فى نهائيات كأس العالم الماضية فى ألمانيا وقبلها فى كوريا واليابان، وافق مدربو بعض الفرق المشاركة مثل إنجلترا والبرازيل على طلبات بعض اللاعبين باستدعاء زوجاتهم وصديقاتهم إلى غرف معيشتهم، ونتذكر جميعا اللاعب الإنجليزى الشهير ديفيد بيكهام ومعه زوجته فيكتوريا، وكذلك اللاعب البرازيلى رونالدو ومعه صديقته أو خطيبته، ونتذكر بالطبع نوادر وطرائف مارادونا الذى تزوج زوجته وابنته عمرها 12 عاما، وقتها لم تتحدث وسائل الإعلام فى هذين البلدين عن الفضيحة والانحلال الأخلاقى ولم تطالب بإعدام هؤلاء اللاعبين الذين لا يستطيعون «الصبر» حتى تنتهى البطولة، وحتى وسائل إعلامنا وقتها لم تناقش المسألة من زاوية الأخلاق، بل من باب التسلية وحسد هؤلاء اللاعبين على زوجاتهم وصديقاتهم الجميلات.
إذن ما هى مشكلة وجود الزوجات والصديقات مع اللاعبين فى معسكر أثناء بطولة أو خلال المباريات العادية، هناك جانب فنى فقط، وآخر أخلاقى موجود عندنا فقط.. الجانب الفنى هو هل يؤثر وجود الزوجات أو الصديقات على الأداء الفنى؟
الإجابة تحددها الأجهزة الفنية وطبيب الفريق.. وبعض الفرق تشترط عند توقيع العقود مع اللاعبين على تنظيم حياته الجنسية مع زوجته بحيث لا تتأثر لياقته البدنية، ثم إن البرازيل فازت ببطولة كأس العالم قبل الماضية عندما كانت الزوجات والصديقات مع اللاعبين. وغالبية نجوم العالم فى أوروبا لا يذهبون إلى الزوايا والمساجد أو الكنائس أو المعابد.. المسألة فنية أولا وأخيرا.
الجانب الثانى أخلاقى وهو يحدث عندنا فى مجتمعاتنا فقط بحكم عاداتنا وتقاليدنا وديننا.. وإذا حدث تجاوز فإن الذى يوجه الاتهام هو القضاء وليس أى شخص آخر، بمعنى أننى لا أملك أن أدين لاعب كرة لأنه شوهد بصحبة صديقة، وبعض لاعبى الكرة وكثير من المشاهير العالميين تمت إدانتهم لأنهم انتهكوا القانون عندما كانوا مع فتيات ليل قاصرات، أو لم يدفعوا أتعابهن.. أو لأى سبب آخر يتعلق بالقانون فقط.
لو نصبنا أنفسنا قضاة من دون أدلة اتهام مثبتة أو وجود محكمة قانونية ووزعنا الاتهامات الأخلاقية يمينا ويسارا بحسن أو سوء نية، فلماذا نلوم الإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية أو القاعدة أو أى تنظيم يدعى أنه يحتكر الحديث باسم الإسلام، إذا أفتوا بأن هذا مسلم وهذا غير مسلم، أو هذا أخلاقى وهذا منحل؟
علينا أن نعى فى كل لحظة أننا مجتمع شديد التخلف، وغالبية المواطنين أميون بطريق أو بآخر، ويسهل اللعب على عواطفهم خصوصا إذا تعلق الأمر بالدين أو الشرف أو الأخلاق، وبالتالى فالحرص لابد أن يكون شديدا عندما نتهم أحدا ــ أى أحد ــ بأى تهمة خصوصا إذا تعلقت بالأخلاق.
حسنا فعل المذيع اللامع عمرو أديب حينما اعتذر للاعبى المنتخب عما نسبه إليهم من تهم أخلاقية فى برنامجه المتميز «القاهرة اليوم» ليلة الأحد الماضى.
عدم الاعتذار كان يعنى أن يخرج أى شخص أو شيخ من مدعى الإسلام ويتهم عمرو أديب أو أى شخص آخر بأى تهمة أخلاقية.. وهكذا حتى نتحول جميعا إلى «مكفراتية».