أيهما أفضل.. مشاركة الإخوان أم مقاطعتهم للانتخابات؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:28 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيهما أفضل.. مشاركة الإخوان أم مقاطعتهم للانتخابات؟

نشر فى : الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 9:28 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 12 أكتوبر 2010 - 9:28 ص
هل أخطأت جماعة الإخوان المسلمين عندما اتخذت قرارا رسميا قبل يومين بالمشاركة فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة والمنافسة على نحو 30٪ من المقاعد؟!.

الإجابة يصعب أن تكون بنعم أو لا، لأنها ليست سهلة ومثلما هناك منطق يمكن تفهمه للمطالبين بالمقاطعة فإن مؤيدى المشاركة لديهم حجج يصعب تجاهلها أيضا.

الدكتور محمد البرادعى تساءل تعقيبا على قرار مشاركة الإخوان «إن الجميع يتفق على أن الانتخابات ستكون مزورة فهل نقاطع التزوير أم نكون جزءا منه؟».

وجهة نظر البرادعى تبدو معقولة ويؤمن بها كثيرون ممن يطلق عليهم النخبة أما رأى رجل الشارع العادى فلا نعرفه فى ظل غياب إحصاءات دقيقة.

لكن من زاوية أخرى فإن كلام البرادعى يؤكد أن ما يروجه البعض من تحالفه مع الإخوان غير صحيح، لأنه لو كان هذا التنسيق موجودا لاتفق الطرفان على موقف واحد بالمشاركة أو المقاطعة.
لكن الأخطر هو ما أعلنه فريق داخل الجماعة عندما شككوا فى أن 98٪ من أعضاء مجلس شورى المحافظات قد وافقوا على المشاركة.. هذا الفريق يؤكد أن النسبة «مضروبة»؟!.
لو كان هذا الكلام صحيحا فما الذى دفع قادة الجماعة إلى إعلان المشاركة؟!

هنا سندخل مرة أخرى فى حديث الصفقات بين الجماعة والحكومة وهو الحديث الذى يسارع الطرفان إلى نفيه.

يسأل البعض: أيهما أفضل للحكومة.. أن تقاطع الجماعة الانتخابات أم تشارك؟!.
السؤال منطقى، ويبدو للبعض من الوهلة الأولى أن الحكومة تتمنى أن تقاطع الجماعة الانتخابات وتنسى السياسة وتتفرغ للعمل الدعوى، لكن من وجهة نظر أخرى فإن انسحاب الجماعة من العمل السياسى له انعكاسات سيئة أخرى للحكومة، أهمها أن بعض الأعضاء قد يتجه للعمل السرى، كما أنه وفى ظل ضعف أحزاب المعارضة، فإن المشهد من دون الإخوان سيبدو كرتونيا هزليا.

. لذلك فإن الذين يتحدثون دائما عن الصفقة يقولون إنها غير مكتوبة ومضمونها هو أن يشارك الإخوان بنسبة ضئيلة لا تتعدى الثلث والمقابل أن تتركهم الحكومة يعملون فى النور تحت سمعها وبصرها، شرط ألا يتخطوا الخط الأحمر المسموح به وهو الحركة فى الشارع.

وجهة نظر أخرى تقول إنه لو أن أحزاب المعارضة الرئيسية قد أعلنت المقاطعة، فإن جماعة الإخوان كانت ستجد نفسها فى ورطة حقيقية، وتضطر للمقاطعة أو تبدو أمام أنصارها انتهازية، ولذلك فان إعلان المعارضة خصوصا حزب الوفد المشاركة قد أعفى الإخوان من الحرج، خصوصا التيار الذى يؤكد أن الجماعة تجنى الكثير من الفوائد عبر الوجود فى مجلس الشعب، أهمها أن وجهة نظرها موجودة عبر وسائل الإعلام.

خلاصة الأمر.. أن الموضوع شائك مثل كثير من الأشياء فى مصر، وهو ما يشير إلى أن القادم ملتبس أيضا.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي