** الصحفيون والإعلاميون والمحللون والجمهور ماذا يريدون جميعا من منتخب إنجلترا.. ألا يكفى أن الفريق يتصدر مجموعته وحقق فريق المدرب توماس توخيل العلامة الكاملة بعد أربع جولات، ليتصدر المجموعة الحادية عشرة برصيد 12 نقطة قبل أن يلتقى صربيا غدا..؟
** الإجابة: يريدون الأداء الذى يليق بالمنتخب ويليق بتاريخ الكرة الإنجليزية. وهنا كتب ديفيد هينتر فى الجارديان: «فى فيلا بارك. فازت إنجلترا على أندورا، كعادتها. لم تتلقَّ أى هدف ضدهم، كعادتها. ويُظهر سجل توماس توخيل فى تصفيات كأس العالم فى المجموعة الحادية عشرة الآن أقصى عدد من النقاط من أربع مباريات - وأربع مباريات بشباك نظيفة»..
** الطريف أن توخيل مدرب منتخب إنجلترا وصف أداء فريقه فى المباراة بأن بناء الهجمات كان مثل «مضغ قطعة لبان لمدة ساعة ونصف الساعة ببطء شديد لدرجة الإصابة فى عضلات الوجه».
** أظهرت الإحصائيات أن أندورا لمس الكرة أربع مرات داخل منطقة جزاء إنجلترا. وكان العدد خمس مرات فى يونيو فى المباراة الأولى التى أقيمت فى برشلونة وانتهت بفوز إنجلترا بهدف نظيف. كان الهجوم ضد الدفاع طوال المباراة، أشبه بحصة تدريبية. وافتتحت إنجلترا التسجيل فى الدقيقة 25 عندما لعب نونى مادويكى تمريرة عرضية رائعة حوَّلها لاعب أندورا كريستيان جارسيا بضربة رأس عن طريق الخطأ فى مرماه وأضاف ديكلان رايس الهدف الثانى فى الدقيقة 67..
** وفى الجارديان أيضا وفى العدد نفسه كتب بارنى روناى وجهة نظره فى المباراة التى وصفها بأنها مملة ورتيبة وتثير السخرية. ماذا كان هذا بالضبط؟ أين الأهداف؟ لماذا هذا الأداء الرتيب الممل؟ لا بد من وجود أهداف. يجب أن تأتى الأهداف بانتظام، دون ترك أى وقتٍ للتنهد والشعور بغروب الشمس فى السماء. لا داعى للشعور بالعبث من فضلكم. نحن إنجلترا. وكان ملعب فيلا بارك ممتلئا عند انطلاق المباراة.
** منذ الثانية الأولى لعب منتخب أندورا بطريقة غريبة، يضرب، ويعرقل، ويشد، وينقض، ويعض، ويخنق ولا شىء غير ذلك. هذا ليس مجرد فريق غريب، بل مفهوم غريب. يعتمد أندورا على محاولة إيقاف الكرة وتعطيل الكرة، وإفساد الكرة. وهذا أمر مفهوم. فهم خامس أصغر دولة من حيث عدد السكان فى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم إنها دولة يبلغ عدد سكانها 82 ألف نسمة ويُدرب أندورا كولدو ألفاريز منذ 15 عامًا. استغرق الأمر منه 49 مباراة ليحقق فوزه الأول. سجل أندورا هدفين فى مباراتين من آخر 25 مباراة خاضها. الفريق الوحيد الذى يهزمونه بانتظام هو ليختنشتاين. كيف يعيش شعب أندورا هذه المباريات؟!
** تدور رحى تصفيات كأس العالم 2026 فى قارات الكوكب، ومن دون الجميع مازلت متمسكا بمتابعة منتخب إنجلترا الذى أراه مماثلا لمنتخب مصر من ناحية التاريخ والمكانة على مستوى القارة الأوروبية كما هو حال منتخب مصر الذى يملك مكانة خاصة على مستوى القارة الإفريقية، حتى إن المنتخبين كلما اقتربا من نهائيات بطولتى كأس الأمم الأوروبية وكأس الأمم الإفريقية يظلان من المرشحين للقب بالتاريخ والجغرافيا مع الفارق أن منتخب بطل القارة 7 مرات والمنتخب الإنجليزى لم يذق بعد طعم اللقب الأوروبى؟