ترامب يتوعد طالبان.. لماذا تريد أمريكا استعادة قاعدة بجرام الجوية؟ - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 4:08 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

ترامب يتوعد طالبان.. لماذا تريد أمريكا استعادة قاعدة بجرام الجوية؟

سوزان سعيد
نشر في: الأحد 21 سبتمبر 2025 - 3:58 م | آخر تحديث: الأحد 21 سبتمبر 2025 - 3:58 م

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة، أمس السبت، توعد فيه حركة طالبان، بعد أن رفضت الأخيرة طلبه باستعادة قاعدة بجرام الجوية التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حربها على أفغانستان، قائلًا في منشور له على منصة تروث سوشيال التي يمتكلها: "إذا لم تعد أفغانستان القاعدة للولايات المتحدة، فإن العواقب ستكون وخيمة".

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن نيته في استعادة قاعدة بجرام، إذ أعلن أن الولايات المتحدة تحاول استعادة القاعدة الجوية في أفغانستان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

جاءت تعليقات ترامب في الوقت الذي يواصل فيه البنتاجون المضي قدمًا في مراجعة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، حيث قُتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية و170 أفغانيًا في مطار كابول في قصف نفذته جماعة تنظيم داعش.

• فما هي قاعدة بجرام الجوية؟ ولماذا يريد الرئيس الأمريكي استعادتها؟ .. يجيب التقرير التالي عن هذه الأسئلة.

- ما هي قاعدة بجرام الجوية؟

وفقًا لـ"NBC News"، تبعد قاعدة بجرام الجوية 60 كم شمال مدينة كابول العاصمة الإفغانية، شكّلت القاعدة الجوية نقطة ارتكاز للوجود الأمريكي في أفغانستان على مدار 20 عامًا، خلال الحرب ضد طالبان والقاعدة، وشهدت مرور أكثر من ١٠٠ ألف جندي أمريكي عبر مجمعها، واستخدمت لدعم العمليات القتالية، وجمع المعلومات الاستخبارية، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب.

- لماذا يريد ترامب استعادة قاعدة بجرام الجوية؟

وفقًا لـ"Economic Times"، يوجد 10 أسباب تدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمطالبة باستعادة قاعدة بجرام في هذا التوقيت وهي:

١. أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان

تعد قاعدة بجرام أكثر من مجرد مهبط طائرات، إذ تضم مدارج تفوق في طولها العديد من المطارات الدولية، بالإضافة إلى ملاجئ مُحصّنة، ومستشفيات، ومستودعات وقود، ومساكن لعشرات الآلاف من الجنود، ما جعلها بمثابة المركز العصبي لأمريكا في المنطقة.

٢. موقع استراتيجي متميز

تبعد قاعدة باجرام نحو ساعة من مدينة كابول، عند تقاطع الطرق المؤدية إلى إيران وباكستان وآسيا الوسطى ومقاطعة شينجيانج الصينية، مما يسمح للولايات المتحدة أن تُبرز قوتها في أكثر من اتجاه.

٣. القرب من المواقع الصينية الحساسة

قال ترامب مرارًا وتكرارًا إن قاعدة بجرام تبعد "ساعة واحدة فقط" عن منشآت نووية وصاروخية صينية رئيسية في شينجيانج، وبغض النظر عن مدى دقة هذا التصريح من عدمه، فإنها تعد بالفعل إحدى أقرب نقاط المراقبة التي تتيح للولايات المتحدة التجسس على الصين.

وتشير التقديرات إلى أن الصين، وسعت مخزونها النووي سريعًا، إذ تمتلك حاليًا 600 رأس نووي، بحسب منظمة "نشرة العلماء الذريين" غير الربحية ومقرها شيكاجو.

وهو ما صرح به ترامب بالفعل أكثر من مرة، أولها قبل يوم واحد من حديثه مع الرئيس الصيني شي جين بينج وسط مفاوضات تجارية جارية، قائلًا "إن قاعدة بجرام تقع على بعد ساعة واحدة من المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية".

ثم عاد مجددًا في حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، وذكر أن بجرام "إحدى أقوى القواعد في العالم من حيث متانة المدرجات وطولها"، وأكد مجددًا أن القاعدة "تبعد ساعة واحدة عن مكان تصنيع صواريخ الصين".

٤. مثالية للمراقبة والاستخبارات

يتيح الاستيلاء على قاعدة بجرام لواشنطن قدرة على تنفيذ المراقبة الجوية المتقدمة وجمع استخبارات الإشارات عبر مساحة شاسعة من أوراسيا، تشمل النشاط العسكري الروسي، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية الصينية في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وهي مبادرة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج في عام 2013، خلال زيارة رسمية إلى كازاخستان، وهو مشروع استثماري ضخم في البنية التحتية يربط الصين تجاريًا واقتصاديًا، بكل من أوراسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، عن طريق المطارات والموانئ ومحطات الطاقة والجسور والسكك الحديدية والطرق وشبكات الاتصالات، ويعهد بتنفيذ هذه المشروعات إلى شركات البناء والمقاولات الصينية، كما تمنح الصين قروضًا للدول النامية التي تمر بها مشاريع البنية التحتية للمبادرة.

٥. ورقة ضغط أمريكية على روسيا وإيران

تستطيع الولايات المتحدة من خلال قاعدة بجرام مراقبة النفوذ الروسي في آسيا الوسطى والتحركات الإيرانية غربًا، ما يجعل الوجود الأمريكي عامل ضغط على كل من موسكو وطهران، كما حدث في الماضي.

٦. السيطرة على الثروات والطرق الاقتصادية

تملك أفغانستان احتياطي ضخم من المعادن، إلى جانب وقوعها على ممرات تجارية ناشئة، ما يجعل السيطرة على بجرام تمنح نفوذًا استراتيجيًا على الطرق الاقتصادية التي تسعى كل من الصين وروسيا إلى تأمينها.

٧. توجيه ضربات سريعة ضد الإرهاب

شكلت قاعدة بجرام خلال الحرب على الإرهاب، نقطة انطلاق للحرب ضد طالبان والقاعدة وداعش، وأدى فقدانها إلى تقليص قدرة أمريكا على توجيه ضربات سريعة في المنطقة.

٨. رمزٌ للهيمنة الأمريكية على آسيا الوسطى

أعرب ترامب عن استيائه من انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في عهد إدارة بايدن في 2021، واصفًا ذلك بأنه "كارثة كاملة"، بالرغم من أن عملية الانسحاب الأمريكي بدأت بالفعل خلال ولايته الأولى، وانتقد قرار التخلي عن مطار بجرام، الذي سقط بسرعة تحت سيطرة طالبان عندما عادوا إلى السلطة في عام 2021.

ويعد استعادة القاعدة بمثابة رسالة إلى العالم مفادها أن الولايات المتحدة دولة قوية ولم تتراجع عن نفوذها داخل آسيا الوسطى.

٩. منع الصين من استخدامها

أشارت الكثير من التقارير إلى أن الصين تتطلع إلى استخدام قاعدة بجرام لتوسيع نفوذها في مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى الحصول على نقطة ارتكاز استراتيجية بالقرب من الهند، مما يثير مخاوف ترامب، ويدفعه إلى السيطرة على القاعدة في أقرب وقت ممكن.

١٠. موازنة القوى المجاورة

تقع قاعدة بجرام الأفغانية، في قلب آسيا الوسطى، ما يجعلها نقطة ارتكاز تتيح لأمريكا موازنة القوى المجاورة، والتي تتمثل في روسيا بقوتها العسكرية والصين باقتصادها الضخم والهند بقوتها البشرية والتكنولوجية.

• اتهامات متبادلة بين ترامب وبايدن

تبادل كل من ترامب وبايدن الاتهامات حول الانسحاب من أفغانستان، فقد ألقى بايدن باللوم على إدارة ترامب في انسحاب إدارة ترامب من أفغانستان والذي وصفه بـ"الفوضوي"، حيث أشار تقرير صادر عن مجلس الأمن القومي في عام 2023 إلى أن خيارات بايدن لتنفيذ العملية كانت "مقيدة بشدة بالظروف التي خلقها سلفه".

ليعود ترامب ويهاجم بدوره انسحاب إدارة بايدن "المحفوف بالمخاطر" للقوات من أفغانستان باعتباره "كارثة كاملة"، منتقدًا قرار التخلي عن مطار بجرام، الذي سقط بسرعة تحت سيطرة طالبان حال عودتهم للسلطة في عام 2021.

• موقف إدارة طالبان من تصريحات ترامب حول بجرام

من جهته، رفض ذاكر جلالي، المسئول في وزارة الخارجية الأفغانية، في حكومة طالبان، استعادة الولايات المتحدة لقاعدة بجرام، عبر منشور على منصة التواصل الاجتماعي مضيفًا "الأفغان لم يقبلوا وجودًا عسكريًا في التاريخ، وقد رُفض هذا الاحتمال رفضًا قاطعًا خلال محادثات الدوحة واتفاقها، لكن الباب مفتوح لمزيد من التفاعل".

وتسعى طالبان حاليًا لتحسين صورتها الذهنية أمام العالم والتي ارتبطت بكونها راع للإرهاب، عبر سلسلة من الإفراج عن شخصيات أوروبية وأمريكية.

• الصين أم الولايات المتحدة.. من يحصل على بجرام؟

قال بيل روجيو، محرر مجلة "لونج وور جورنال" التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكية، إن الصين ستقدم العديد من الإغراءات لطالبان، لمنع استعادة الولايات المتحدة لقاعدة بجرام الجوية في أفغانستان، محذرًا إدارة ترامب من تقديم تنازلات للحركة، ومع ذلك لا تتمكن من الوصول إلى بجرام.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن الصين "تحترم استقلال أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها".، مضيفًا "أن مستقبل أفغانستان يجب أن يقرره شعبها"، وقال: "إن إثارة التوتر وخلق المواجهة في المنطقة لن يكون أمرا شعبيا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك