** عندما يسجل محمد صلاح، فهذا ليس خبرا، وعندما يصنع محمد صلاح الفرص والأهداف، فهذا ليس خبرا، وعندما يبدع صلاح فهذا ليس خبرا. لكن عندما لا يسجل صلاح فهذا هو الخبر، وعندما لا يصنع الأهداف ولا يغربل الخصوم فهذا هو الخبر.. تلك هى ضريبة يسددها كل موهوب، وكل مبدع فى مجاله. من السينما إلى مسرح كرة القدم، ومن الأدب إلى الطرب. وحاليا يسدد محمد صلاح هذه الضريبة؛ لأنه لم يسجل فى المباراة الأخيرة لليفربول، بعد الهزيمة أمام تشيلسى، وعندما لا يسجل محمد صلاح تبدأ صحف فى صياغة التقارير التى تتناقض مع تقاريرها السابقة عن صلاح. فعندما جدد ليفربول عقد محمد صلاح كانت العناوين: «انتصر صلاح وانتصر ليفربول». ثم حين غابت أهداف صلاح لفترة كانت العناوين: «هل أخطأ ليفربول فى تجديد عقد صلاح؟».
** الخسارة أمام تشيلسى هى الهزيمة الثالثة للمدرب الهولندى أرنى سلوت. ولذلك بدأت أيضا الآراء السلبية تلقى إلى حضن سلوت.. هل أفلس؟ هل أخطأ؟ هل أصابه غرور اللقب؟
ولكن هل إرنى سلوت يتحمل وحده الهزيمة وهل يشاركه صلاح فى المسئولية؟ وأين لاعبو ليفربول؟ أين الفريق؟ أين إيزاك الصفقة الكبيرة التى أبرمها النادى؟ لم يسجل محمد صلاح أمام تشيلسى، وأهدر الفرص التى قيل إنه كان يسجلها وهو فى مستواه، وكان ذلك حسابا عسيرا، خاصة أن صلاح على مدى 21 مباراة سجل خمسة أهداف وقد كان الخبر فى كل مباراة أنه سجل هدفا؟
** بعقل المدرب المثقف الفاهم للاعبيه دافع أرنى سلوت عن محمد صلاح وربط بين تألقه وموهبته وإبداعه فى سنوات وفى مباريات وبين غياب أهدافه فى مباريات أخرى، واعتبر سلوت أن موهبة صلاح وتميزه وأهدافه وضعته فى محطة الانتظار الدائم للنجاح والإبداع وهو أمر مستحيل بالنسبة لكثير من اللاعبين المبدعين.
** فى مباريات كثيرة يمكن أن يراقب صلاح ويوضع تحت الحراسة تحسبا لانطلاقاته السريعة وخفة حركته، ومع ذلك يراوغ وينطلق ويصنع الأهداف ويسجل الأهداف. ولا يوجد لاعب فى كوكب الأرض مهما كانت مهاراته، يمكنه أن يقدم نفس المستوى والأداء فى كل مبارياته وأن يسجل الأهداف فى كل مباراة. والآن يتغزل بيب جوارديولا فى نجمه هالاند: «إنه لاعب مذهل».. وأضاف: «لدىَّ مهاجم وحارس مرمى رائعين»، وكان هدف النرويجى فى الدقيقة التاسعة هو هدف الفوز. ويعد أداء هالاند مماثلا لمستواه السابق؛ حيث سجّل صاحب القميص رقم 9 فى المباراة التاسعة على التوالى. وقال مدربه: «إنه الأفضل». فى عام الثلاثية، سجل - ماذا؟ - 50 مليون هدف؟ أعتقد أنه أصبح جزءًا من النادى الآن، لقد استقر. يشعر الآن أنه ملكى.
** لكن فى يوم ما انتقد جوراديولا هالاند، وانتقدت الصحافة البريطانية النجم النرويجى، وهناك نقد يبتعد عن الأهداف التى يسجلها، ويشير إلى قدرته على أداء الواجب الدفاعى أحيانا وقدرة قدميه على المرواغة والمرور من لاعب أو مجموعة لاعبين فى حركة سريعة وخادعة.. وحقيقة هو ليس بيليه وليس مارادونا وليس ميسى وليس ورنالدو، ولكنه هالاند القطار النرويجى وآلة الأهداف.
** الخبر: لم يسجل صلاح. وحين يسجل ويبدع يكون السؤال: ما الجديد؟ ويظل جمهور ليفربول، وجماهير كرة القدم التى تتابع محمد صلاح فى انتظار «سوبر محمد صلاح».