نصيحة من جارتنا الأمريكية - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:52 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصيحة من جارتنا الأمريكية

نشر فى : الإثنين 15 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 15 يوليه 2013 - 8:00 ص

سألتنى جارتنا الأمريكية أثناء نزولنا فى المصعد عن رأيى فيما يجرى، فقلت لها إننى متفائل، فقد استرد المصريون ثورتهم، وعزلوا رئيسا كذب عليهم وفرّقهم ولم يراع مصالحهم، فقالت لى إنها سعيدة بما جرى، لكنها مستاءة من مشهد اعتصام أنصار مرسى فى رابعة العدوية، فهى تراه يوميا حيث تعمل بالقرب منه، فقلت لها: هذا طبيعى، ونأمل أن تنتهى الأمور على خير، تم تابعت: الأكثر ازعاجا وغرابة هو موقف بلدكم الداعم لمرسى وجماعته، فردت بسرعة : لا، هناك فرق بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكى، وأنا كأمريكية أقول لك إننا ندعم خيار الشعب المصرى، ثم بعد لحظة صمت أضافت: وفى كل الأحوال لا ينبغى أن تهتموا كثيرا بما تقوله أو تريده أمريكا، إنها شئونكم، وهذا بلدكم، وهذه إرادتكم.

 

فكّرت فيما قالته جارتنا العزيزة، فعلا: لماذا نهتم كثيرا بما تريده أمريكا، لماذا نترقب مواقفها ونتحسسها لتكون إضافة لأحد الأطراف أو خصما من طرف آخر؟

 

طبعا لا يمكن تجاهل أقوى دولة فى العالم وتأثيراتها على دول الاتحاد الأوروبى والمؤسسات الدولية الداعمة لاقتصاد العالم الفقير الذى ننتمى إليه، وشهادات البراءة والجدارة التى تمنحها تلك المؤسسات، بما يسمح باستمرار المساعدات أو ينذر بتوقفها، لكن ثمة حقائق مؤكدة اكتسبناها بالتجربة المباشرة فى التعامل معها منذ عبدالناصر وحتى اليوم، وخبرناها فى تدخلاتها حول العالم منذ بزغت كقوة عظمى عقب الحرب العالمية الثانية، أهمها أن أمريكا لا يعنيها سوى مصالحها، حتى لو تعارضت تلك المصالح مع ما تدعو إليه من قيم المساواة والمدنية والديمقراطية، وثانيها أن «المتغطى بيها عريان»، ولو كانت نفعت مبارك لنفعت الإخوان، أما الدرس الأهم فى ذلك كله، فهو أن إرادة المصريين هى ما يصنع مستقبلهم، وهذه أهم نتائج ثورة 25 يناير ضد نظام مبارك، ثم ثورة تصحيح المسار فى 30 يونيو ، والتى شهدت خروج أكثر من 30 مليون مصرى يطالبون برحيل مرسى وجماعته، فى أكبر تظاهرة فى تاريخ الإنسانية.

 

والحقيقة أننى أتساءل عما إذا كان من يعتلون منصة الأكاذيب والتحريض على العنف فى ميدان رابعة، وتابعيهم من أبواق الجماعة، يصدقون أنفسهم حين يهتفون وسط مستمعيهم من البسطاء الذين تم حشدهم من القرى والنجوع بأنهم يمثلون إرادة الشعب المصرى، ويبشرونهم بعودة مرسى رئيسا «إعلاء للشرعية وتقديسا للشريعة»؟

 

ولا أعرف كيف يكون رئيسا من يعادى جيش الدولة وقضاءها وشرطتها وإعلامها وشعبها، أم يريد أن يقيم إمارته وسط أشياعه من متظاهرى رابعة والنهضة؟

 

لا شك عندى أن قيادات الجماعة من المحرّضين الكبار، يعرفون أن مرسى لن يعود، وأن الملايين التى خرجت تطالب بعزله وإقصاء جماعته، لن تسمح لهم أبدا أن يعودوا، وأن استقواءهم بأمريكا أو تركيا أو قطر، لن يؤدى إلا لمزيد من الخسائر لتنظيمهم وحلفائهم، وأن هجومهم على جيش مصر الوطنى العظيم وقائده، يتلقاه المصريون بكل ازدراء.

 

فلماذا يصرون على تهييج أتباعهم وحشدهم يا ترى؟

 

قيادات الجماعة المطلوب القبض عليها بتهم التحريض على العنف والتخابر مع جهات أجنبية تحارب معركتها هى، يدافعون عن وجودهم، ويستخدمون البسطاء من أتباعهم وقودا لمعركتهم الخاسرة، ولا بأس أن مات «فى سبيلهم» بسطاء، يدفعونهم إلى حتفهم بلا وازع من ضمير، بعد أن يدلسوا عليهم ويقنعوهم أنهم يدافعون عن شرع الله... ثقوا تماما .. إرادة الشعب ستنتصر.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات