مسئولون إسرائيليون يعترفون بالتغيير فى إيران - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:39 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مسئولون إسرائيليون يعترفون بالتغيير فى إيران

نشر فى : الثلاثاء 11 فبراير 2014 - 6:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 11 فبراير 2014 - 6:05 ص

كتب المحلل السياسى بن كاسبيت مقالا نشر على موقع المونيتور، تناول فيه تصريحات وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف، فى 3 فبراير خلال مقابلته مع شبكة التليفزيون الألمانى: «إذا كان الفلسطينيون سعداء بالحل (اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين) فلن يستطيع أحد خارج فلسطين منع ذلك». ويوضح الكاتب أنه على الرغم من أن تصريحه تمت ترجمته خطأ على أنه يعنى احتمال اعتراف إيران بإسرائيل، فما زال التصريح بعد الترجمة الصحيحة واحدا من أخف تصريحات المسئولين الإيرانيين منذ بدء الثورة الإيرانية. حيث تعتبر إسرائيل التى تطلق عليها طهران "الشيطان الصغير"، فى المرتبة الثانية بعد "الشيطان الاكبر" – امريكا – عدوا لا يذكر اسمه، وينبغى الإعلان عن إبادتها مرة كل أسبوعين على الأقل.

فاجأ تصريح ظريف وسائل الإعلام الإسرائيلية والرأى العام، ولكنه لم يفاجئ صناع القرار فى البلاد. وفى اجتماع مغلق مؤخرا، قال مسئول عسكرى اسرائيلى، لموقع المونيتور إن "تطورا مثير وتاريخيًا يجرى فى إيران."

وتقوم مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، بمراقبة إيران باستخدام أدوات استخبارية عالية الجودة، وتتولى تحليل ذلك فى إطار معرفة قريبة بالخلفيات والظروف والتاريخ. ولكن ليس هناك فى جيش الدفاع الإسرائيلى، أو إدارة الاستخبارات العسكرية، أو الموساد أو وزارة الدفاع، من يرى فى الأمر مدعاة للاحتفال حتى الآن. ومع ذلك، فإن الأصوات والصور القادمة من طهران تلهم مسئولى الدفاع آمالا كبيرة. وهم يقولون إن ما يحدث فى إيران ليس تحركا عاديا، حيث تخطط وتكافح، فى إطار البحث عن مسار، بطريقة مختلفة.

•••

يشير الكاتب إلى ان هذا المقال لا يتعلق بالمواقف السياسية والدبلوماسية الرسمية الإسرائيلية. حيث يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو إصدار التحذيرات، ولن يتوقف عن فعل ذلك حتى تصل إيران والقوى العالمية إلى اتفاق نهائى بشأن البرنامج النووى الإيرانى. والتفاصيل الدقيقة للاتفاق هى التى ستحدد ما اذا كانت ايران ستعزز مكانتها كدولة على مشارف أن تصبح نووية أو تتخلى عن هذا الحلم. وحتى الآن، تبقى المسألة مفتوحة بالنسبة لتوقعات المسئولين بوزارة الدفاع الإسرائيلية. ثم اعطى كاسبيت لمحة عما يعتقدون، استنادا إلى العديد من المحادثات فى الاسابيع الاخيرة مع كبار المسئولين فى المؤسسة الدفاعية الاسرائيلية:

فهم يرون أن إيران لن تتنازل عن رؤيتها النووية ــ على الاطلاق. حيث يعتبر النظام الإيرانى، الحصول على قدرات نووية مهم للحفاظ على النظام ودرء التدخل الخارجى الذى يمكن أن يسقطه. وما تغير هو سرعة واستراتيجية تطويرها. ولا يتوقف الإيرانيون عن استكشاف البدائل والخيارات الأخرى، وإعادة حساب مسارها. ويحدث كل هذا فى أعقاب كل حملة دولية فعالة توضح لإيران الثمن الذى ستدفعه اذا استمرت فى برنامجها النووى.

وعلى الرغم من أن اسرائيل لا تثق فى فعالية العقوبات، اتضح كما يقول مصدر عسكرى، أن «المجتمع الدولى عندما يطرح، تحت عصا الولايات المتحدة، حلا ويصعد الضغوط على إيران، تكون الرسالة أن إيران ليست محصنة».

ويعتقد بعض مسئولى وزارة الدفاع فى إسرائيل أن إيران أدركت أنه لا يمكنها مواصلة برنامجها النووى بالوتيرة نفسها، مع الحفاظ على نهجها المعلن. فعند نقطة ما، تبينت طهران أن القنبلة النووية لن تكون بوليصة تأمين جيدة، بل إنها قد تودى بها للانهيار. ووفقا لتقديرات فى إسرائيل، فقد بدأ هذا الإدراك خلال الحركة الخضراء عام 2009. ومنذ ذلك الحين، تسللت إلى السلطات فى إيران خلال الربيع العربى، الذى أسقط، بتأثير سقوط قطع الدومينو، الأنظمة والطغاة فى أنحاء الشرق الأوسط بسرعة فائقة. ويرى مسئول عسكرى إسرائيلى أن الإيرانيين اكتشفوا، فجأة، ظاهرة تعرف باسم «الشارع»، وأن لديهم هذه الظاهرة، وأنه بمجرد أن أدرك المرشد الأعلى على خامنئى أن عليه أن يضع الجماهير فى اعتباره، بدأت الأمور فى التغير.

وبفضل هذا الإدراك تم السماح لحسن روحانى بخوض الانتخابات الرئاسية، ولم يقف أحد فى طريق انتخابه. وفى الانتخابات السابقة على ذلك، كان النظام يتدخل بفعالية فى العملية، ويقوم بتزوير النتائج ويفرض على الشعب فترة أخرى من حكم أحمدى نجاد. ويرى أحد مسئولى الدفاع الإسرائيليين أن روحانى أقوى إصلاحى فى إيران، حتى أن خامنئى لم يكن ليقدر على ابتلاع رئاسة إيران من دون إسكاته. ثم تغيرت الأمور حيث تجنب روحانى وأحمدى نجاد الوقوف بجوار بعضهما، فى اللقاءات الخاصة. واثار الكاتب تساؤلا، «هل يكون روحانى مثل بيجن كما يراه البعض؟ وهل ينقذ ايران من مغامرتها النووية، ويمنعها من تأجيج الإرهاب الإسلامى وينقذها من العزلة الدولية والأزمة الاقتصادية والزاوية الضيقة التى دفعت نفسها إليها؟ ثم يجيب أن الزمن وحده كفيل بإثبات ذلك أو عكسه.

•••

يرى كاسبيت أنه إذا استمر المجتمع الدولى فى الضغط باستمرار، سوف يمكنه التمييز بين الحق والباطل، ومن ثم سوف يتيح الاتفاق مع ايران للعالم وقتا كافيا، ليضمن أنها لن تكون قادرة على انتاج قنبلة نووية فى وقت قصير، بعدما كان الهامش الأمنى ​​بين إيران والقنبلة يتراوح من 18 شهرا إلى 3 سنوات، على الأقل.

وفى ختام المقال ذكر الكاتب، عن مسئول أن الخيار العسكرى لإسرائيل مازال قائما. ومن المهم أن يكون لدى إسرائيل خيار التحرك ضد ايران، اذا واصلت السباق للحصول على القنبلة وعلى إيران ادراك ذلك. وقال إن الإسرائيليين، لن يأسفوا على الحروب التى تم تفاديها. ففى الماضى، عندما كانت تندلع حرب، لم يكن المدنيون معرضين لخطرها، أما اليوم، فتعنى الحرب أن الجميع مشارك. وتكون الخسائر كارثية، ولن يخرج منها أحد باعتباره منتصرا حقيقيا. وحاليا، يبدو أن هذا يمكن تجنبه

التعليقات