نشر موقع «Defense One» مقالا للكاتب «FRANK SOBCHAK» حول معارضة الجيش الأمريكى لكتاب « The U.S Army in Iraq War». يتحدث الكاتب عن ضرورة التعلم من الأخطاء التى وقع فيها الجيش الأمريكى فى حربه ضد العراق حتى لا يقع فيها مرة أخرى.
استهل الكاتب حديثه عن أن القوات الأمريكية لا تزال فى العراق ــ ناهيك عن سوريا وأفغانستان وعدد من الدول الإفريقية المختلفة ــ بغية منع أو قمع التمرد. الحديث عن حرب العراق داخل جهاز الأمن القومى يعتبر من الأخبار القديمة.
وفى هذا السياق أوضح «كبير الضباط»، الذين ما زالوا فى الخدمة: «إن الحكمة التقليدية اليوم تتمثل فى أن جيشنا، أى الجيش الأمريكي، قد انتقل وعاد بشكل غريب إلى العقيدة العسكرية التى كانت سائدة عام 1973. فالتدخل العسكرى الأمريكى اليوم لا يركز على محاربة المتمردين والإرهابين، مثلما كان سائدا بعد حرب فيتنام، وإنما أخذ شكلا مختلفا ألا وهو صراع القوى العظمى. فمن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعتبر روسيا والصين تمثل تهديد لها.
كان هذا الاتجاه بعيدا عن «الحروب الصغيرة» لدرجة أنه ساهم فى معارضة الجيش الأمريكى لنشر دراسة عن الحرب فى العراق لكاتب هذا المقال، لقد انتهى الكاتب من هذا المشروع فى عام 2016. لقد علق عقيد فى الجيش الأمريكى قائلا: «إن سبب المعارضة على هذه الدراسة هى عدم تماشيها مع الرواية الرسمية للجيش وهى «محاربة القوى الكبرى الأخرى مثل روسيا بالدبابات والمدفعية والغارات الجوية». وفى يناير، تم نشر مجلدى الدراسة على شبكة الإنترنت، ولكن نتيجة لإعادة التنظيم الإيديولوجى هذه، كانت الأموال التى تم تخصيصها لنشر كتاب «دروس الحرب» ــ لنشر نسخ مطبوعة من تلك الدراسة، وتوزيعها على الجيش، وعقد جلسات التطوير المهنى لتعزيز النقاش فى سلاح الضباط ــ أعيد تخصيصها واستبدالها إلى الأبد.
هذه المعارضة تثير قلقا كبيرا. فلقد تم تكليف مجموعة لدراسة العملية العسكرية للعراق بحرية لأن بعض كبار قادة الجيش يعتقدون أن الفشل فى تعلم الدروس المستفادة من حرب فيتنام دفعنا إلى تكرار نفس الأخطاء فى حرب العراق. كانت جهود الجيش فيما يتعلق بالتحقيق فى الخطأ الذى حدث فى فيتنام كانت بطريقة عشوائية، كما أن الدراسات التى أعدت غير مكتملة وغير نقدية. لقد ضاعت الأرواح وأهدرت الأموال فى إعادة تعلم دروس حرب العصابات والحرب غير النظامية نتيجة لهذا الإغفال، مما قدم درسا صعبا عن أهمية الاستبطان. ولا يمكننا تحمل ارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى.
ويضيف الكاتب أنه: «على الرغم من أننا لا نعرف ما إذا كانت حربنا القادمة ستكون من نفس الفئة التى خوضناها فى العراق، إلا أنه سيكون من الحماقة ألا نضع جميع الدروس المستفادة من تلك الحرب فى الاعتبار. فى الوقت الذى يواجه فيه العالم مشكلات مثل الهجرة إلى المدن والضغوطات التى تحدث بسبب وجود دول فاشلة تدفع سكانها نحو التمرد المسلح، فمن الممكن أن يكون صراعنا المقبل حربا غير نظامية ضد العصابات والمتمردين. حتى لو انتهى بنا الأمر فى مواجهة أحد منافسينا من القوى الصاعدة كما تتوقع مؤسسة الدفاع، فإن العديد من الدروس المستفادة من حرب العراق لا تزال صحيحة. إذا وجدنا أنفسنا نواجه مثل هذا العدو، فمن المحتمل جدا أن نحارب خصومنا بمزيج من الحروب التقليدية ــ باستخدام السفن والدبابات والطائرات الحربية ــ والتكتيكات غير النظامية مثل التى وجهناها فى العراق وأفغانستان. إن مزج كلا النوعين من الحروب، والذى أطلق عليه «الحرب الهجينة» أو «الصراع فى المنطقة الرمادية»، يمكن أعدائنا من مواجهة بعض مزايانا التقليدية بشكل غير متماثل، ويتحدونا بشكل متماثل مع القوى التى تتساوى مع قدراتنا. إن استخدام القوات شبه العسكرية أو الميليشيات بدلا من الجنود النظاميين، ونصب كمائن وإمداد العبوات الناسفة البدائية، وإخفاء الجنود والموارد بين السكان المدنيين ــكل ذلك كان من العناصر الأساسية فى الحرب فى العراق ــ هى تكتيكات استخدمتها روسيا ودول أخرى أيضا».
ختاما يقول الكاتب أنه يجب ألا نتجاهل إخفاقاتنا فى العراق بدافع الإحراج أو العار. بدلا من تكرار خطأ عدم التعلم من أخطائنا بعد حرب فيتنام، يجب أن نتعلم من الحرب فى العراق وأن نستخلص تلك الدروس حتى تكون قواتنا المسلحة قادرة على الاستجابة لمجموعة مختلفة من التهديدات والصراعات. إن استعادة خطة التوزيع والنشر الأصلية لدراسة حرب العراق ستذهب إلى حد بعيد فى إيصال أهمية استيعاب ومناقشة الدروس المستفادة من الحرب التى سيتعين علينا تحمل عواقبها لفترة طويلة. إن تعلم الدروس الصعبة واستيعابها هو ما يدين به قادتنا لأفراد جيشنا وكذلك لمواطنى بلدنا.
إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى: من هنا