تصاعد الجدل حول فرقة الراب الأيرلندية Kneecap منذ أدائها المثير للجدل في مهرجان كوتشيلا الموسيقي في أبريل 2025، حيث اتهمت إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية في غزة" بدعم من الولايات المتحدة، ما أثار موجة انتقادات واسعة ودعوات لمنعها من المشاركة في مهرجانات أخرى.
وتحمل الفرقة شعار "دعم فلسطين أينما نكون"، ما جعلها هدفًا لحملات مضادة، اتهمتها بتأييد "العنف والإرهاب"، رغم تأكيد أعضائها الدائم على مناهضة الاحتلال فقط، وليس التحريض.
منابر موسيقية تتحول إلى منصات سياسية
تأسست فرقة Kneecap عام 2017، وتضم ثلاثة أعضاء يقدمون أغاني الراب باللغة الأيرلندية، عُرفت الفرقة منذ بداياتها بنقدها الصريح للسياسات الغربية، وبحضور رمزي دائم للعلم الفلسطيني في حفلاتها، لكن خطابها السياسي في مهرجان كوتشيلا هو ما دفعها إلى صدارة التغطية الإعلامية الدولية.
وقال العضو "موغلاي باب" على المسرح في كوتشيلا:
"ليس لدى الفلسطينيين مكان يذهبون إليه. إنه وطنهم، وهم يُقصفون من الجو. إن لم تسمها إبادة جماعية، فماذا تسميها؟"
وختم خطابه بهتاف "فلسطين حرة حرة"، بينما ظهر العلم الفلسطيني على الشاشات العملاقة.
محاولات لمنعهم.. والرد في جلاستونبري
على إثر هذه المواقف، تصاعدت الدعوات لمنع الفرقة من المشاركة في مهرجان جلاستونبري، وهاجمهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر شخصيًا، لكن Kneecap صعدت المسرح بالفعل في ويست هولتس وسط جمهور غفير، رفرفت فيه الأعلام الفلسطينية.
افتتح العرض بمونتاج صوتي لمقاطع إخبارية عن الانتقادات الموجهة لهم، قبل أن يقدموا أداءً غنائيًا حادّ اللهجة، شمل انتقادات موجهة للحكومة البريطانية، وهتافات جديدة لفلسطين، ما أثار ردود فعل حكومية وإعلامية واسعة.
بي بي سي تنسحب.. والشرطة تفتح تحقيقًا
ورغم نجاح العرض جماهيريًا، أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أنها لن تبث حفل Kneecap، مبررة قرارها بأن بعض التعليقات التي أطلقها أعضاء الفرقة على المسرح "مسيئة للغاية".
كما أعلنت شرطة سومرست أنها تقوم بتقييم كلمات الفريق لتحديد ما إذا كانت تحتوي على جرائم كراهية أو تحريض، فيما أدانت الحكومة البريطانية الهتافات التي أطلقها العضو بوب فيلان، والتي تضمنت شعارات ضد الجيش الإسرائيلي.
وأصدرت إدارة مهرجان جلاستونبري بيانًا قالت فيه إنها "لا تتسامح مع أي خطاب كراهية أو تحريض على العنف من أي من فنانيها".
اتهامات بالإرهاب بسبب علم "حزب الله"
بعيدًا عن المهرجانات، تواجه الفرقة أيضًا اتهامات سابقة بدعم الإرهاب بعد أن رفع أحد أعضائها علم "حزب الله" في حفل عام 2024، وهو ما نفاه الأعضاء مؤكدين أنه لم يكن مقصودًا. وقال العضو "أوهانايد" إنه التقط العلم دون معرفة رمزيته.
وأشارت الفرقة إلى أن هذه الاتهامات ما هي إلا محاولات لإسكاتهم بسبب دعمهم العلني لفلسطين طوال حرب غزة، مؤكدين أنهم لا يدعمون حماس أو حزب الله، ولا يدعون إلى العنف بأي شكل.