ميونخ للأمن، على منصة إكس: " لا يوجد تقدم حقيقي - من الواضح أن النتيجة 1:0 لصالح بوتين - لا توجد عقوبات جديدة. بالنسبة للأوكرانيين: لا شيء. بالنسبة لأوروبا: الأمر مخيب للآمال بشدة."

وأشار المحلل السياسي والنائب السابق في البرلمان الأوروبي، السلوفيني كليمين جروسل، إلى أن ترامب قال إن أمريكا ستكون مجرد وسيط في المفاوضات بين موسكو وكييف، وشرح في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أن أوكرانيا يجب أن تدرك أنها صغيرة وأن روسيا كبيرة.

وقال جروسل: "بذلك، بعث برسالة واضحة للغاية، مفادها أن الولايات المتحدة لن تكون هي التي تدافع عن المواقف الأوكرانية وتدعمها."

ووفقا لمسؤول اطلع على مكالمة أجراها ترامب مع زيلينسكي وقادة أوروبيين أثناء عودته من قمة ألاسكا، أيد الرئيس الأمريكي اقتراح بوتين بأن تسيطر روسيا بشكل كامل على منطقتين في شرق أوكرانيا مقابل تجميد الجبهة في اثنتين أخريين.

وقال المصدر إن بوتين "يطالب فعليا بأن تغادر أوكرانيا منطقة دونباس“، التي تتكون من منطقتي دونيتسك ولوهانسك، في شرق أوكرانيا، والتي تسيطر عليها روسيا حاليا، بشكل جزئي. وفي المقابل، ستوقف القوات الروسية هجومها في منطقة ميناء خيرسون وزابوريجيا على البحر الأسود، جنوبي أوكرانيا، حيث لا تزال المدن الرئيسية تحت سيطرة كييف.

وبعد عدة شهور من بدء حربها ضد أوكرانيا في فبراير 2022، أعلنت روسيا في في سبتمبر 2022 أنها ضمت جميع المناطق الأوكرانية الأربع، رغم أن قواتها كانت لا تزال لم تسيطر بشكل كامل على أي منها.

وعقد زيلينسكي اجتماعا مع ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين، وانضم إليهما لاحقا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، والأمين العام للناتو مارك روته.

وكان غياب رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز ملحوظا، وقد أثار ذلك انتقادات من المعارضة، التي اتهمته بتقليص دور بلاده في الاتحاد الأوروبي بعد رفضه زيادة الإنفاق الدفاعي للبلاد إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي، خلال قمة الناتو الأخيرة.

ويصطف سانشيز مع الاتحاد الأوروبي في اتفاق الآراء بشأن أوكرانيا، ويصر على أنه يجب مشاركة كييف أي قرار يتعلق بمستقبلها. كما شدد على الحاجة الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار بهدف تسهيل تحقيق سلام عادل ودائم.

ما هو رد فعل أوروبا والدور الذي لعبته القارة؟

تخشى العواصم الأوروبية من أن يتم تهميشها، ولذلك دفعت باتجاه ضمان عدم استبعاد آرائها - وآراء كييف - من الحوار بين أمريكا وروسيا، والذي قد يشكل مستقبل الأمن الأوروبي على المدى الطويل.

ودعا القادة الأوروبيون إلى وقف فوري لإطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام، وطالبوا بضمانات أمنية ملزمة لأوكرانيا، وحذروا ترامب من الثقة بتأكيدات بوتين.

يشار إلى أن مسألة وقف إطلاق النار هي إحدى القضايا التي قد تختلف عليها الولايات المتحدة وأوروبا. لم يعد ترامب يصر على وقف إطلاق النار ويعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام كامل بدونه، في حين شدد المستشار الألماني على أهميته، يوم الاثنين.

وكان الرئيس الفرنسي ماكرون أيضا حذرا بشأن احتمال إنهاء العنف كنتيجة لاجتماع محتمل بين زيلينسكي وبوتين.

وقال ماكرون: "لست مقتنعا ببوتين... هدفه النهائي هو الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي، وإضعاف أوكرانيا، وجعلها غير قادرة على البقاء بمفردها أو ضمن نطاق نفوذ روسيا. هذا واضح جدا للجميع“.

وأشار خبراء آخرون إلى عودة القادة الأوروبيين إلى الواجهة.

وغرد موجتبى رحمان، المدير التنفيذي لأوروبا لدى مجموعة أوراسيا، وهي شركة بحثية متخصصة في المخاطر السياسية، في منشور على منصة إكس: "في (فبراير) كان هناك (تساؤل) حول ما إذا كانت أوروبا /ستحظى بمقعد على طاولة المفاوضات/. تظهر (اجتماعات) الأمس (الاثنين) أن أوروبا في الواقع تحظى بالعديد من المقاعد على طاولة المفاوضات. يغير هذا بشكل جذري طبيعة هذه المفاوضات. الفضل يعود إلى القادة الأوروبيين في فك الشفرة التي تعمل مع ترامب".

أوروبا متحدة في التركيز على السلام مع اختلاف البعض

وفي أعقاب مؤتمر عقد عبر تقنية الفيديو، يوم الأحد الماضي، لتحالف الراغبين (مجموعة من الدول التي تنسق الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا)، قال رئيس وزراء بلغاريا روزين جيليازكوف في منشور على إكس إن الضمانات الأمنية لأوكرانيا يجب أن تشمل دعما مستداما من أوروبا وأمريكا.

وفي معرض رده على سؤال حول قمة ترامب وبوتين ومستقبل الحرب في أوكرانيا، قال الرئيس البلغاري رومين راديف للصحفيين إن القمة تعيد الحوار والأمل في تحقيق السلام للجميع.

كما أن موقف ألبانيا، المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بشأن أوكرانيا يتوافق مع مواقف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، حيث إنها عضو في التحالف العسكري.

لكن داخل أوروبا، لا يتفق جميع القادة على نفس الرأي بشأن الصراع.

وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي ينتقد دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إن القمة بين ترامب وبوتين أطلقت رسميا عملية تطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن. ويرى أيضا أن الطريق إلى الأمام لا يكمن في "اتهام" القيادة السياسية الروسية أو فرض عقوبات، بل في الحوار البناء.

وقد انتقدت المعارضة السلوفاكية فيكو لترديده نفس النقاط التي ترددها روسيا.
المجر صوت انتقاد بارز آخر.

وقبل قمة ألاسكا، وقعت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، باستثناء المجر، رسالة تعرب عن دعمها لمبادرة السلام التي طرحها ترامب وحذرت من أن الأوكرانيين هم الذين "لهم الحق في اختيار مصيرهمط، ودعت إلى فرض عقوبات على روسيا?

ماذا بعد؟

سوف تكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان دفع ترامب باتجاه إجراء محادثات مباشرة بين زيلينسكي وبوتين سيؤدي إلى تقدم حقيقي أم إلى تعميق الانقسامات القائمة.

ومن المرجح أن تواجه أي محادثات عقبات فورية، خاصة إصرار أوكرانيا على أنها لن تتنازل عن أراضيها السيادية، وتصميم بوتين على ضمان الاعتراف بمكاسب روسيا.

وبالنسبة لأوروبا، يتمثل التحدي في الحفاظ على دورها في عملية تشكلها على نحو متزايد واشنطن وموسكو. ويضغط مسؤولو الاتحاد الأوروبي من أجل وجود ضمانات أمنية تتجاوز الكلمات. لا يزال حلفاء الناتو يشعرون بالقلق من أن ترامب قد يدفع كييف إلى إبرام اتفاق لصالح موسكو من أجل تحقيق انتصار في السياسة الخارجية الأمريكية.

وفي خضم كل ذلك تتواصل الحرب روسيا وأوكرانيا دون هوادة



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك