محمد والمسيح يلتقيان.. وأتباعهما يتصارعان - ناجح إبراهيم - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 6:05 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد والمسيح يلتقيان.. وأتباعهما يتصارعان

نشر فى : السبت 5 يناير 2019 - 12:15 ص | آخر تحديث : السبت 5 يناير 2019 - 12:15 ص

صدق برنارد شو حينما قال: «أقرب رسالتين إلى بعضها البعض حتى كادا أن يتطابقا هما «رسالتا محمد والمسيح» وهذه بعض وصايا المسيح وتعاليم القرآن والرسول، من يتأملها يوقن أنها خرجت من مشكاة واحدة، ويتأكد من هذه الحقيقة، فهل يدرك ذلك أحباب الرسولين العظيمين وأتباعهما، أم ماذا؟
ومن يريد التأكد منها فيمكنه قراءة هذه الأسطر التى تتحدث بلسان النبيين العظيمين محمد والمسيح وهما ينصحان البشرية جمعاء:
يقول المسيح عليه السلام: الله محبة.
ويقول محمد «عليه السلام»: «لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا» ويقول: «أفضل الأعمال الحب فى الله».
يقول المسيح «عليه السلام»: طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماء.
ويقول محمد «صلى الله عليه وسلم»: «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد ــ الغنى، والجاه ــ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار».
يقول المسيح: «طوبى للمصلحين بين الناس أولئك المقربون يوم القيامة».
ويقول القرآن: «والصُّلْحُ خَيْر» ويهتف القرآن: «فَاتَقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ» و«إنَّمَا المُؤمِنونَ إِخْوَةٌ فَأصلحوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم»، ويحث الرسول «ص» على الإصلاح بين الناس حتى لو استخدم الكذب فى ذلك، فقد روى البخارى والمسلم أن رسول الله قال: «ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس فينمى خيرا ويقول خيرا».
يقول المسيح: طوبى للحزانى لأنهم يتعزون يوم القيامة.
ويقول القرآن :«وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»، «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَا السَائِلَ فَلَا تَنْهَر»، ويقول: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ».
يقول المسيح: طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض.
ويقول الرسول: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم» ويقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضعف ــ أى يستضعفه الناس ويحتقرونه ــ لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر».
يقول المسيح: طوبى للجياع والعطشى إلى البر لأنهم يشبعون.
ويقول الرسول: «رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، ويروى فى الحديث الصحيح: «ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض ــ أى مات ــ و«كان يمر الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة وما توقد نار فى بيت من بيوت الرسول «ص» وهو الذى جمعت له رئاسة الدنيا والدين وكان يستطيع أن يملك خزائن الأرض.
يقول المسيح: طوبى للرحماء لأنهم يرحمون.
ويقول الرسول: «الراحمون يرحمهم الرحمن«ويقول»: «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء» ويقول القرآن: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
يقول المسيح : طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله.
ويقول الرسول: «ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب».
يقول المسيح : طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون.
يقول الرسول :«ألا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم» ويقول :«أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» .
يقول المسيح: طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السماوات.
ويقول: طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة افرحوا وهللوا لأن أجركم عظيم فى السماوات.. فهكذا طرد الأنبياء الذين قبلكم.
ويقول القرآن: «وَلَنَبْلُوَنَكُمْ حَتَى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ».
ويقول القرآن: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا».
ويحكى أحد الصحابة عن الرسول: «كأنى أنظر إلى رسول الله يحكى نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه «جرحوه» وهو يمسح الدم عن وجهه قائلا «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون».
يقول الله تعالى على لسان المسيح: أنا الرب إلهك.. لا تكن لله ألهة أخرى.. لا تقتل ولا تزن ولا تسرق.
ويقول القرآن: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَمَ رَبُكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَفْسَ الَتِى حَرَمَ اللَهُ إِلَا بِالْحَقِ ذَلِكُمْ وَصَاكُم بِهِ لَعَلَكُمْ تَعْقِلُونَ».
يقول المسيح :«يا عبيد الدنيا تحلقون رءوسكم وتقصرون قمصكم وتنكسون رءوسكم ولا تنزعون الغل من قلوبكم.
ويقول القرآن: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتا عِندَ اللَهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ»، ويقول الرسول :«إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
يقول المسيح: يا عبيد الدنيا إنما مثلكم مثل السراج يضىء للناس ويحرق نفسه.
ويقول القرآن: «وَمِنَ النَاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُنْيَا وَيُشْهِدُ اللَهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُ الْخِصَامِ».
ويقول المسيح: يا عبيد الدنيا مثلكم مثل القبور المشيدة تعجب الناظر مظهرها وداخلها عظام الموتى مملوءة بالخطايا.
ويقول القرآن :«يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطا».
ويقول الرسول: «وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذى يأتى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».
يقول المسيح: يا صاحب العلم اعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ عليها.
ويقول القرآن: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَ عَذَابِى لَشَدِيدٌ» ويقول أيضا: «مَا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ».
يقول المسيح: يا صاحب العلم اعلم أن كل معصية عجزت عن توبتها بمنزلة عقوبة تعاقب عليها.
ويقول القرآن: «يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَهِ تَوْبَة نَصُوحا»، ويقول الرسول: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
هكذا التقى محمد والمسيح عليهما السلام، ومدح كل منهما الآخر واشتركا فى معظم كليات رسالتيهما، أما أتباعهما فهما فى نزاع دائم وصراع مستمر وحرب باردة أو ساخنة، فمتى يتعلم هؤلاء الأتباع رسالة الأنبياء الحقيقية، ومتى يعرف المسيحيون فى الشرق والغرب المسيح حقا، ومتى يعرف المسلمون فى كل مكان نبيهم محمد ورسالته حقا؟

التعليقات