كيفية تحقيق المشاركة المجتمعية بشكل صحيح - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 5:09 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيفية تحقيق المشاركة المجتمعية بشكل صحيح

نشر فى : الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 9:30 م | آخر تحديث : الإثنين 18 أكتوبر 2021 - 9:30 م

نشر موقع Route Fifty مقالا للكاتب بيل لوكيا، تناول فيه أفضل الطرق لإجراء حوار مجتمعى مع السكان بشأن مسألة ما أو مشروع معين. مؤكدا أنه ليس هناك طريقة واحدة يمكن تعميمها فى جميع حالات المشاركة المجتمعية... نعرض منه ما يلى:

يمكن أن يكون إجراء نقاش مع السكان بشأن مسألة ما مهمة صعبة ولكنها ضرورية بالنسبة للإدارات المحلية والحكم المحلى. إذا تم بشكل صحيح، يمكن أن يساعد فى بناء الثقة فى البرامج والمشاريع، وإعطاء الناس حصة أكبر فى مجتمعاتهم. إذا تم إجراؤه بشكل سيئ، فقد يغذى فكرة أن من يتولون مسئولية المدينة أو المقاطعة لا ينتبهون لما يريده السكان، أو أنهم يحتكرون القرارات.
مجرد اكتشاف أفضل الطرق لإجراء التواصل هو أحد التحديات. هل هو مسح؟ اجتماع؟ بعض المنتديات الأخرى؟ ما هى أفضل طريقة للتواصل مع الأشخاص فى المقام الأول؟ وسائل التواصل الاجتماعى؟ البريد الإلكترونى؟ التواصل من خلال منظمات أخرى؟ والأهم من ذلك، كيف تصل الإدارة المحلية إلى شرائح من السكان لطالما كانت محرومة ومهمشة؟
بالنسبة للمدن والقرى سريعة النمو، يمكن أن يكون التفكير فى هذه القضايا أمرا بالغ الأهمية بشكل خاص، حيث يتدفق سكان جدد، فى حين يرغب السكان القدامى فى الاستماع إلى مخاوفهم فى ظل زيادة الضغط على الإسكان، وكذلك المرافق العامة مثل الحدائق العامة، الضغط على وسائل النقل وغيره.
***
مدينة بوزمان فى ولاية مونتانا الأمريكية شهدت زيادة سكانية فى العقد الماضى، حيث ارتفع عددهم إلى نحو 50 ألف فى عام 2020، من نحو 37 ألف فى عام 2010. ميلودى ميلور منسقة الاتصالات هناك لاحظت كيف يمكن أن تبدو مشاركة المجتمع شيئا جميلا ومثاليا. لكنها شرحت كيف أنشأت المدينة إطارا لمحاولة جعل هذه المشاركة أكثر من مجرد كلمة طنانة. وهذا يشمل تعريف ما تعنيه «المشاركة».
قالت ميلور خلال حلقة نقاش فى المؤتمر الدولى لجمعية إدارة المدينة والمقاطعة هذا الشهر فى مدينة بورتلاند، ولاية أوريجون: «بالنسبة لنا، المشاركة هى محادثات ثنائية الاتجاه ذهابا وإيابا، حيث تقوم المدينة بجمع المدخلات فى شكل تجارب وبيانات ومعلومات من الجمهور، ثم استخدام هذه المعلومات للتأثير فعليا على النتائج».
سلطت ميلور الضوء على حالة إغلاق طريق للمشاة لمدة أربعة أسابيع كإجراء وقائى للسلامة، حيث تتم إزالة الأشجار المقطوعة بواسطة مروحية قريبة من الأرض. هذا جزء من الجهود المبذولة للحد من مخاطر حرائق الغابات. الممر مشهور بين السكان المحليين. مما سيجعل عملية الإزالة غير آمنة فى ظل وجود أشخاص فى المنطقة.
أثناء التخطيط للمشروع، تواصلت المدينة مع السكان من خلال إجراء مسح ومنحهم ثلاثة خيارات للإغلاق. كان الخيار الأول أن تمتد عملية الإزالة لفترة أطول، مع ترك الممر مفتوحا فى أوقات مثل عطلات نهاية الأسبوع والمساء. كان الخيار الثانى نوعا من الخيار الأوسط، حيث كان من الممكن فتح الممر فى عطلات نهاية الأسبوع فقط. ثم كان هناك الخيار الأخير والأسرع، حيث سيغلق الممر لمدة أربعة أسابيع تقريبا ثم يُعاد فتحه بالكامل.
اختار السكان الخيار السريع مع الإغلاق التام. قالت ميلور: «أراد الناس منا أن ندخل وننجز المهمة سريعا ثم نخرج».
فى هذا المثال، كان أحد الوسائل البارزة لإجراء تواصل حول الإغلاق هو تقديم قائمة معينة من الخيارات للمقيمين والمقيمات داخل المدينة. هذا يختلف عن طرح سؤال مفتوح حول كيفية إجراء العمل واحتمال الحصول على اقتراحات غير واقعية. شددت ميلور على أنه من المهم أن نكون واضحين مع الجمهور بشأن المعلومات التى يحاول المسئولون جمعها وكيف يتم استخدامها فى النهاية لاتخاذ القرارات. وأضافت أن هذا يساعد على بناء الثقة فى عملية المشاركة.
مثال آخر على كيفية تحقيق المشاركة المجتمعية نراه فى مدينة فورت كولينز، بولاية كولورادو. قالت أماندا كينج، مديرة الاتصالات والمشاركة العامة فى المدينة: إن المدينة تحاول بناء «آليات للاستماع» فى برنامج المشاركة المجتمعية الخاص بها». ووصفت كيف طلبت المدينة البيانات والآراء من سكان المدينة. كانت إحدى التقنيات التى استخدمتها المدينة هى تنظيم سلسلة من الفاعليات، أطلق عليها اسم النطاق العريض، حيث تحدث المسئولون والمسئولات فى المدينة مع الناخبين والناخبات حول ما كانوا يبحثون عنه وينشدونه. مضيفة: «لقد كانت طريقة ممتعة حقا للمشاركة».
إن استخدام نهج أو طريقة واحدة للتواصل مع الجميع أمر لا ينجح فى كل الحالات. بعبارة أوضح، قالت ديان آرثر، نائبة مدير مدينة سيربرايز فى ولاية أريزونا ومديرة مكتب التسويق والاتصالات بالمدينة: «إنه على الرغم من أن المدينة لا تستخدم رسائل البريد المطبوعة فى معظم الأوقات، إلا أنها تعتمد عليها عند التواصل مع قسم تقطنه أغلبية من أصل إسبانى، وإرسال المعلومات المطبوعة باللغة الإسبانية». مؤكدة: «نحن عازمون بشكل جدى على التواصل مع هذا المجتمع (المجتمع الإسبانى)».
***
بالتأكيد هناك عقبات تقف أمام إجراء المشاركة المجتمعية وهو ما يمكن أن نسميه «إجهاد المشاركة» Engagement Fatigue. تقول مديرة الاتصالات والمشاركة العامة فى مدينة فورت كولينز بولاية كولورادو إن المدينة وصلت إلى نقطة حيث كان النظام الذى بنته حول المشاركة المجتمعية يعمل بسلاسة. لكنها أشارت إلى أن محاولات التواصل مع المجتمع كانت تتراكم أيضا. يتمثل الخطر فى «إجهاد المشاركة» من جانب السكان، بمعنى أنهم يشعرون أنهم مطالبون مرارا وتكرارا بالحصول على آرائهم ومدخلاتهم. وأضافت إن المدينة تبحث الآن عن طرق لتعزيز المزيد من وسائل التواصل المستمر والمتسق مع المجتمع، فبدلا من الوصول إلى المعلومات فقط نبحث عن مدخلات بشأن اقتراحاتهم. لكنها أضافت: «من الصعب القيام بذلك».
هناك شىء آخر تبحث عنه مدينة فورت كولينز وهو كيفية أخذ وتجميع الملاحظات لعدة مشاريع فى وقت واحد، من أجل تقليل عدد المرات التى يتعين على المدينة أن تزعج فيها السكان، وكذلك كيفية الجمع بين وسائل التواصل المجتمعية المختلفة. على سبيل المثال، سعت المدينة أخيرا إلى الحصول على مدخلات بشأن الميزانية وخطة التعافى وتحديث الخطة الاستراتيجية فى ضربة واحدة. قال كينغ: «إننا نجمع التعليقات مرة واحدة».
فى الختام، أكدت منسقة الاتصالات بمدينة بوزمان فى ولاية مونتانا أن هناك قيمة فى محاولة التفاعل مع السكان. وقالت أيضا إنها فى بعض الأحيان تحث موظفى وموظفات المدينة على تأجيل إطلاق مشروع ما لأنها لا تعتقد أن الجمهور مستعد للمشاركة المجتمعية التى يتطلبها المشروع. وأضافت: «فى بعض الأحيان، يعنى إجهاد المشاركة أنه علينا أن نبطئ من سرعتنا، أو أن نكون محددين للغاية بشأن كيفية التفاعل مع الناس».

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

التعليقات