محمد علي فهمي.. مهندس الردع الجوي وصانع حائط الصواريخ المصري - بوابة الشروق
الإثنين 30 يونيو 2025 10:36 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

محمد علي فهمي.. مهندس الردع الجوي وصانع حائط الصواريخ المصري

أدهم السيد
نشر في: الإثنين 30 يونيو 2025 - 6:28 م | آخر تحديث: الإثنين 30 يونيو 2025 - 6:28 م

في يوم الدفاع الجوي المصري، تبرز سيرة المشير محمد علي فهمي، العقل المدبر وراء تأسيس سلاح الدفاع الجوي، وصانع "حائط الصواريخ" الذي واجه به الجيش المصري ذراع إسرائيل الطويلة – سلاح الطيران.

بفضل رؤية فهمي وخبرته، أصبح الدفاع الجوي قوة ردع لا يستهان بها، وكان أول قائد لهذا السلاح الذي غير معادلات الحرب. تستعرض "الشروق" سيرته ومسيرته، استنادًا إلى فيلم تسجيلي لوزارة الدفاع، وكتاب من هو من في العالم العربي، وموقع "المجموعة 73 مؤرخين".

النشأة والبدايات العسكرية

وُلد المشير محمد علي فهمي بالقاهرة عام 1920، والتحق بعد تعليمه المدرسي بكلية الهندسة، ثم بالكلية الحربية، وتخرج منها عام 1939. بدأ خدمته في سلاح المدرعات، وشارك في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين، حتى وصل إلى قيادة كتيبة مدرعات في الإسكندرية عام 1952.

النواة الأولى لسلاح الدفاع الجوي

خلال العدوان الثلاثي عام 1956، كشفت الغارات الجوية عن غياب منظومة دفاع جوي موحدة، حيث كانت وحداته متناثرة ومزودة فقط برشاشات "فلاك" 20 ملم. وهنا اقترح فهمي، الذي أنهى دراسة تخصصية في الدفاع الجوي بالاتحاد السوفييتي، على الرئيس عبد الناصر، تجميع الخبرات في كتائب موحدة، فتم إنشاء 6 كتائب شاركت في حرب 1967 لكنها افتقرت لمنظومة صواريخ متقدمة.

تأسيس السلاح وبناء الحائط

بعد نكسة 1967، سعى عبد الناصر لتأسيس سلاح ردع جوي فعّال. استدعى فهمي، الذي كان يحمل دكتوراه من الاتحاد السوفييتي، وطلب منه وضع تصور لمنظومة دفاع جوي متكاملة.

قام فهمي بأكثر من 14 زيارة لموسكو، ليتم بعدها إصدار قرار جمهوري بتأسيس فرع الدفاع الجوي عام 1968، وتعيينه قائده عام 1969.

بدأ فهمي بناء "حائط الصواريخ"، معتمدًا على محورين: شبكة إنذار مبكر ترصد الطائرات منخفضة الارتفاع، وصفقة صواريخ سام-2 وسام-3 من الاتحاد السوفييتي. واجه المشروع هجمات إسرائيلية مكثفة، أسفرت عن سقوط آلاف العمال، لكن بعد عام كامل، تم بناء شبكة تغطي 120 كم² بعمق يصل إلى 15 كم في سيناء.

أسبوع تساقط الفانتوم

اعتمدت إسرائيل على طائرات فانتوم الحديثة لضرب العمق المصري، لكن في 30 يونيو 1970، أسقط حائط الصواريخ 4 طائرات، تلاها سقوط أكثر من 15 طائرة خلال أسبوع، وأُسر عدد من الطيارين. شكل ذلك نهاية حرب الاستنزاف وتوقيع اتفاق "روجزر" لوقف إطلاق النار.

دعم خطة العبور في أكتوبر

شكل حائط الصواريخ العمود الفقري لخطة العبور "المآذن العالية" في حرب أكتوبر، حيث غطت صواريخه تقدم القوات لمسافة 15 كم داخل سيناء، في حماية من الطيران المعادي. كما نفذ الاتحاد السوفييتي تجارب لصواريخ سام في ألمانيا الشرقية للتأكد من كفاءتها.

اختبار السادس من أكتوبر

في السادس من أكتوبر، واجه سلاح الدفاع الجوي أول اختبار حقيقي، حين تصدى لطيران العدو بعد أقل من ساعة من العبور، وأسقط 8 طائرات في اشتباك أول. وواصل إسقاط الطائرات يومي 7 و8 أكتوبر، حيث أُسقطت 16 طائرة إسرائيلية في معركة بور سعيد وحدها، ما أجبر إسرائيل على إصدار قرار يمنع طائراتها من عبور قناة السويس.

حصيلة المجد وتكريم البطل

تكبدت إسرائيل 145 طائرة بسبب "حائط الصواريخ"، وقدّر السادات أن خسائرها بلغت ثلث قوتها الجوية. وبفضل هذه الإنجازات، كرّم الرئيس السادات اللواء فهمي بترقيته إلى رتبة فريق عام 1974، ثم رئيسًا لأركان الجيش في 1975، وفريق أول في 1979، ثم مشيرًا في 1993، تقديرًا لبطولاته في حرب أكتوبر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك