سلة الطاقة فى 2050.. تراجع الفحم وثبات النفط - قضايا اقتصادية - بوابة الشروق
الخميس 2 أكتوبر 2025 2:15 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

سلة الطاقة فى 2050.. تراجع الفحم وثبات النفط

نشر فى : الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 9:05 م | آخر تحديث : الأربعاء 1 أكتوبر 2025 - 9:05 م

صدر مؤخرًا عن شركة «إكسون موبيل» تقرير عن العرض والطلب العالمى للطاقة حتى عام 2050 آخذًا بالاعتبار استمرار النمو الاقتصادى العالمى، وارتفاع مستوى المعيشة فى الدول النامية، والتطور التكنولوجى، وأنماط سلوك المستهلكين، ودور السياسات الحكومية فى التأثير فى مكافحة تغير المناخ، وأهمية أسعار موارد الطاقة المتعددة فى التنافس الواحد مع الآخر.
يشير تقرير الشركة النفطية العملاقة إلى أن هناك حاجة فى مستقبل أكثر ازدهارًا وأقل انبعاثات من خلال تطوير أسرع لتقنيات الطاقات المستدامة، وانخفاض واسع فى استهلاك الفحم الحجرى، وأن يستمر البترول (النفط والغاز) فى تشكيل أكثر من نصف موارد سلة الطاقة المستقبلية.
ويتوقع التقرير التالى:
- استمرار الطلب على النفط بحدود 56 فى المائة فى 2024 ليصل إلى 55 فى المائة فى 2050. وفى الوقت نفسه، سيحافظ النفط على معدله كأكبر مورد للطاقة بنحو 30 فى المائة حتى عام 2050.
- سيؤدى ارتفاع مستوى المعيشة العالمى فى دول العالم الثالث إلى زيادة فى استهلاك الطاقة بنسبة 25 فى المائة. ويلفت التقرير النظر إلى أن نحو نصف سكان العالم اليوم يفتقدون الطاقة التى تؤهلهم للحصول على المتطلبات الضرورية التى توفر لهم أساسيات الحياة الحديثة.
- سيكون التوسع الأكبر سيكون فى مجال الطاقات المستدامة، فى حين أن الانخفاض الأكثر سيكون فى الإنتاج والطلب على الفحم الحجرى.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن المكونات الأساسية للاقتصاد المعاصر تعتمد على الصناعة والمواصلات.
يتوقع التقرير انخفاض انبعاثات ثانى أكسيد الكربون مستقبلًا نحو 25 فى المائة، ويشرح أن هذا التخفيض فى الانبعاثات سيعتمد على مدى سرعة ونوعية مراحل تحول الطاقة.
وفى خضم تأكيد التقرير على ضرورة تخفيض الانبعاثات، فهو يشدد فى الوقت نفسه، على ضرورة استدامة الاستثمارات فى قطاع النفط والغاز؛ إذ يؤكد ضرورة زيادة إمدادات الطاقة العالمية، وفى الوقت نفسه العمل على تخفيض الانبعاثات، الأمر الذى يصفه التقرير أنه ليس فقط بالإمكان تحقيقه، بل من الضرورى المضى قدمًا فيه.
وفيما يتعلق بسكان الدول النامية البالغ عددهم حاليًا أكثر من 4 مليارات نسمة، يتوقع التقرير ارتفاع استهلاكهم للطاقة 25 فى المائة مع تحسُّن نمو معيشتهم، وذلك كى يحصلوا على الأمور الأساسية واللائقة للبشر.
أما فيما يتعلق بالصناعة والمواصلات، التى هى أساسيات الاقتصاد العالمى الراهن، والتى تشكل نحو 65 فى المائة من مجمل استهلاك الطاقة العالمى الحالى، فإن هذين القطاعين لهما متطلبات خاصة، منها أنه لا يمكن أن يعتمدا كليًا على الكهرباء والطاقات المستدامة، كما أنه من الأهمية بمكان استغلالهما بطرق رشيدة لتقليص الاستهلاك والنفقات.
ورغم أنه من المتوقع انخفاض الانبعاثات الكربونية نحو 25 فى المائة بحلول عام 2050، وذلك بالاعتماد على ترشيد الاستهلاك واستعمال الطاقات المستدامة، فإنه من الضرورى إضافة استعمال التكنولوجيا لإنتاج الهيدروجين، والتقاط وتجميع الكربون، واستعمال الوقود العضوى لأجل تحقيق تقليص الانبعاثات عالميًا. ومن الضرورى أيضًا، ولأجل المضى قدمًا بعملية تقليص ثانى أكسيد الكربون، يتوجب الاهتمام بتكلفة إنتاج موارد الطاقة المختلفة وتسعيرها.
إن نجاح تحول الطاقة يعتمد على استدامة النمو الاقتصادى العالمى والحصول على تقنيات تقلص تكلفة التقنيات الحديثة، كما أن العالم بحاجة إلى جميع أنواع الطاقة، وأكد التقرير «أن النفط والغاز سيبقيان ضروريين فى أى من السيناريوهات المعقولة وذات المصداقية».
أشار التقرير إلى طبيعة الصناعة النفطية؛ إذ إنه مع الاستمرار فى الإنتاج من الحقول، ينخفض معدل الاحتياطى. من ثم، فإن هذا الأمر يتطلب استمرار الاستثمار لاكتشاف حقول جديدة وتطوير الحقول المنتجة، وذلك لأجل تلبية الطلب العالمى المتزايد سنويًا على الطاقة والذى يستنزف الاحتياطات النفطية.
استنتج تقرير شركة «إكسون موبيل» إلى ضرورة الاعتماد على مختلف موارد الطاقة، وتحدث فى هذا المضمار عن الفرضيات المتوقعة التالية: متوقع أن يستمر النفط كالمصدر الرئيس للطاقة، نظرًا لضروريته وأهميته للإنتاج الصناعى والمواصلات التجارية؛ ومتوقع زيادة الطلب على الغاز الطبيعى نظرًا لأهميته فى قطاع الكهرباء وكمورد طاقة ذات انبعاثات منخفضة. وفى الوقت نفسه، فإن الموارد المتوقع لها التوسع الأكبر هى الطاقات المستدامة (الشمس، والرياح، والوقود العضوى). من ثم، تدل التوقعات على أن العالم، بحلول عام 2050، سيستهلك 35 فى المائة أقل من الفحم الحجرى المستعمل حاليًا، وفى الوقت نفسه الذى يرتفع فيه استهلاك دول العالم الثالث من بقية موارد الطاقة.
وفيما يتعلق بالمصدر البترولى (النفط والغاز)، فإن حقيقة الأمر، أن الإنتاج من الحقول الحالية، سينخفض لا محالة فى ذلك؛ ما يتطلب اكتشاف حقول جديدة، وتطوير الحقول المنتجة لإحلال احتياطى جديد محل الاحتياطى المستنفد. ويؤكد التقرير ضرورة تقدم التكنولوجيا فى كل من مجالى الاكتشافات والتطوير للحقول. كما تتوقع «إكسون موبيل» مضاعفة السوق العالمية للغاز المسال بحلول عام 2050، مع الزيادة المتوقعة للطلب على الغاز خلال الفترة المقبلة.
وليد خدورى
خبير اقتصادى عراقى
الشرق الأوسط اللندنية

قضايا اقتصادية القضايا الاقتصادية العالمية والدولية والمحلية
التعليقات