- لا حديث عن يوم تالي في غزة دون التوصل لرؤية بشأن نزع السلاح وإبعاد قيادات المقاومة
- واشنطن مستعدة للتفاوض حول استثناء الأسلحة الفردية للمقاومة وتوفير الحماية والعفو للقادة المبعدين
- قيادي رفيع المستوى بـ"حماس": أمريكا تنصلت من تعهداتها في الهدنة الأولى وصفقة عيدان.. ومتمسكون بضمانات مكتوبة
- إسرائيل قدمت للإدارة الأمريكية قائمة تضم آلاف الأسماء لطردهم من غزة، ونرفض تهجير أي غزاوي من أرضه
قال مصدر أمريكي مشارك بالوساطة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إن خطة الإخلاء الكامل لقطاع غزة وتهجير سكانه بالصورة التي طرحها في وقت سابق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تعد قائمة.
وشدد خلال حديث مع "الشروق" على أن الإدارة الأمريكية الراهنة تدعم التوصل لحل يضمن إنهاء الحرب الدائرة في القطاع منذ 19 شهرًا.
وقال المصدر إن الفترة الراهنة تشهد محاولات لإعادة الزخم للمفاوضات في محاولة لدفع حماس وإسرائيل إلى مائدة المفاوضات غير المباشرة مجددًا، لافتًا النظر إلى ضغوط تمارس على الجانبين في هذا الصدد من جانب الوسطاء، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هناك إمكانية للتجاوب مع بعض الملاحظات التي أبدتها حماس بشأن صياغة الورقة، لكن دون الإخلال بالمضمون المقدم من الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف.
حل نهائي لسلاح المقاومة قبل إنهاء الحرب
وكشف المصدر المشارك بالوساطة عن تمسك الإدارة الأمريكية بضرورة إيجاد حل نهائي بشأن سلاح المقاومة كشرط رئيسي لإنهاء الحرب بشكل كامل، وانسحاب إسرائيل وبدء عمليات إعادة الإعمار.
وقال المصدر إن هناك فرصة في الوقت الحالي لبحث إمكانية احتفاظ حماس ببعض الأسلحة الشخصية، وكذلك إمكانية إدماج بعض عناصرها في منظومة إدارة غزة الجديدة عقب اليوم التالي لتوقف الحرب.
وأوضح أن هناك صيغة قابلة للتنفيذ، لكن على حماس أن تتعامل معها بجدية، تتعلق بإيداع الحركة كافة أسلحتها الهجومية ومنظومة الصواريخ والمعدات المستخدمة في عمليات التصنيع لدى دولة تختارها الحركة لتكون بمثابة المشرف عليها.
استعدادات أمريكية لضمانات لترحيل قيادات المقاومة
وكشف المصدر عن أن الإدارة الأمريكية مستعدة لتقديم جميع الضمانات لقيادة حماس وفصائل المقاومة بتوفير مأوى للقيادات وعناصر المقاومة التي تحددهم الحركة للخروج من القطاع ضمن مسار حلحلة الأزمة الراهنة، وحمايتهم وعدم ملاحقتهم أمنياً من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة في الدولة التي سيستقرون فيها.
وقال المصدر إن الإدارة الأمريكية متمسكة بعدم الحديث عن يوم تالي في غزة قبل التوصل لرؤية فيما يتعلق بملف سلاح المقاومة وقياداتها الميدانيين المتواجدين داخل القطاع.
كيف تؤثر محاكمة نتنياهو على الوساطة؟
ويشير المصدر الأمريكي إلى أن هناك محاولات جادة من جانب الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي لتجاوز العقبات التي تمنع نتنياهو من التجاوب مع رغبة واشنطن في إنهاء الحرب، وفي مقدمتها قلقه إزاء المحاكمة التي يواجهها في الوقت الحالي.
مشددًا في الوقت ذاته على أن ترامب جاد في حديثه عن عدم رضاه لصورة القتل والجوع التي يراها في غزة، وأكد على ويتكوف بضرورة التوصل لحل سريع لإنهاء هذه المشاهد.
وبينما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الأول الجمعة عن تفاؤله بإمكان إرساء وقف جديد لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى احتمال التوصل إلى اتفاق "وشيك" يشمل إسرائيل وحركة حماس اعتبارًا من "الأسبوع المقبل"، أكد المصدر الأمريكي على أن "المفاوضات لا تسير بالشكل الأمثل"، متابعًا "هناك أزمة حقيقية يتحملها الطرفان في ظل تمسك نتنياهو برفض إنهاء الحرب وقبوله فقط بالهدنة المؤقتة في وقت لا تدير فيه حماس المفاوضات بالشكل الأفضل"، مشددًا "أزمة المفاوض العربي دائماً في أنه يدخل مفاوضات وفي رأسه تصور مسبق للحل لن يحيد عن الوصول له، وبالتالي لا يمكن أبدًا اعتبار هذا عملية تفاوض".
دعوة لانتهاز الفرصة الحالية
ودعا المصدر حركة حماس لانتهاز ما وصفه بـ"الفرصة الراهنة" من أجل السماح لسكان غزة بالتقاط الأنفاس والحصول على الطعام ووقف نزيف الدماء لتفتح الآفاق أمام حل دائم.
رد حمساوي يجدد الرفض
في المقابل، رد قيادي رفيع المستوى بحركة حماس معني بملف المفاوضات على حديث المصدر الأمريكي بالتأكيد على رفض الصيغة المطروحة حاليًا، في ظل رفض الجانب الأمريكي وكذلك الإسرائيلي الالتزام بضمانات مكتوبة، مضيفًا "جربنا التعهدات خلال الهدنة السابقة، وكذلك قبيل إطلاق سراح الجندي عيدان الكسندر، فجميعها لم تُنفذ بل وبعضها تنصل منه الجانب الأمريكي رغم أنه تعهد بها أمام الوسطاء في مصر وقطر".
واعتبر القيادي بالحركة أن الهدف الرئيسي من تحركات الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي هو تخليص نتنياهو من عبء الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.
وبشأن حديث المصدر الأمريكي حول وجود مرونة فيما يخص إدخال تعديلات على بعض الصياغات في ورقة ويتكوف الأخيرة، قال القيادي بحماس لـ"الشروق": "لم نلمس سوى حديث عن حلول مؤقتة فقط"، موضحًا أن ما تسلمناه هو تعديل "بشأن تعديل مواعيد تسليم الأسرى، لتكون تسليم 8 أسرى أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، ثم تسليم اثنين في اليوم الخمسين، على أن يتم تسليم نصف عدد الجثامين في اليوم الأخير من الاتفاق"، مستدركًا "لكن هذا كله دون ضمانات بشأن إنهاء الحرب".
وكشف القيادي بالحركة أنه بالتزامن مع الشروط والبنود التي حددتها الإدارة الأمريكية، لا تزال تلك الإدارة متمسكة بنزع سلاح المقاومة وطرد القيادات خارج غزة، مضيفًا "وصلنا من الوسطاء أن الجانب الإسرائيلي قدم قائمة تشمل الآلاف من قيادة المقاومة وعناصرها".
وشدد القيادي بحماس على أن "الحركة لن تسلم سلاحها ولن تقبل بإبعاد القيادات أو تهجير أي فلسطيني".