نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز مقالا للكاتب هنرى ميناس يرى فيه أن زعماء العالم فشلوا فى اتخاذ قرارات فعالة لحل أزمة التغير المناخى، وحل الأزمة سيبدأ من تغيير سلوكنا على المستوى الفردى، والذى سيتبعه تغير فى سلوك الشركات والحكومات والقادة.. نعرض منه ما يلى.
العمل المناخى لا يقتصر على سادة الكون. وهو الشىء الوحيد الذى لن يقدر جيف بيزوس احتكاره. إذا مللت من زعماء العالم وعدم قدرتهم على اتخاذ قرار بشأن تغير المناخ، فلا تضجر من عدم كفاءتهم، ووضح لهم كيف يجب على العمل أن يكون.
يمكننا العمل على تخفيض الانبعاثات، نحن فقط اخترنا عدم القيام بذلك. يقول ربع البريطانيين إنهم مستعدون بألا يسافرون من أجل قضاء وقت الراحة، ولكن ثُمن البريطانيين فقط يقومون بذلك. نصف البريطانيين يقولون إنهم سيتناولون اللحوم والألبان ثلاث مرات فقط فى الأسبوع، ولكن 14% فقط يقومون بذلك. إذا كنت فى انتظار أن يقوم بيزوس بالتخلص من طائرته الخاصة أولا، فستكون أنت الخاسر. فبيزوس سيكون بخير مهما حدث للمناخ.
كتب المفكر الروسى ليو تولستوى أن «الجميع يفكر فى تغيير العالم، لكن لا أحد يفكر فى تغيير نفسه». تغيير سلوك النفس يحظى بسمعة سيئة، فهو غير مبهج كما يشير البعض. ويصرف الانتباه عن المهمة الحقيقية المتمثلة فى محاسبة السياسيين والشركات كما يقول بعض نشطاء المناخ.
ولكن هذا ليس صحيحا. فى أوقات الطوارئ، يقوم كل شخص بإجراء الاتصالات التى فى استطاعته. تغيير سلوكنا الشخصى سيجعلنا أسعد، لأنه يجعلنا نفهم ونسيطر على واقعنا. كانت جريتا ثونبرج، الناشطة المناخية، بائسة حتى بدأت نشاطها، واحتضنت عائلتها نظاما معيشيا منخفض الكربون. عندما نتخلى عن اللحوم، سنرضى أكثر عن طعامنا، لأننا سنشعر بأننا جزء من الحل.
قراراتك مهمة. رحلة العودة من لندن إلى نيويورك تذوّب ثلاثة أمتار مربعة من الجليد البحرى الصيفى فى القطب الشمالى. إذا قللت من انبعاثاتك، فسيتبعك الآخرون. تظهر الدراسات فى الولايات المتحدة وألمانيا والسويد أن قرار أسرة واحدة فى استخدام ألواح شمسية يجذب باقى الجيران للقيام بنفس الشىء. إذا أكلت أكلا نباتيا فى مطعم، فسيحذو رفاقك حذوك. تستجيب محال البقالة والمدارس وأصحاب العمل لإشاراتنا. سيأخذ هذا وقتا بالطبع، ولكن، كما يقال، أفضل طريقة لتأكل فيلا هى من خلال أخذ قضمة واحدة فى كل مرة.. (ولكن لا تأكل الأفيال فى الواقع، فهى تساعد الغابات على امتصاص الكربون).
التغيير السلوكى يمكن أن يكون نقطة لانطلاق التقنيات الجديدة. تم إنشاء شركات المأكولات النباتية مثل «Impossible Burger» و«Beyond Burger» على أيدى نباتيين، وتباع منتجاتهم الآن فى ماكدونالدز وبرجر كينج.
أنت تريد ثورة، حسنا. أفضل من شنوا حملات سياسية، مثل غاندى، بدأوا بتغيير سلوكهم الشخصى. إذا لم تعش بالمبادئ التى تنادى بها، فسيلتهمك النفاق.
علاوة على ذلك، سلوكنا يضع المعايير السياسية. غالبًا ما تتبع سياسات الحكومات أفعالنا، بدلا من أن تقودها. حظرت بريطانيا التدخين فى الحانات بمجرد توقف الغالبية العظمى عن التدخين. لقد حظرت استخدام الحيوانات البرية فى السيرك عندما امتنع الجمهور عن الذهاب إلى مثل هذه الأنواع من السيرك. سيكون من السهل فرض ضرائب على استخدام الوقود بمجرد أن يتخلى الناس عن السيارات التى تعمل بالوقود أو يشترون السيارات الكهربائية. سيكون من السهل التوقف عن توسيع المطارات، إذا اختار الناس عدم السفر بالطائرات.
النقاد محقون فى شىء واحد، بعض الإجراءات غير فعالة. قال بوريس جونسون الأسبوع الماضى إن إعادة تدوير البلاستيك «ليس هو الحل». على الصعيد العالمى، إعادة التدوير هى الاستراتيجية الأكثر استخداما فى مكافحة التغيرات المناخية، ولكنها تحدث اختلافا ضئيلا فى استهلاكنا للكربون. قم بإعادة التدوير، ولكن اجعل تركيزك ينصب أيضا على أساليب أخرى؛ لا تشترِ الملابس لمدة ستة أشهر على سبيل المثال.
كتب المفكر الأمريكى هنرى ثورو فى مذكراته عام 1852 «افعل الأشياء الأقرب إليك، ولكن التى يصعب القيام بها». ما يريد ثورو قوله مفهوما، وعلى الأرجح كان ليوافق على الجملة التالية: ليس عليك أن تكون فى جلاسكو لمحاربة تغير المناخ.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا