فى الحادية عشرة مساء الخميس قبل الماضى سقطت شجرة عتيقة جدا فى منتصف شارع خيرت، عند تقاطعه مع شارع إسماعيل أباظة قرب ميدان لاظوغلى.
من حسن الحظ أن الحادث لم يتسبب فى سقوط قتلى أو جرحى، بل سقطت فوق سيارة كانت تركن بجانبها فدمرتها تماما، وسوّت سقفها بالأرض.
المرور فى الشارع توقف تماما حتى الثالثة صباحا تقريبا لإزالة آثار العدوان، خصوصا أن الشجرة كانت ضخمة جدا وكثيرة الفروع.
السؤال: هل هناك مسئولية للمحافظة وحى السيدة زينب أو لأى من أجهزة الدولة؟!
الإجابة هى: نعم، لأن هذه الشجرة، ظهرت عليها علامات الشيخوخة منذ فترة، وفقدت انتصابها وظلت تميل وتنحنى، من دون أن يلاحظ أى من أجهزة حى السيدة زينب هذه العلامات.
ما أصاب هذه الشجرة أصاب شجرات كثيرة أخرى مثلها فى الشارع والحى وربما فى محافظات أخرى، من دون أن يلفت ذلك نظر مسئولى الحى.
الغريب أن هناك حملة هذه الأيام لتقليم وتهذيب الأشجار، ولكن هذه الحملة لم يلفت نظرها هذه الشجرة ، التى كان يمكنها أن تقتل أبرياء، وليس فقط تدمير سيارة.
لا أكتب عن الشجرة، بل عن حالة الكسل والتبلد واللامبالاة وأحيانا التؤاطو، التى تتعامل معها بعض أجهزة المحليات مع الفوضى والبلطجة فى العديد من الشوارع، الأمر الذى يزيد من معاناة المواطنين.
على سبيل المثال فى شارع إسماعيل أباظة الذى يبدأ من شارع خيرت وينتهى فى شارع قصر العينى، هناك أفضل الأمثلة على انهيار سلطة المحليات ومحافظة القاهرة وشرطة المرافق، وكل ما يمت بصلة لهيبة الدولة فى معناها الشامل والحقيقى.
فى هذا الشارع تقع أكثر من وزارة ومؤسسة بدءا من التعليم العالى ثم الإسكان والتربية والتعليم والإنتاج الحربى والخزانة العامة، وضريح سعد ومحطة مترو سعد زغلول، وخلف الشارع بأمتار قليلة هناك مقرا مجلس الشعب ورئاسة الوزراء ووزارات الصحة والعدل والداخلية. فى مكان مثل هذا يفترض أن يكون هناك حد أدنى من الانضباط والنظام.
لكن الحاصل بالفعل أن مجموعة من سائقى الميكروباص، قرروا من تلقاء أنفسهم، تحويل جزء من الشارع فى المسافة بين شارعى خيرت ونوبار إلى موقف للأجرة، وسدوا الشارع تماما أمام السكان،ومنعوهم من الدخول أو الخروج معظم اليوم، من دون أى تواجد لشرطة المرور. ولكم أن تتخيلوا عجز وقهر السكان أمام بعض مظاهر البلطجة والبذاءة والخناقات اليومية بين السائقين على أولوية التحميل وخطف الركاب!!.
الباعة الجائلون احتلوا معظم الشارع أيضا، وعلى الرغم من أن شرطة المرافق بذلت جهودا مشكورة وحررت مناطق كثيرة من الباعة الجائلين فإن موقفها غريب ومريب من هذا الشارع تحديدا!.
السكان اشتكوا لجميع المسئولين، لكن لا شىء يتغير. يأتى ضابط أو حملة من شرطة المرافق، ويقومون بطرد الباعة الجائلين لمدة ربع أو نصف ساعة، وبعد انصرافهم يعود كل شىء لسابق عهده!!!. الشرطة أقامت غرفتين واحدة لشرطة المرافق والأخرى كنقطة بوليس، لكن الطريف أو المحزن أنه لم يأت أحد لشغلهما فسقطتا تحت قبضة الباعة الجائلين.
حى السيدة زينب لا يفعل شيئا على الرغم من كل المناشدات، والمفترض أن التوكتوك ممنوع عليه السير فى هذه المنطقة، لكن من سوء حظ السكان أن هذه المنطقة سقطت أيضا فى قبضة سائقى التوكتوك!!.
هناك اتهامات غير مؤكدة لبعض مسئولى المحليات ومسئولى الحى بالتواطؤ مع الباعة الجائلين وسائقى الميكروباص والتوكتوك.
ما سمعته بأذنى أكثر من مرة من العديد من سكان هذه المنطقة يقول بوضوح إن هيبة الدولة بالنسبة لهم هى قدرتها على فرض النظام والقانون، ومن دون ذلك فالحكومة بالنسبة لهم غير موجودة. السؤال لشرطة المرافق ومحافظة القاهرة وحى السيدة زينب وكل من يهمه الأمر: ما الذى يمنعكم من تطبيق القانون، الذى لن يكلفكم أى شى، وتتقاضون مرتباتكم من أجله، ولمصلحة من يتحمل الناس هذا العذاب اليومى؟!.