متى ستفعل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟ - علي محمد فخرو - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:57 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى ستفعل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟

نشر فى : الأربعاء 1 نوفمبر 2023 - 8:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 1 نوفمبر 2023 - 8:50 م
ما الذى يبقى من روح ومبادئ والتزامات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى إذا كان موت الآلاف من أطفال غزة، حرقا وقتلا وتمزيقا إلى أشلاء، ناهينا عن ألوف القتلى من المواطنين الآخرين الذين ماتوا تحت أنقاض البنايات والبيوت ومجمعات العمل والمستشفيات ودور العبادة وفى عرض الشوارع بفعل آلة التدمير الصهيونية الهمجية الدموية الحاقدة التى قررت محو مقاطعة غزة وسكانها من الوجود... إذا كان كل ذلك لم يستدع عقد اجتماع واحد لقمة عربية أو لقمة إسلامية لبحث هذا الاعتداء الجبان على إخوة عرب مسلمين ومسيحيين محاصرين عزل واتخاذ مواقف مشتركة ملائمة لإيقاف هذا الكيان المجنون عند حده وللإعلان أمام العالم كله أن هوية العروبة وأخوة الدين تستدعى قطع كل علاقة معه فى الحال؟ وأنها، إذ تفعل ذلك فإنه استجابة لما طالبت به الملايين من العرب ومن يدينون بالإسلام التى لا ولن تعترف لهذا الكيان بحق الاستيلاء على ذرة من أوطان العرب والمسلمين.
بل لنكن أكثر صراحة: أليس هذا التجييش الإعلامى والعسكرى والمالى، والدعم السياسى الأعمى، الذى يمارسه الغرب الاستعمارى تجاه شعب فلسطين الأعزل هو معاودة جديدة لروح وحروب وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟ أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين ــ الصهيونيين، الذى يعلنونه ليل نهار، هو هوس دينى بضرورة انتصار الكيان الصهيونى كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟
وإذا كان الأمر كذلك أفليس من واجب العرب المسلمين والمسيحيين، وواجب من يدينون بالإسلام من غير العرب، واجبهم الدينى والأخلاقى والإنسانى، أن يقفوا فى وجه هذه المهزلة الصليبية الجديدة التى تؤججها الصهيونية منذ مئات العقود حتى تقنع الغرب الأمريكى والأوروبى بأنها إنما تحتل أرض فلسطين باسم وعد إلهى متخيل لشعب مختار متخيل، يعرف القاصى والدانى أنه لا يمكن أن يصدر من رب العالمين، رب الرحمة والعدل والقسط والميزان والمحبة والمساواة فى الكرامة الإنسانية. أليس كل ذلك هو المكون الخفى وراء كل تصريحات المسئولين السياسيين الصهاينة وتهديدات كبار العساكر الصهيونيين اليومية التى تقطر كرها وحقدا واحتقارا لكل ما هو عربى أو إسلامى، سواء فى فلسطين أم فى بلدان العرب والإسلام؟ ألا يلاحظ الجميع بأن تصريحاتهم جميعا لم تذكر قط أن حربهم المجنونة ستحاول، فقط تحاول فى الحد الأدنى، تجنب قتل الأطفال والنساء وكبار السن؟
إذن، أليس من حق الشعوب العربية والإسلامية أن تطرح هذا السؤال: إذا كنتم، أيها المسئولون، لا ترون فى خروج الملايين منا طلبا شعبيا ساحقا بأن تعتبروا هذا الكيان الصهيونى كيانا استعماريا معتديا بهمجية بهيمية على إخوة وأخوات لنا فى العروبة والدين، وبأن تتراجعوا عن اعتقاداتكم وظنونكم السابقة بأن محاولة التصالح والتطبيع مع هذا الكيان قد تدخل الرحمة والمحبة فى قلبه، فإنكم فى هذه الحالة لا تحكموننا بالشرعية الديموقراطية. ما عاد من حق أحد أن يتعامل مع موضوع الصراع الوجودى مع الادعاءات والممارسات الصهيونية من جهة ومع الاستعمار الغربى الذى أوجد هذا الكيان وأثبت أخيرا أنه معه حتى ولو كان ظالما متوحشا لا يملك ذرة من شفقة إنسانية حتى مع الأطفال المولولين خوفا وضياعا.
علي محمد فخرو  شغل العديد من المناصب ومنها منصبي وزير الصحة بمملكة البحرين في الفترة من 1971 _ 1982، ووزير التربية والتعليم في الفترة من 1982 _ 1995. وأيضا سفير لمملكة البحرين في فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، وسويسرا، ولدي اليونسكو. ورئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني سابقا، وعضو سابق المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، وعضو سابق للمكتب التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات الوحدة العربية، وعضو مجلس أمناء مؤسسة دراسات فلسطينية. وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية المكتوبة والمرئية في دبييشغل حاليا عضو اللجنة الاستشارية للشرق الأوسط بالبنك الدولي، وعضو في لجنة الخبراء لليونسكو حول التربية للجميع، عضو في مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة، ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات والبحوث.
التعليقات