الحرب الأوكرانية والانقسام الأفريقى فى الأمم المتحدة - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 5:55 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحرب الأوكرانية والانقسام الأفريقى فى الأمم المتحدة

نشر فى : الأحد 17 أبريل 2022 - 9:05 م | آخر تحديث : الأحد 17 أبريل 2022 - 9:05 م
نشر موقع رويترز مقالا بتاريخ 13 إبريل للكاتب توم كوكس، حاول فيه تفسير تباين مواقف الدول الأفريقية بشأن تعليق عضوية روسيا فى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.. نعرض من المقال ما يلى.

بداية، تأتى الحرب الأوكرانية فى وقت يتصاعد فيه التنافس بين الغرب والصين وروسيا حول الموارد الطبيعية فى أفريقيا، وحول العلاقات التجارية والأمنية مع دولها.
القوى الغربية، التى تسعى لعزل روسيا بعد غزوها أوكرانيا، تشعر بخيبة أمل إزاء دعم الدول الأفريقية لروسيا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يبلغ عدد أصواتها 54 صوتا بما يجعل الأمر كافيا لتغيير القرارات.
وفيما يلى بعض التعليقات على انقسام القارة:
فى يوم الغزو، 24 فبراير، دعا الاتحاد الأفريقى بشكل لا لبس فيه روسيا إلى احترام «وحدة أراضى أوكرانيا وسيادتها الوطنية»، كما تحدث سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيمانى، نيابة عن الكثيرين عندما قارن العدوان الروسى بالعدوان الذى مارسه مستعمرو أفريقيا السابقون.
ومع ذلك، جاءت الأصوات الأفريقية على قرارات الأمم المتحدة متباينة، ونركز، فى هذا الصدد، على تعليق عضوية روسيا فى مجلس حقوق الإنسان يوم 7 إبريل الجارى حيث صوتت 9 دول أفريقية ضد القرار، و23 امتنعوا عن التصويت، ولم تصوت 11 دولة (تغيبوا عن حضور الجلسة) و11 فقط أيدوا القرار.
وفى حين أن الامتناع عن التصويت قد يبدو بمثابة «تأييد لروسيا»، إلا أن روسيا هددت الدول التى امتنعت عن التصويت والتى صوتت بنعم بأن هذا التصرف سيعتبر «بادرة غير ودية» لها عواقب على العلاقات الثنائية.
فى غضون ذلك، انتهز الغرب الفرصة وكثف جهوده للتنافس على قلوب وعقول أفريقيا، وكيف يمكن أن يخدم القارة بشكل جيد. كايلى كليفورد، الباحثة فى معهد جنوب أفريقيا للشئون الدولية، قالت: «من المنطقى أن يحافظ الغرب على تلك العلاقات مع الدول الأفريقية. وهذا الصراع برمته.. يكاد يمنح أفريقيا اليد العليا».
المحللون يلاحظون أن الدول الأفريقية لديها دوافع متفاوتة عندما يتعلق الأمر بروسيا، لذا فإن الحديث عن «موقف أفريقى» لا معنى له. بكلمات أخرى، وكما جاء على لسان كومفورت إيرو، رئيس مجموعة الأزمات الدولية: «لا توجد وجهة نظر أفريقية. هناك آراء مختلفة تستند إلى أسباب تاريخية مختلفة».
فكينيا تسعى إلى شراكة أمنية مع الولايات المتحدة ضد المتشددين الإسلاميين المتمركزين فى الصومال. ونيجيريا تسعى للحصول على دعم غربى ضد الدولة الإسلامية وبوكو حرام. أما غانا فتسعى إلى تعميق الروابط الثقافية الأمريكية من خلال أن تصبح الوجهة الأولى للسياحة التراثية فى أفريقيا.
أما الدول التى لا تدعم موقف الغرب ــ مثل جنوب أفريقيا وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى ــ فلديهم علاقات تجارية وأمنية وثيقة مع روسيا لا يريدون تعريضها للخطر.
كانت جنوب أفريقيا هى الدولة الدبلوماسية ذات الوزن الثقيل الأقل ميلا إلى دعم الغرب، وغالبا ما يتم التذرع بالعلاقات التجارية والتاريخية الوثيقة لجنوب أفريقيا مع روسيا، لكن المحللين يقولون إن الأمر لا يتعلق بهذا. فجنوب أفريقيا تتاجر مع دول الناتو أكثر من التجارة مع روسيا بعدة مرات، وفقا لما أوضحته وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدى باندور فى خطاب ألقته الأسبوع قبل الماضى.
على كل حال، الدول الأفريقية لطالما استاءت من كونها مسرحا لصراعات القوى الكبرى. قال دبلوماسى أفريقى كبير «إنه شعور بأننا نكون مرئيين فقط حينما تمارس القوى العظمى ألعابها. لا يهم ما نمر به. ما يهتمون به هو قوتهم».
ففيما يتعلق بـكوفيدــ19، لقت دعوات القادة الأفارقة لتوفير لقاحات آذانا صماء عند الدول الغنية التى لديها ما يكفى لتجنيبها تفاقم الأوضاع. نفس الشىء بالنسبة لنداء أفريقيا للحصول على أموال للتعامل مع تغير المناخ.
قال كريس أوغونموديدى، المحرر المساعد فى إحدى المواقع الإخبارية الدولية: «عندما تكون لدينا مشكلة، فنحن بمفردنا؛ عندما تكون هناك مشكلة دولية، كما حددها الغرب، فهى مشكلة عالمية.. والجميع يعاملوننا مثل بيادق».
وزير الخارجية الأوغندى أوكيلو أورييم قال لرويترز: «لقد خدعونا بشأن العراق، قالوا لنا إن هناك أسلحة دمار شامل ونحن.. دعمناهم»، فى إشارة إلى الادعاء الكاذب بأن صدام حسين كان يطور أسلحة نووية لتوضيح سبب الغزو.
إلا أن أوغندا كانت أكثر حذرا هذه المرة. فأوغندا كانت من بين أربع دول أفريقية فقط دعمت الغزو الذى قادته الولايات المتحدة ضد العراق، عندما كان الرئيس يويرى موسيفينى حليفا وثيقا للغرب. لكن العلاقات توترت منذ ذلك الحين. الآن، موسيفينى يرى الانتقادات الغربية له بأنه استبدادى، نوع من الوعظ الأخلاقى الذى لا تفعله الصين وروسيا.

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات