تحية واجبة للجيش الأبيض - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:46 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تحية واجبة للجيش الأبيض

نشر فى : الإثنين 6 أبريل 2020 - 9:15 م | آخر تحديث : الإثنين 6 أبريل 2020 - 9:15 م

يخوض الأطباء فى مصر والعالم حاليا حربا ضروسا على فيروس كورونا، باعتبارهم خط الدفاع الأول عن البشرية من دون أدنى مبالغة، ووسط عشرات آلوف الذين يواصلون الليل بالنهار لإنقاذ ملايين الناس من هذا القاتل الخفى، هناك نماذج مشرفة فى صفوف الجيش الأبيض يجب الوقوف عندها كتحية واجبة وعرفانا بالفضل إلى كل العاملين بالقطاع الصحى.
التحية الأولى موجهة إلى روح الدكتور أحمد اللواح أستاذ ورئيس قسم التحاليل الطبية بجامعة الأزهر الذى نعته النقابة العامة للأطباء، كأول شهيد للواجب، عقب وفاته بفيروس كورونا بمستشفى العزل بالاسماعيلية إثر اصابته بالفيروس خلال تعامله مع مريض أجنبى فى بورسعيد.
الشهيد اللواح ظل حتى انتقل للرفيق الأعلى يقدم المثال والقدوة فى كيفية التضحية، وفور اكتشافه للمرض عزل نفسه، وظل ينصح الناس على صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك»، بـ«البقاء فى البيت» حفاظا على أرواحهم، ولتقليل انتشار الفيروس اللعين.
النموذج الثانى هو للدكتورة آية الحديدى رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الصدر بالمنصورة، التى كرمتها النقابة العامة للأطباء، «كرمز لكل طبيبة تضحى من أجل إنقاذ حياة مريض»، لمرافقتها أول حالة إصابة بفيروس كورونا بمحافظة الدقهلية، خلال نقلها من مستشفى الصدر بالمنصورة إلى الحجر الصحى بالاسماعيلية، بدافع «رفع حالة الخوف وإعطاء نموذج لكيفية العمل فى ظل هذه الظروف» كما قالت لوسائل الإعلام.
النموذج الثالث، ليس متخصصا فى الأمراض الصدرية، أو التحاليل الطبية، لكنه طبيب الأنف والأذن بمستشفى دهب بجنوب سيناء الدكتور محمد حسين الذى قام من دون «تعليمات فوقية»، وبمجهود فردى، بتعقيم وتطهير شوارع المدينة، ضمن الإجراءات والتدابير الوقائية لمواجهة الوباء.
وفى شوارع شبه مهجورة كان الدكتور محمد حسين، يقود سيارة نصف نقل تحمل مواد مطهرة لتعقيم الميادين ومناطق التجمعات، والمحال التجارية، فى مشهد يقول إن البطولة تكمن فى التفاصيل البسيطة. والجميل فى قصة هذا الرجل أنه لم يكن يتبقى له سوى خمسة أيام للإحالة على المعاش، لكن قاده إلى هذا العمل حس المسئولية تجاه مدينة عاش بها نحو الأربعين عامًا، و«لم يصبها أى وباء ولن أسلمها وقد دخلها وباء» على حد تعبيره.
وإذا ما عبرنا الحدود، ها هو الطبيب المصرى المقيم فى ألمانيا حسين عبدالفتاح، وزوجته الدكتورة همت مصطفى، يشاركان فى صد هجوم كورونا على جبهة صعبة للغاية، بعد اصابة نحو 90 ألف شخص بالفيروس منذ أن اجتاح الوباء الأراضى الألمانية.
يعمل عبدالفتاح طبيب أمراض الباطنة وزوجته طبيبة أمراض النساء، حسب ما كتبه الزميل أحمد فتحى، فى الشروق الأحد الماضى، بأحد مستشفيات مقاطعة مونستر بولاية شمال الراين، وسط ظروف استثنائية صعبة فى ظل زيادة أعداد المصابين بكورونا فى الولاية، وانتقال العدوى إلى أكثر من 2300 من العاملين بالمستشفيات الألمانية.
ولأن «لا صوت يعلو فوق «كورونا» يواصل الدكتور عبدالفتاح وزوجته العمل ليلا ونهارا كنموذج مشرف للطبيب المصرى الذى يقدم صورة ذهنية مغايرة لما حاول التيار اليمينى المتطرف فى أوروبا ترويجه عن المهاجرين، خاصة العرب منهم.
وأختتم بنموذج آخر يدعو للفخر هو الطبيبة الشابة نرمين بطرس، التى تعمل رئيسة النواب فى قسم الباطنة بمستشفى «بروكدال» فى بروكلين بنيويورك، والتى وصفتها الصحافة الأمريكية بـ«بطلة اليوم» فى معركة مواجهة الفيروس، كونها تعمل على مدار الساعة، و«تستقبل حالات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى، ولا تبخل فى مساعدة الكثير من الأطباء، ورعاية الحالات الطبية».
ووفقا لما نقل عن الشابة المصرية «فإن رؤية المريض يتحسن لا تقدر بثمن، ورؤية السكان وزملاء العمل وهم يتغلبون على خوفهم من المرض لمواجهته هى أيضا شىء لا يقدر بثمن»، ونحن نقول إن خروج مثل هذه النماذج من بين صفوفنا شىء «لا يقدر بثمن»، وأن المحن تظهر فى البشر أفضل ما فيهم.

التعليقات