تسمموا بمبيد حشري لا ترياق له.. سبب وفاة الأطفال الستة بالمنيا يكشفه لأول مرة أستاذ السموم المختص بالواقعة - فيديو - بوابة الشروق
السبت 26 يوليه 2025 2:09 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

تسمموا بمبيد حشري لا ترياق له.. سبب وفاة الأطفال الستة بالمنيا يكشفه لأول مرة أستاذ السموم المختص بالواقعة - فيديو

الدكتور محمد إسماعيل أستاذ السموم بطب المنيا
الدكتور محمد إسماعيل أستاذ السموم بطب المنيا
ماهر عبدالصبور
نشر في: الخميس 24 يوليه 2025 - 10:14 م | آخر تحديث: الخميس 24 يوليه 2025 - 10:15 م

- د. محمد إسماعيل في حوار خاص لـ«الشروق»: مبيد كلورفينبير بالغ الخطورة وجربنا العديد من الطرق لعلاج الحالات

- "كونسلتو طبي" من مراكز السموم والجامعات ينتهي باكتشاف حالة مشابهة في البحيرة دلت على سبب الوفاة

- حالة الأب هي التي أكدت سبب الإصابة بنسبة تفوق ٩٩٪؜

 

قال الدكتور محمد إسماعيل أستاذ السموم بطب المنيا، والذي تابع حالة الطفلتين الأكبر المتوفيتين من الأطفال الستة بدلجا بدير مواس، إنه تم تكليفه بمتابعة حالتهما عقب وفاة أشقائهما الأربعة في ظروف غامضة.

وروى إسماعيل في حوار خاص لـ "الشروق" أن الموضوع كان في بدايته تحديًا لنا ولأطباء مصر كافة، ففي يوم الجمعة 13 يوليو استقبلت مستشفى ديرمواس التخصصي ثلاث حالات من الأطفال مصابين بقيء وسخونة وتدهور في الوعي أعقبه وفاة سريعة، وهذه الأعراض غريبة ونادرة الحدوث.

وأكد مصدر قضائي بالمنيا أن تحقيقات النيابة العامة بمركز ديرمواس، والتي تجري تحت إشراف المستشار المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، توصلت إلى تعرض أطفال دلجا المتوفين الستة لتسمم من مبيد حشري نادر الاستعمال، ولا يوجد له ترياق مضاد حتى الآن.

 

 

واستمعت النيابة العامة إلى أقوال الأطباء المعالجين للأطفال، التي كشفت تعرضهم لتناول نوع من المبيد الحشري السام، اسمه العلمي "كلورفينبير"، والذي يسبب شللًا في الخلايا بشكل عام، وفشلًا في جميع أعضاء الجسم، وأعراضه الأولية سخونة وقيء وهذيان.

يأتي هذا تأكيدًا لما نشرته "الشروق" الأحد الماضي ٢٠ يوليو على لسان مصدر بوزارة الصحة عن نتيجة التحاليل التي أجريت للمتوفين، وأنه قد تأكد إصابتهم بتسمم على الأرجح بواسطة مبيد حشري.

- بداية متابعة الإصابات والوفيات

وأضاف إسماعيل: "يوم السبت توفي الطفل الرابع، وكان من الخطأ من البعض تشخيصه بأنه التهاب سحائي أو عدوى أو وباء، لأنه غير مقبول علميًا".

ثم تم إدخال الطفلتين رحمة وفرحة إلى مركز السموم، وقمت بفحصهما، وكانت العلامات الحيوية طبيعية، ودرجة الوعي مكتملة، وكانت إحداهما تشعر بصداع وحالة نفسية سيئة لوفاة أشقائها، وتم أخذ عينات لتحليل المبيدات الحشرية، وعمل أشعة مقطعية على المخ والصدر، واختبارات سيولة الدم، وكلها كانت في حدود الطبيعي. ونظرًا للظروف المحيطة، تم حجزهما لوضعهما تحت الملاحظة لمدة ليلتين كاملتين.

- فريق طبي من وزارة الصحة

وتابع إسماعيل: "حضر فريق طبي من وزارة الصحة يضم نحو ثمانية أطباء من تخصصات مختلفة، لعمل كشف على الحالتين، وتحديدًا مع البنتين، وحصلنا على تاريخ تفصيلي للواقعة، وجميع المؤشرات تشير إلى تسمم بمادة غريبة. عقب استقرار حالتهما بعد 48 ساعة، تم التصريح لهما بالخروج. ومساءً شعرت رحمة بالإعياء، فعادت مرة ثانية للحجز بمستشفى مصر الحرة، وظهر على رحمة ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة واضطراب وفقدان في درجة الوعي، وظهور نوع من التهيج وعدم استقرار حالتها، وكانت الصورة غامضة بشكل كبير، وتوفيت الطفلة فجر الثلاثاء."

وعن موعد الوجبة التي سبقت الوفاة، أكدت رحمة للطبيب المعالج قبل وفاتها أنهم تناولوا خضارًا وأرزًا ولحمًا، وبعدها بدأ أشقاؤها يشعرون بالإعياء.

وأوضح إسماعيل أنه في مساء يوم الأربعاء بدأت الأعراض تظهر على "فرحة" من صداع وهزال عام، وتم سحب التحاليل ووجد ارتفاعًا بسيطًا في إنزيمات الكلى ولا يشير إلى شيء محدد، وتمت التوصية بعمل غسيل كلوي على جهاز خاص، غير موجود بالمنيا، فتقرر نقلها إلى مستشفى الإيمان العام في أسيوط، وتوفيت بالمستشفى.

- حل اللغز: الحالات متشابهة مع حالة سابقة في البحيرة

وقال إسماعيل: "لما كانت الصورة للسم غير واضحة، تم التواصل مع زملاء في مستشفيات جامعتي عين شمس والإسكندرية لتبادل الخبرات في هذا النوع من السم لتحديده، لأن صورته الإكلينيكية غير واضحة، وحينها كشفت الدكتورة نهاد حامد أن الأعراض تتشابه مع حالة كانت قادمة من محافظة البحيرة بادعاء انتحارية بتناول مبيد حشري، وأرسلت صورة المادة، فوجدنا تطابقًا في الأعراض والحالة الإكلينيكية، وهو نوع جديد من المبيد الحشري واسمه العلمي كلورفينبير".

وكشف أستاذ السموم بطب المنيا، أن هذه المادة ليس لها تحليل معين يكشفها، وليس لها ترياق متخصص على مستوى العالم، والحالات المسجلة بالإصابة بها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وأن 100 ملليلتر منها يتم تخفيفها في 600 ملليلتر من المياه لاستخدامها في القضاء على الآفات الزراعية، وتوضع قبل الحصاد بمدة كافية حتى يتم تكسيرها بسبب نمو النبات نفسه. وهذه المادة لا تتأثر بالغليان، ولو وضعت في طعام، تحتفظ بسميتها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك