نهاية استراتيجية أوباما المتواضعة فى الشرق الأوسط - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:51 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نهاية استراتيجية أوباما المتواضعة فى الشرق الأوسط

نشر فى : الخميس 6 فبراير 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 6 فبراير 2014 - 8:00 ص

عرض كبير المحللين فى مجموعة ويكيسترات، الاستشارية ليون هدار بجريدة ذا ناشونال إنتريست الأمريكية ما أوضحته مستشارة الأمن القومى سوزان رايس لمراسل صحيفة نيويورك تايمز، فى أكتوبر الماضى بشأن السبب فى أن الرئيس باراك أوباما سوف يتبع «استراتيجية أكثر تواضعا فى الشرق الأوسط» خلال فترة ولايته الثانية. وشددت رايس على أن البيت الأبيض يريد تجنب وقوع أحداث فى الشرق الأوسط تضطره لتغيير أولوليات سياسته الخارجية، كما حدث مع رؤساء سبقوه.

وقالت: «هناك عالم بأكمله، ولدينا مصالح وفرص فى ذلك العالم كله».

بينما كشفت مجلة وول ستريت حالة «التعلق بالشرق الأوسط» وأظهرت «مدى عدم قدرة قادة العالم والولايات المتحدة، بوجه الخصوص، على طى صفحة الأزمات فى المنطقة»، ويبدو أنه لم تعد هناك فرصة كبيرة من أجل «ستراتيجية أكثر تواضعا فى شرق الأوسط. كما ذكرت أن «التوجه الجديد» لإدارة أوباما فى الشرق الأوسط، يعنى تركيزا أقل على تعزيز الديمقراطية فى المنطقة مع مقاومة الانجرار إلى التدخلات العسكرية على غرار العراق. لكنها أصرت على أن كبح البرنامج النووى الايرانى وإنهاء الحرب الأهلية فى سوريا ستبقى أعلى أولويات الولايات المتحدة على أن تتحقق من خلال نهج دبلوماسى ووسائل متعددة الأطراف.

وذكر ليون هدار استعداد جون كيرى باعتباره وزير الخارجية لجولة أخرى من الدبلوماسية المكوكية فى الشرق الأوسط، حيث يحاول احياء مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، بعد حضور القمة الدولية الأخيرة بشأن إنهاء الحرب الأهلية فى سوريا، حيث تهدف إدارة أوباما الآن عقب اجراء محادثات جديدة بشأن حل الأزمة النووية الإيرانية إلى «تبديد» أسطورة فك الارتباط، ولا سيما فكرة انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط «. وعن المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة، أشار تقرير صحيفة ذا تايمز فى اكتوبر إلى أنه لم يكن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أولوية أمريكية قصوى من قبل ولكن بعد «نقاش جاد»، قرر المسئولون فى إدارة أوباما «منح عملية السلام فى الشرق الأوسط الأولوية، وحتى بعد أن فشلت فى التوسط لتحقيق اتفاق خلال الفترة الأولى من حكم الإدارة؛ لأن السيد كيرى طرح بالفعل نفسه فى دور صانع سلام».

<<<

ويرى الكاتب أن انخراط إدارة أوباما المستمر فى عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية يرجع بشكل أكبر إلى الرغبة فى تلميع كيرى وبشكل أقل، اعتبارات المصالح الوطنية الأساسية، ويعلل ذلك بما قاله الرئيس أوباما فى مقابلة مع مجلة نيويوركر أخيرا أن فرص كيرى فى التوسط لعقد اتفاق سلام أقل من خمسين بالمائة. وبدا كما لو أن ما بذله كيرى من وقت وجهد ليس بذى قيمة حقيقية.

كما تطرق هدار إلى ما أشاده الواقعيون بتخلى الرئيس أوباما عن الأجندة الخيالية المكلفة لسلفه، المعروفة باسم أجندة الحرية، وبقراراته فى التعامل مع إيران ورفض الخيار العسكرى فى سوريا. كما كتب أخيرا اثنان من منتقدى سياسة ادارة اوباما فى الشرق الأوسط فى صحيفة نيويورك تايمز، يقترحان أن يشكل أوباما وكيرى فريقا متناغما من القوى العظمى ــ روسيا وأمريكا والدول الأوروبية وإيران ــ للعمل معا من أجل تحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط كما حدث فى القرن التاسع عشر، عندما عمل فريق متناغم أوروبى لتحقيق الاستقرار فى تلك القارة». وبدلا من ذلك، اتبع أوباما وكيرى سلسلة من السياسات المشوشة من خلال رد الفعل فى الشرق الأوسط، مع التركيز على خفض النفقات وخفض تكلفة العمليات (الانسحاب من العراق؛ تجنب الحرب مع إيران، وتجنب التورط العسكرى فى سوريا، ومنع قيام انتفاضة فلسطينية جديدة؛ والحفاظ على علاقة جيدة مع أى نظام يحكم مصر) وذلك من خلال محاولة عدم استعداء حلفاء الولايات المتحدة والدوائر المحلية الرئيسية.

وأضاف الكاتب أنه من غير الواقعى أن تتجزأ سياسات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، بحيث تركز على قضية واحدة فى وقت واحد، فى حين تقلل من الآثار الجانبية لهذه السياسات. وأوضح ذلك بأن افتراض أن يتحقق الاتفاق بشأن سوريا من دون معالجة المشكلات العرقية والطائفية فى العراق وفى لبنان ودون إشراك إيران فى هذه العملية. أو أن الاتفاق النووى مع إيران يمكن أن يطبق حتى ضد المعارضة الإسرائيلية والسعودية / أو دون النظر فى استراتيجية إيران الإقليمية. أو إذا لم تكن نتيجة عملية السلام الإسرائيلى الفلسطينى بوساطة أمريكية (التى تقل فرص نجاحه عن خمسين بالمائة) ستؤثر على بقية الأجندة السياسية الأمريكية فى الشرق الأوسط، وأحيانا بطريقة متفاوتة. أما السعوديون فيريدون من واشنطن أن تضغط على إسرائيل لصالح فلسطين، بينما تقاوم إسرائيل ذلك الضغط، فى حين يريد كل من الإسرائيليين والسعوديين من الولايات المتحدة أن تستخدم القوة العسكرية ضد إيران.

وأشار الكاتب إلى أهمية هذه القضايا التى تمثل نوعا من المعضلات السياسية التى تواجه واشنطن فى الشرق الأوسط اليوم فى المنطقة. وبالتالى لابد من إجراء عملية كبرى لإعادة تقييم سياسة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، ومصالح أمريكا هناك، وكيف يمكن تحقيقها، حتى لا تكون سلسلة عمليات خفض التكاليف التى تقوم بها إدارة أوباما بلا جدوى.

<<<

وفى نهاية مقاله ذكر هدار أنه إذا ظلت واشنطن ملتزمة بأجندة الهيمنة فى الشرق الأوسط، فيجب على إدارة أوباما مواصلة استثمار المزيد من الموارد الدبلوماسية والعسكرية فى المنطقة، وتنسى «محور» شرق آسيا، بينما الأهم هو أن تبدأ الولايات المتحدة اتباع سياسة أكثر تواضعا فى المنطقة، وأن تنقل المسئوليات الأمنية إلى غيرها من القوى المحلية والعالمية، وتبدأ فى التوجه نحو المحيط الهادى حتى تحافظ على مصالحها الأساسية فى الشرق الأوسط.

ومن ناحية أخرى، إذا ظلت واشنطن ملتزمة بأجندة الهيمنة فى الشرق الأوسط، يجب على إدارة أوباما مواصلة استثمار المزيد من الموارد الدبلوماسية والعسكرية فى المنطقة، وتنسى «محور» شرق آسيا. ولن يفيد التخبط بين الاقتراحات.

التعليقات