طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رئيس أركان الجيش إيال زامير، بالكف عن نشر إحاطات إعلامية ضده، مشيرا إلى أن دعمه "صفقة جزئية يضر بالمفاوضات" الرامية إلى إعادة الأسرى، وفق إعلام عبري.
جاء ذلك خلال اجتماع وُصف بالمشحون عقده نتنياهو وزامير، الثلاثاء، على خلفية تزايد التوتر بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل، بما في ذلك حول العملية المحتملة لاحتلال مدينة غزة، وفق القناة 12 العبرية الخاصة.
وخلال الآونة الأخيرة، تزايدت الانتقادات بين الرجلين من خلال إحاطات يُعتقد أن مقربين منهما يدلون بها للإعلام تحت غطاء "مصادر مطلعة"، وفق المصدر ذاته.
وقالت القناة، في تقرير لها مساء الأربعاء، "على خلفية التوترات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة بين المستويين العسكري والسياسي، التقى نتنياهو وزامير، الثلاثاء، في اجتماع مشحون".
وأضافت: "طالب نتنياهو، زامير، بوقف إحاطاته ضده، ووجه إليه اتهامات في عدد من القضايا".
ونقلت القناة عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على التفاصيل أنه "خلال الاجتماع، عادت بوادر التوتر والخلاف بينهما إلى الواجهة، لا سيما حول قرار المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) احتلال مدينة غزة".
وقال نتنياهو خلال الاجتماع إن "تصريح زامير بضرورة السعي إلى صفقة جزئية يُضر بجهود التفاوض ويُظهر انقساما في الموقف تجاه الرأي العام الإسرائيلي وحماس".
والأسبوع الماضي، وافقت حماس على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد عليه، رغم تطابق بنوده بشكل شبه تام مع ما سبق أن وافقت عليه تل أبيب.
وتقدر إسرائيل وجود 50 أسيرا لها لدى حماس، بينهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، وسط اتهامات حقوقية بتعرضهم للتعذيب والإهمال الطبي.
كما طالب نتنياهو رئيس الأركان خلال الاجتماع، "بتقليص الجداول الزمنية، وتسريع الاستعدادات للمناورة في مدينة غزة، والبدء بتحرك عسكري سريع"، وذلك على خلفية تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، بأن الحرب يجب أن تنتهي بنهاية العام الجاري.
وردّ رئيس الأركان، على نتنياهو، زاعما أن "الجيش الإسرائيلي سينفذ هذه الخطوة باحترافية، وأوضح أن الجيش يدرس جميع الجوانب ذات الصلة، وأنه يجب السماح له بتنفيذها بالطريقة التي يعرفها"، وفق المصدر ذاته.
وفي تعليقه على طلب التعليق من قبل القناة 12، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي "لن نتطرق إلى ما يُقال في مناقشات مغلقة".
من جانبه، نفى مكتب نتنياهو، ما جاء في التقرير، مدعيا أنه مجرد "أخبار كاذبة"، لكن القناة 12 عادت وأكدت صحته.
والأربعاء الماضي، وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة مقترحة من نتنياهو لاحتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية تحمل اسم "عربات جدعون 2"، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق للتهدئة.
بينما حذر زامير، الأحد، نتنياهو، من أن "احتلال مدينة غزة قد يشكل خطرا شديدا على حياة المحتجزين (الأسرى)"، داعيا إياه لقبول صفقة تبادل الأسرى المطروحة حاليا، والتي قبلتها حركة حماس.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62 ألفا و895 شهيدا، و158 ألفا و927 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 313 فلسطينيين، بينهم 119 طفلا حتى الأربعاء.