«المهرولون» إلى الوطن - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:31 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«المهرولون» إلى الوطن

نشر فى : الإثنين 3 أغسطس 2009 - 6:51 ص | آخر تحديث : الإثنين 3 أغسطس 2009 - 6:51 ص

 تخيلوا ماذا سيحدث لو قرر الرئيس حسنى مبارك غدا تكوين حزب جديد بديلا عن الحزب الوطنى؟
الإجابة لا تحتاج منك أن تكون باحثا سياسيا متخصصا فى شئون الأحزاب، كما لا تحتاج لتفكير طويل أو حتى «فكاكة».

المؤكد أن 99.9٪ من أعضاء الحزب الوطنى الحاليين سوف يهجرون ــ غير آسفين ــ الحزب الوطنى متجهين إلى الحزب الجديد، حزب الرئيس، أو حزب السلطة.

فى عام 1977 حدثت تجربة مشابهة.. الرئيس أنور السادات قرر تغيير اسم «حزب مصر» إلى الحزب الوطنى، فهرول غالبية الأعضاء معه إلا من كان مقتنعا فعلا بحزب مصر أو حزب الوسط مثل المرحوم محمود أبووافية.. هل منكم من لايزال يتذكر أن هناك حزبا كان اسمه حزب مصر؟

الكلمات السابقة ليست قدحا فى الحزب الوطنى، فداخله أعضاء كثيرون محترمون، وأغلبهم دخل هذا الحزب مكرها، كى يضمن أن تسير حياته المهنية فى طريقها الطبيعى، أو دخل طامعا فى منصب، أو باحثا عن غطاء كى يضمن أن لا تتعطل مصالحه وأعماله، ورأينا كثيرين دخلوا الحزب ثم انتهت حياتهم وراء القضبان بعد أن تبين أنهم محض لصوص. وبالطبع نتذكر جميعا أسماء لاتزال حية بيننا كانت فى هيئة التحرير ثم الاتحاد القومى ثم الاتحاد الاشتراكى، ثم حزب مصر وأخيرا الحزب الوطنى، أقسم بالله أننى لا أعرف ما هى مبادئ وأهداف الحزب الوطنى الحقيقية.

بالطبع لا أقصد تلك المبادئ الموجودة فى الأوراق والكتب ذات الطباعة الفخيمة، بل أقصد المطبق على أرض الواقع.

وحتى لا يتهمنى أحد بالغباء.. فالحزب الوطنى يتحدث أنه عروبى وقومى بل ويحتفل بذكرى ثورة يوليو، وتراه فى نفس الوقت يقيم علاقات دافئة مع إسرائيل، ويتبادل معها الأنخاب وتقطيع «التورتات»، يتحدث الحزب عن عدم الانحياز ولم يخبرنا انحاز لمن أو ضد من؟.

..يقول الحزب إنه مع محدودى الدخل والفقراء، وبعض أعضائه يحتكرون سلعا إستراتيجية واشتروا شركات الحكومة «ببلاش»، باختصار الحزب الوطنى يستطيع أن يقنعك بالشر ونقيضه لأنه حزب سلطة، وهو موجود على أرض الواقع لأنه فقط فى السلطة، ولو تركها غدا فلن تستطيع أن تميزه عن حزب العدالة، أو حتى حزب الأمة جناح المرحوم الصباحى.

لو تغير اسم الحزب وظهر حزب جديد، هل نتصور أن يظل أى رجل أعمال موجود فيه؟

سؤال تتركه لهؤلاء التجار الذين يتعامل معظمهم مع عضوية الحزب باعتبارها شرا لابد منه أو مثل شهادة التطعيم وتخلو من الأمراض المعدية، وقلة منهم تمثل عضويتهم فى الحزب «البيضة التى تبيض ذهبا» مرة ثانية ليس هذا قدحا فى الحزب الوطنى، لكنه توصيف بسيط لواقع لا ينكره أى عاقل، وسمة لأى حزب منفرد بالسلطة حتى لو كان كل أعضائه من الملائكة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي