• الخطة التى عرضها ترامب أمام القادة العرب فى واشنطن تختلف عن الخطة التى أعلنها مع نتنياهو، فقد أدخل الأخير تعديلات جوهرية تصب كلها لصالح إسرائيل ولذلك قبلها نتنياهو فورا على غير عادته.
• خرج ترامب ونتنياهو ليطرحا بنود الخطة، تحدث ترامب ووافق نتنياهو مباشرة عكس كل المرات التى رفض فيها كل أطروحات مصر وقطر، بدا سعيدا لأنه فى حقيقته طرح إسرائيلى ينقذ رقبة نتنياهو ويحول غزة إلى مستعمرة أمريكية إسرائيلية بريطانية لا مكان فيها لسلطة فلسطينية أو عربية خالصة، ويعيد عهد الانتداب الاستعمارى.
• لا مكان فى الخطة للسلطة الوطنية الفلسطينية التى مهما تحدث البعض عن ضعفها إلا أنها النواة الحقيقية للدولة الفلسطينية والمهد الأول لها.
• ورغم كل ما يعترى الخطة من عورات كبرى فإنها ما كانت لتطرح لولا المواقف الشعبية الهادرة الأوروبية والأمريكية التى اضطرت الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية مع تزايد السخط الشعبى الأمريكى ضد ترامب وخوفه من تدنى أسهم حزبه الانتخابى فى التجديد القادم.
• الخطة ستمنح إسرائيل كل ما كانت تتمناه فى غزة وتحقق لها ما لم تستطع تحقيقه بالحرب وبمباركة بعض الدول العربية والإسلامية، لتبدأ مرحلة جديدة من النفوذ الإسرائيلى الواسع مع توسيع الاتفاقات الإبراهيمية لتكسب إسرائيل عسكريا وسياسيا واقتصاديا وتتحقق نبوءة بيريز بقيادة إسرائيل للمنطقة بديلا عن مصر أو الشام أو العراق أو الحجاز.
• الجميع يعرف ثغرات وعورات خطة ترامب ولكن الأخطر من ذلك أن خيارات حماس كلها محدودة وضيقة، القبول خطر ويمكن أن ينهى القضية الفلسطينية برمتها، والرفض أخطر حيث ستفتح أبواب الجحيم أكثر على العزل والنساء والأطفال ويدمر ما بقى من مدينة غزة ويقتل كل يوم مائة أو أكثر من أهل غزة معظمهم من النساء والأطفال، والمناورة والتعديل والتبديل عليه شبه فيتو أمريكى حيث حدد ترامب للرد الحمساوى ثلاثة أيام، ولكن يمكن تمديده أو تغيير بعض البنود المجحفة فيها.
• حماس فى موقف صعب جدًا وليس لها ظهير سياسى أو عسكرى أو اقتصادى عربى أو دولى تستند عليه، والسند الشعبى الغربى والعربى كله لشعب غزة فقط.
• الخطة كلها ليس بها أى توقيتات لأى شىء سوى أمر واحد هو توقيت الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين حيث حددها بثلاثة أيام، أما ما سوى ذلك فمتروك عمدا، لا وقت للانسحاب الإسرائيلى ولا توقيت له ولا ذكر لحدوده، ولا وعد بإطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين، ولا التزام محدد زمانا ومكانا بالانسحابات الإسرائيلية حتى الانسحاب النهائى من غزة.
• لا جزم بأن إسرائيل لن تعود للاجتياحات المتكررة أو القبض أو التعذيب لأهل غزة بعد إطلاق الرهائن أو القيام بمذابح على نمط صبرا وشاتيلا فى لبنان.
• لم تذكر الخطة كلمة واحدة عن الدولة الفلسطينية ولا حل الدولتين، أى إن الخطة سوف تنقذ رقبة نتنياهو السياسية والجنائية فى إسرائيل وتحول أيضا دون ملاحقته دوليا، وتفك العزلة الدولية الغربية والإسلامية عن إسرائيل.
• كل الاتفاقات الغربية التى نفذت بالمنطقة العربية منذ الأربعينيات وحتى اليوم كانت على شاكلة خطة ترامب وللأسف أجبر العرب لضعفهم على قبولها.
• أحداث غزة الأخيرة أفهمتنا جميعا كيف أدارت بريطانيا وفرنسا ثم أمريكا دفة المنطقة وخربتها تخريبا وأخطر تخريب لها زرع إسرائيل فى قلب بلاد العرب.
• رغم العيوب الكثيرة فى خطة ترامب إلا أن أهم مزاياها على الإطلاق هو أنها الوحيدة التى ستوقف هذه الإبادة الجماعية البشعة والقتل بالجملة والتجويع الذى لم يحدث له نظير فى العصر الحديث، وهذا فى حد ذاته مكسب كبير لأهل غزة الذين ينتظرون لحظة وقف إطلاق النار بفارغ الصبر.
• هناك فائدة أخرى هى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين أضعاف عدد الإسرائيليين.
• الميزة الثالثة هى الانسحاب التدريجى لإسرائيل من غزة وإن كان هذا الانسحاب بدرجاته وتوقيتاته غير محدد أو معروف، ويكتنفه غموض كبير ولكن هناك ميزة وهى زوال سلطة الاحتلال من غزة حتى لو حلت محلها سلطة دولية وإقليمية فهى أفضل من إسرائيل.
• من حسنات المبادرة أن الأمن سيكون فى معظمه فلسطينيًا أو عربيًا وقد قامت مصر بتدريب خمسة آلاف جندى فلسطينى.
• خطة ترامب مليئة بالألغام وأسوأ ما فيها أن الضامن هو ترامب وأمريكا وهما الخصم والحكم.