خلال الاحتفال بتخريج عدد من شباب المبادرة الرئاسية «رواد تكنولوجيا المستقبل» صباح يوم الأحد الماضى بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى ووزير الاتصالات ياسر القاضى، كانت هناك نماذج مشرفة من الشباب نتمنى أن نرى منهم الملايين فى كل المجالات.
حضرت الاحتفال واستمعت إلى قصص نجاحهم، وأتمنى أن نسلط الضوء على مثل هذه النماذج، فربما نحل جزءا ولو بسيطا من الأزمة التى يعانى منها ملايين الشباب المصريين.
بالأمس تحدثت عن المبادرة الرئاسية لرواد تكنولوجيا المستقبل، واليوم أركز على بعض النماذج الناجحة.
فى بداية الاحتفال استمع الحاضرون لشرح من طالبين فى الصف الأول الثانونى، عرضا مشروعا عن نموذج لغواصة «آر أو فى» تستطيع إصلاح كابلات الإنترنت تحت الماء ومراقبة الحيوانات المائية، واكتشاف الآثار الغارقة فى البحر.
شاب آخر من ذوى القدرات الخاصة، قدم جهاز «التراسونيك» لحل المشكلات التى تتسبب فى حوادث السيارات والقطارات، وكذلك مشروع يستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد. ومشروع لكتابة السوفت وير وتركيب الهاردوير، وحماية الأجهزة من القرصنة، وطرق استرجاع المادة المقرصنة.
أحد الشباب قال إننا يمكن أن نكسب كمجموعة ٥٠ ألف دولار أسبوعيا.. فما بالكم عندما نكبر؟!
قد يقول البعض إن ما سبق مجرد أحلام وأفكار لم تتحقق، أو مجرد كلام مرسل لا يمكن التحقق منه. لكن رأينا فى هذا اليوم الدكتور خالد حبيب مصمم برنامج تأهيل الشباب للقيادة التابع لمؤسسة الرئاسة يقدم العديد من الشباب الذين تدربوا وتأهلوا والتحقوا بشركات كبرى، وبعضهم أقام مشروعه الخاص الناجح.
من بين هؤلاء مصطفى أشرف عزالعرب صاحب شركة «طاقتك» التى تقدم حلولا مبتكرة باستخدام الطاقة المتجددة لتوفير الكهرباء.
نموذج ثانٍ هو المهندس محمد نبيل عبدالسميع صاحب شركة «وايت بوكس» خريج هندسة الحاسبات، وتنتج شركته روبوت يرد آليا، باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وتم تعديل الروبوت لينطق بالعربية، وصار للشركة عملاء خارج مصر.
أحمد منيب من حاسبات أسيوط قال انهم توصلوا لتطبيق عبر الموبايل، يحكى للسائحين قصة كل اثر من الاثار المصرية، وهو اقرب إلى المرشد السياحى الآلى.
اما مايا ياسر وهى من اسيوط ايضا، فتحدثت عن مشروعها واسمه «سلفنى»، وفكرته تقوم على الايجار الالكترونى لكل شىء يمكن الاستغناء عنه من اول الادوات المنزلية والكاميرات إلى الفساتين.
اما إيهاب مغازى من هندسة حلوان فتحدث عن تطبيقات فى الحوسبة السحابية تتيح تخزين معلومات بلا نهاية.
ولاء مختار من هندسة الأزهر قالت إن المنحة وفرت لها أكثر من عشرين ألف جنيه، وتلقت تأهيلا مهما على أيدى الخبراء، واستطاعت مع زملائها تطوير استخدام «الفور جى» طبقا للطبيعة المصرية، بحيث يتم عدم التوسع فى أبراج التقوية التقليدية.
جاكلين نادى ابنة أسيوط، قالت إن المبادرة وضعتهم فى قلب الطريق وليس فى أوله فقط، وتمكنوا من التواصل مع عملاء من دول مختلفة، من دون السفر للقاهرة، ولم يصدقوا أنهم حققوا المستهدف منهم وأكثر.
أما المهندسة وفاء عمر الشريف فقد تمكنت هى وزملاؤها من إنشاء شركة تتعامل مع البيوت الذكية وتتميز بأنها سهلة التركيب والاستخدام وبأسعار قليلة جدا مقارنة بمثيلاتها المستوردة.
وقدم أحمد محمد التطبيق المصرى لما يعرف باسم «إنترنت الأشياء» ومعناها أن «الجماد يمكنه أن يتكلم »، فالسيارات تتواصل معا عبر إرسال البيانات بحيث نتفادى الزحام أو الحوادث، وسيتم بدء تطبيق هذا البرنامج بمحافظة البحر الأحمر.
منة الله محمد مجدى، الكفيفة أبكت غالبية الحاضرين، حينما قدمت نموذجا عظيما فى الإصرار وتحدى الإعاقة، وعملت فى العديد من الشركات حتى صارت مدربة ومنسق موارد بشرية فى شركة كبرى.
وتحدث أحمد عبدالجواد عن شركته التى تتعامل مع المخلفات بيعا وشراء وتسويقا ونقلا عبر الإنترنت، وطلب من الرئيس أن تدعمه وزارة الصناعة.
وقال عبدالجواد: «دخلنا المبادرة الرئاسية بفكرة وخرجنا منها بمشروع ونتعامل مع ٤٠ مصنعا وشركة أونلاين، وما ضاع حلم وراءه مطالب».
مرة أخرى انتقدنا الحكومة مرارا، وحق علينا أن نحييها اليوم على دعمها لهذه النماذج، ونتمنى أن تتوسع أكثر وأكثر لخلق بيئة حقيقية للعمل والنجاح والاهم خلق قدوة لملايين الشباب اليائسين.