• وحيدا مثل غزة، أعزل إلا من ردائه الأبيض، لم يغادر غزة رغم امتلاكه لجنسية أخرى، صمد بين مرضاه، شجعهم ثبتهم، أدار باقتدار مستشفى كمال عدوان بشمال غزة فى أحلك الظروف، واجه بردائه الأبيض وعزيمته القوية حصار الدبابات للمستشفى الأعزل.
• حرق الصهاينة المستشفى بأكمله وأمروه وطاقمه الطبى ومرضاه بالخروج، واجه بردائه الأبيض الدبابة الإسرائيلية بثبات الأبطال، اعتقلوه، جردوه من ملابسه، ضربوه وأهانوه كعادتهم مع كل وطنى شريف، خرج من المستشفى ثابتا يشجع ويثبت المرضى، لم تهزه دولة نووية ولا دبابة فولاذية، كل لحظة عطاء له فى غرفة العمليات تعد وساما على صدره وصدر كل طبيب فى غزة، أنقذ آلاف المرضى من موت محقق.
• ثباته وعطاؤه يعد رسالة إلى كل طبيب فى كل قطر عربى وإسلامى تقول له: تعلم من دكتور حسام وتربى على يد هؤلاء الأفذاذ.
• بح صوت دكتور حسام وهو يناشد العالم الأصم قبل حرق المستشفى لإنقاذ مرضاه ولكن دون جدوى فأمريكا وأوروبا لا يسمعان إلا صوت الشواذ أو صوت الرهائن الإسرائيليين، وصوت نتنياهو.
• أدار دكتور حسام بنجاح معركة طبية وإعلامية وإنسانية ضد إسرائيل قبل حرق المستشفى وها هو يدفع ثمن وقوفه إلى جانب وطنه.
• العالم العربى والإسلامى والغرب والشرق خذلوا دكتور حسام كما خذلوا غزة والقدس من قبل، تحول دكتور أبو صفية لرمز طبى ووطنى وإنسانى عظيم.
• قال مرصد الأزهر تعقيبا على المجازر الإسرائيلية الأخيرة فى غزة ما نصه «نرفع صوتنا باسم كل فلسطينى يواجه الموت بصبر وشجاعة وندعو المجتمع الدولى إلى التحرك لإنهاء هذه الانتهاكات ونؤمن أن هذا النداء سيسمع فى السماء وإن تجاهلته الأرض» تحية للأزهر وشيخه الإمام الأكبر الطيب الزاهد د.أحمد الطيب والذى أولى ويولى قضية فلسطين والقدس جل اهتمامه ورعايته.
• قال لى صديق رائع «القدس هى كرباج المسلمين» قلت له: ما معنى ذلك؟ قال: إذا تخلى المسلمون عن دينهم وتخاذلوا عن نصرة ربهم ضاعت القدس، وإذا عادوا لطاعة الله ونصروا ربهم ورسوله عادت إليهم القدس، وعندما تضيع القدس منهم يعيشون فى همَّ وغمَّ وحزن وضيق ودوران حول الضعف والفشل والصراعات الداخلية، قلت له: صدقت والله هذا المعنى جميل حقا.
• لو أى شعب فى العالم تعرض لما تعرض له سكان غزة لاستسلموا جميعا، الشعب الفلسطينى من أقوى الشعوب كفاحا وعطاء وصبرا وتضحية، وأهل غزة ضربوا أروع الأمثلة فى الدفاع عن وطنهم، وعدم التخلى عن أرضهم رغم الجوع والحصار والإبادة والقصف المستمر والبرد والعطش، تحية لهذا الشعب الأبى.
• من الخطأ أن تقوم السلطة الوطنية بخدمة الاحتلال الإسرائيلى وتصطدم بشعبها فى هذا الظرف الحرج، التكاتف الفلسطينى الآن مطلوب، والوحدة الفلسطينية أهم من إرضاء أمريكا وإسرائيل، فلا نهاية لمطالب إسرائيل ولن ترضى أبدا عن السلطة الوطنية، إسرائيل تكره كل فلسطينى وعربى.
• قررت أيرلندا من جانب واحد الاعتراف بدولة فلسطين، مما مثل صفعة على وجه الكيان الصهيونى فسارعت إسرائيل بإغلاق سفارتها فى دبلن، وكانت أيرلندا من قبل قد انضمت لجنوب إفريقيا فى دعواها أمام محكمة العدل الدولية باتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى غزة، وفى سابقة فريدة من نوعها قررت أيرلندا استبدال سفارة إسرائيل فى دبلن بمتحف فلسطين والذى أسسه المليونير فيصل صالح الذى قال: إن افتتاح فرع للمتحف فى سفارة إسرائيلية سابقة فريدة وهو بمثابة بيان سياسى، وأردف تعليقا على إغلاق السفارة «بئس المصير لمن يريد أن تكون هناك سفارة دولة إبادة جماعية فى بلاده».
• تحية لأيرلندا الحرة الأبية وشعبها الشجاع الذى وقف موقفا عظيما ضد الإبادة الجماعية لأهل غزة وفضح السوء الإسرائيلى، وكان موقفه هو الأقوى بعد جنوب إفريقيا إذا أعلن رئيس وزراء أيرلندا أن بلاده ستعتقل نتنياهو إذا جاء إلى بلاده.
• والله لو تأملت جموع الشعب الأيرلندى وهى تهتف ساعة إزالة العلم الإسرائيلى لظننت أنك بين أشجع وأنبل الناس فى العروبة، ولكنهم ليسوا عربا ولا مسلمين، إنهم الأحرار والرجال من كل دين وعرق ولون، ونصرتهم لفلسطين أقوى من كل البلاد والشعوب، حتى إن بعض كنائس أيرلندا قد استضافت معرضا عن فلسطين، أنهم الأحرار والأبطال حقا.