نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 6 أبريل 2022 للكاتب لويد بيلينجسلى، تناول فيه تصريح جو بايدن فى مارس 2022 بشأن إنشاء نظام دولى جديد ليوحد العالم الحر. قارن الكاتب بين تصريحات بايدن وتصريحات جورج بوش الأب بإنشاء نظام دولى جديد عام 1990 إلا أن الأمور لم تنتهِ كما أراد. اختتم الكاتب مقاله بأن نظام بايدن سيكتب له نفس المصير.. نعرض من المقال ما يلى.

«كما تعلم، نحن فى نقطة انعطاف تحدث كل ثلاثة أو أربعة أجيال. أنا أؤمن بالاقتصاد العالمي ــ ليس بالاقتصاد العالمى فقط، بل أؤمن بالعالم أيضا. وكما قال لى أحد كبار العسكريين فى اجتماع فى يوم ما إنه مات 60 مليون شخص بين عامى 1900 و1946، ومنذ ذلك الحين، أنشأنا نظاما عالميا ليبراليا، ولم يحدث ذلك منذ فترة طويلة. الكثير من الناس يموتون. والآن هو الوقت الذى تتغير فيه الأمور. سيكون هناك نظام عالمى جديد، وعلينا أن نقوده. سيكون لزاما علينا أن نوحد بقية العالم الحر للقيام بذلك».

كانت هذه كلمات الرئيس الأمريكى جو بايدن فى اجتماع المائدة المستديرة للأعمال يوم 21 مارس 2022. لكن بايدن لم يوضح ما إذا كان 60 مليون حالة وفاة من عام 1900 إلى عام 1946 ناتجة عن الحرب أو القمع الداخلى أو لأسباب طبيعية. فوفقا للكتاب الأسود للشيوعية، كان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية USSR بقيادة ستالين مسئولا عن مقتل 25 مليون شخص خلال نفس الفترة.

بايدن قال منذ عام 1946، «لقد أنشأنا نظاما عالميا ليبراليا»، دون أن يوضح كيف استطاع الاتحاد السوفيتى والصين الشيوعية والديكتاتوريات الأخرى الانسجام والتواجد فى هذا النظام الليبرالي!. على أى حال ومهما كانت إجابته، فنحن الآن بحاجة إلى نظام عالمى جديد آخر؛ بايدن يعتقد أن «علينا» أن نقوده، ولكن لا توجد تفاصيل حول كيفية عمل النظام الجديد. المنتدى الاقتصادى العالمى تحدث عن «إعادة ضبط النظام العالمى»، لكنه أشار إلى أنه لن يكون ليبراليا بشكل خاص، ولا يسعى إلى قيادة أمريكية.

الشعب الأمريكى قد يتذكر الرئيس جورج بوش الأب وهم يحاولون فهم كلمات جو بايدن. فبوش وعد بـ «لا ضرائب جديدة» وفى أعقاب حرب الخليج حيث شنت الولايات المتحدة حملة عسكرية ضد العراق ردا على غزو الأخيرة لدولة الكويت، قال بوش ــ تحديدا 11 سبتمبر 1990 ــ أن أزمة الخليج العربى يمكن أن توفر فرصة نادرة للتحرك نحو فترة تاريخية من التعاون، ودعا إلى إنشاء «نظام عالمى جديد» يكون «أكثر تحررا من تهديد الإرهاب، أقوى فى السعى لتحقيق العدالة، وأكثر أمانا فى السعى لتحقيق السلام». وأضاف: «فى هذا العصر الجديد، يمكن لدول العالم، فى الشرق والغرب والشمال والجنوب، أن تزدهر وتعيش فى وئام وتعترف الدول بالمسئولية المشتركة عن الحرية والعدالة».

بالنسبة لنظام جورج بوش الأب، لم تسر الأمور بالطريقة التى أرادها، ونفس الأمر بالنسبة لنظام جو بايدن فيبدو أنه غير متأكد من كيفية المضى قدما بترتيب نظام عالمى جديد خاص به.

قد يبدأ بايدن بتعزيز الحرية والوئام والازدهار داخل الولايات المتحدة فلربما تحذو دول أخرى حذوها.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلي