واقعة شبيهة بمذبحة المماليك.. كيف انتهى جيش العبيد الفاطمي بأوامر صلاح الدين؟ - بوابة الشروق
الجمعة 22 أغسطس 2025 7:01 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

واقعة شبيهة بمذبحة المماليك.. كيف انتهى جيش العبيد الفاطمي بأوامر صلاح الدين؟

أدهم السيد
نشر في: الخميس 21 أغسطس 2025 - 1:26 م | آخر تحديث: الخميس 21 أغسطس 2025 - 1:26 م

تحل اليوم الخميس، 21 أغسطس، ذكرى معركة بين القصرين، التي شهدت نهاية جيش العبيد الفاطمي على يد صلاح الدين الأيوبي، في واقعة شبيهة بمذبحة المماليك، حيث لقي عشرات الآلاف من الجنود الأفارقة الذين كانوا موالين للفاطميين مصرعهم عند باب زويلة، ليُختتم بذلك عهد الهيمنة الفاطمية على مصر.

وانتهت سيطرة الفاطميين آنذاك؛ ليبدأ عصر الأيوبيين وتُفسح الساحة أمام المماليك، الذين سيُسجّلون ملاحمهم العسكرية على مدار مئات السنين.

وتسرد "الشروق"، وقائع معركة بين القصرين، التي أنهت القوة العسكرية للفاطميين بعد فقدان جيشهم المكون من العبيد على يد جنود صلاح الدين.

وردت تفاصيل المعركة في كتاب "صلاح الدين وسياسة الحرب المقدسة" لليون جاكسون، وكذلك في سرديات "خلفاء وحشاشين" لهاينز هوم، و"العبيد الأفارقة بجيوش الشرق الأوسط" للويس بيرنارد.

* نجم صلاح الدين يسطع من القاهرة

بدأ صلاح الدين الأيوبي مساعدًا في قيادة القوات الكردية ضمن جيش الأمير نور الدين زنكي، الذي كان يحمي القاهرة من غزوات الصليبيين، وبسبب كفاءته العسكرية، ترقى صلاح الدين في المناصب بسرعة، لكن الطموح الشاب كان يمتد إلى أكثر من ذلك؛ فقد كان هدفه تحرير مصر من الهيمنة الفاطمية.

وبدأ صلاح الدين، استعداداته لإزاحة الفاطميين وجيشهم الجرّار، الذي كان يتألف من 50 ألف جندي من العبيد الأفارقة، الماهرين في الحروب والمشاة، ويُعرفون بقمعهم الشديد لأي تمرد ضد الحكم الفاطمي.

* المؤامرة الصليبية الفاطمية وشرارة الحرب

خاف قادة جيش العبيد الفاطمي من تزايد نفوذ الجنود الأيوبيين، الذين كانوا يتفوقون عليهم عسكريًا؛ لذا بدأ مؤتمن الخلافة قائد العبيد، بالتخطيط لانقلاب بالتعاون مع الصليبيين.

وكانت الخطة أن يهاجم الصليبيون الحدود، ليتسنى للعبيد السيطرة على القاهرة دون مقاومة، لكن جنود صلاح الدين اكتشفوا المؤامرة عندما لاحظوا أن الرسول الذي أرسله المؤتمن كان يرتدي قبقابًا جديدًا لا يتناسب مع ملابسه المهلهلة، مما أثار الشكوك.

وبعد التحقيق، اعترف الرسول بتفاصيل الخطة، فقبض صلاح الدين على المؤتمن وقطع رأسه، في خطوة أغضبت جيش العبيد، الذين قرروا الانتفاض.

* حرب طاحنة في بين القصرين

في 21 أغسطس، خرج جيش العبيد، الذي بلغ عدده نحو 50 ألف جندي، مسلحين برماح طويلة، بينما استعد رماة الأرمن الموالون للفاطميين على الأسطح لمساندة الجيش.

وفي المقابل، وجد جنود صلاح الدين الأيوبي أنفسهم محاصرين في القاهرة، لتندلع معركة طاحنة بين الطرفين، ورغم أن الجنود الشاميين قاوموا بشراسة، فإن تفوق العبيد العددي كان عاملًا حاسمًا.

هنا بدأ صلاح الدين، في إرسال تعزيزات من خارج القاهرة، وشارك الجيش الشامي في المعركة، كما استخدم صلاح الدين أساليب نفسية، حيث أمر رماة النفط بإلقاء الزيت الحارق على قصر الخليفة الفاطمي، مما أثّر على معنويات جيش العبيد بشكل كبير، بعدها أعلن الخليفة الفاطمي تبرؤه من العبيد، ما شكّل ضربة معنوية قاسية لهم.

* المناورة الحاسمة لصلاح الدين

أجرى صلاح الدين مناورة تكتيكية ذكية لهزيمة جيش العبيد، حيث قسم قواته إلى قسمين: الأول هاجم بيوت العبيد وأحرقها، بينما الثاني سيطر على الشوارع لمنع العبيد من تطويق الجيش الشامي أو مهاجمة منازلهم.

وحينما سمع العبيد بما حلّ بمنازلهم، تركوا القتال وتوجهوا لحماية أسرهم، في تلك اللحظة، استغل الجيش الشامي الموقف، وشن هجومًا على العبيد المتفرقين عند باب زويلة.

* الاستسلام والمذبحة

استسلم جزء من جيش العبيد لصلاح الدين، الذي سمح لهم بمغادرة القاهرة والتوجه إلى الجيزة، لكن بمجرد أن عبروا ضفة النيل، فوجئوا بقوات توران شاه، أخي صلاح الدين، الذين قضوا على فلول جيش العبيد.

وهرب من تبقى منهم إلى الصعيد، حيث أرسل صلاح الدين عمه شهاب الدين لإنهاء ما تبقى من الجيش.

* عصر عسكري جديد

مع نهاية معركة بين القصرين، انتهت أي قوة عسكرية للفاطميين في مصر، فقد اعتمد الفاطميون على جيش العبيد في الحفاظ على حكمهم، لكن مع رحيل هؤلاء الجنود، أصبح المجال مفتوحًا للأيوبيين، الذين أسسوا جيشًا جديدًا يعتمد على الخيالة النظاميين، ليصبحوا فيما بعد المماليك.

فيما أصبح هؤلاء المماليك أسطورة عسكرية، وساهموا في حماية مصر من الصليبيين والمغول، ليجعلوا منها عاصمة الخلافة لأجيال عديدة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك