ترامب وبايدن.. مرشحان لا يتمتعان بشعبية كبيرة - محمد المنشاوي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:47 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ترامب وبايدن.. مرشحان لا يتمتعان بشعبية كبيرة

نشر فى : الخميس 27 أبريل 2023 - 7:25 م | آخر تحديث : الخميس 27 أبريل 2023 - 10:51 م

يوم الثلاثاء الماضى، أعلن الرئيس جو بايدن أنه سيترشح لإعادة انتخابه، ويبدو أنه ترشح دون معارضة كبيرة فى حزبه الديمقراطى، وهذا أمر مفهوم من منطلق ما يمكن أن يكون إعادة للانتخابات الرئاسية لعام 2020، وفى هذه الحالة سيكون من الحكمة أن يصطف أعضاء الحزب الديمقراطى خلف بايدن، إذ وافقوا على هذه الطرح خوفا من سيناريو رئاسة ثانية لدونالد ترامب. وقبل شهرين، كان قد أعلن ترامب خوضه سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

تشير كل استطلاعات الرأى إلى غضب أغلبية الشعب الأمريكى من اضطراره الاختيار بين مرشحين انتهت صلاحيتهما السياسية ليس فقط بسبب ارتفاع معدل أعمارهما الآن، بل لغياب التجديد والبدائل. يبلغ بايدن 80 عاما وسيخوض المنافسة الانتخابية وهو فى عمر 82 وسينهى فترة حكمه وهو صاحب 86 ربيعا، ويقل ترامب عن بايدن بأربع سنوات فقط، وهذا يجعلهما الأكبر فى التاريخ الأمريكى وصولا لهذا المنصب. جدير بالذكر أن أكبر رئيس سابق فى الحكم كان رونالد ريجان الذى أنهى فترة حكمه الثانية عندما كان عمره 77 عاما.

كما أن هناك مشكلة كبيرة أخرى، وهى أن بايدن لا يتمتع بشعبية كبيرة. فوفقا لاستطلاع جديد أجرته شبكة إن بى سى نيوز، يقول 70٪ من الشعب الأمريكى إن بايدن لا ينبغى أن يترشح مرة أخرى، مع قول نصفهم تقريبا إن عمره عامل رئيسى، فى حين يقول 60٪ الشىء نفسه عن ترامب.

ومع ذلك، فى حين يفتقر بايدن إلى القاعدة المتحمسة التى يتمتع بها ترامب، فإنه يفتقر أيضا إلى الكراهية الساخنة التى يشعر بها الكثير من الأشخاص الليبراليين والمعتدلين تجاه ترامب. 

 

• • •

يريد الرئيس جو بايدن جولة إعادة لمباراة انتخابات 2020 ضد دونالد ترامب، ولا يريد بايدن الترشح والفوز بناء على سجله الخاص، وكشف حساب نجاحاته وإخفاقاته خلال فترة حكمه الممتدة لأربع سنوات. يريد بايدن الترشح والفوز منطلقا من تأجيج الخوف بشأن ما قد يحدث إذا عاد الرئيس السابق ترامب إلى المكتب البيضاوى، وتعتمد حملة بايدن على سردية أنه «ينقذ أمريكا من فترة حكم ترامب الثانية». 

على الرغم من أن كل الاستطلاعات تشير إلى رغبة الناخبات والناخبين الديمقراطيين فى رؤية مرشح آخر غير الرئيس بايدن، لا يبدو أن الأخير سيواجه أى مقاومة أو منافسة لحملة ترشحه على بطاقة الحزب لانتخابات 2024. ويعد افتقار بايدن إلى معارضة كبيرة داخل حزبه أمرا محبطا أيضا، إذ يمثل غياب وجود منافس ديمقراطى جاد أمام بايدن على شاكلة السيناتور بيرنى ساندرز أو السيناتورة إليزابيث وارين، عنصر إحباط لقواعد الحزب الشبابية، ويدفع من ينتمون للحزب الديمقراطى إلى الاصطفاف سريعا وبقوة خلف بايدن.

ويجادل بايدن بأنه أنجز تشريع قانون إعادة بناء البنية التحتية الأمريكية بدعم الحزبين، وهو ما سيؤدى إلى ولادة طفرة صناعية جديدة فى الغرب الأوسط، كما نجح فى إبقاء البطالة عند أدنى مستوياتها، على الرغم من تسجيل أعلى معدلات تضخم منذ 40 عاما.

• • •

بعيدا عن ارتفاع شعبية ترامب السريعة والقوية بعد اتهاماته بارتكاب جرائم مالية فى ولاية نيويورك، لا يُعرف بعد مصير ثلاثة تحقيقات شديدة الأهمية لترامب؛ تحقيق حول احتفاظه بوثائق سرية للغاية واختفائها فى منتجعه بولاية فلوريدا، وهو ما دفع بضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالى باقتحام المنزل واستعادة الوثائق. وتحقيق فى ولاية جورجيا حول محاولة ترامب الضغط على المسئولين المحليين لتغيير نتائج الانتخابات بالولاية فى انتخابات 2020، وأخيرا، التحقيقات فى دور ترامب المزعوم فى هجمات 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول كمحاولة لوقف التصديق على نتائج الانتخابات. ومع ذلك، لن تمنع إدانة ترامب أو حتى الحكم بسجنه حقه الدستورى فى خوض الانتخابات الرئاسية القادمة!

يعد الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهورى الأكثر قربا من الهزيمة فى انتخابات 2024 مقارنة ببقية المرشحين الجمهوريين. لم يعد ترامب يستفيد من مزايا عديدة خدمته فى انتخابات 2016 التى فاز بها على المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون. ولم يعد ترامب المرشح من خارج النخبة السياسية الحاكمة، الذى لا يثقل كاهله عبء المواقف والسياسات السابقة.

ويتطلع ترامب ومستشاروه إلى نزال بايدن فى انتخابات 2024، حيث يؤمن الأول أنه سيفوز إذا كانت الانتخابات نظيفة ونزيهة، وهذا يتركنا مع سيناريو كارثى آخر حال هزيمة ترامب.

قال بايدن عقب انتخابات التجديد النصفى بالكونجرس فى نوفمبر الماضى، إنه «سيكون محظوظا جدا إذا كان سيواجه نفس الرجل الذى ترشح ضده عام 2020 فى انتخابات عام 2024».

خلال انتخابات 2016 التمهيدية داخل الحزب الجمهورى، تطلع الحزب الديمقراطى لفوز ترامب، إذ اعتبره غير كفء للغاية لإيذاء مصالحه أو لهزيمة هيلارى كلينتون. 

ووسط تكرار مصطلحات مثل «الاستقطاب» و«التطرف» كواقع سياسى جديد، يبدو أن هناك حزبا واحدا إلى حد كبير يميل إلى التطرف، ألا وهو الحزب الجمهورى. فوفقا لمركز بيو للأبحاث، تحرك أعضاء الحزب الجمهورى فى الكونجرس إلى اليمين أكثر بكثير مما انتقل نظراؤهم الديمقراطيون إلى اليسار. وعلى الرغم من أن كلا الحزبين لديهما عدد أقل من المعتدلين المنتخبين مما كان عليه قبل بضعة عقود، فقد أصبح الحزب الجمهورى أكثر تشددا وتحفظا. إذ يعج الحزب الجمهورى بأشخاص لديهم آراء أكثر تطرفا حتى من آراء العديد من الناخبات والناخبين المحافظين، سواء كانت القضية هى حماية البيئة، أو الإجهاض، أو امتلاك الأسلحة، أو الهجرة. 

من جهة أخرى، لم تبدأ المعركة الحقيقية بعد داخل المعسكر الجمهورى، ولا نعرف بعد من سينافس ترامب بقوة داخله. فى الوقت الحالى، تزداد التكهنات بأن حاكم فلوريدا رون دى سانتيس، الذى لم يعلن رسميا أنه سيترشح، سيخوض المواجهة. وسيمثل فوز دى سانتيس ببطاقة الحزب خبرا مزعجا للمعسكر الديمقراطى خاصة وأن عُمر دى سانتيس يقترب من نصف عمر منافسه الرئيس جو بايدن.

محمد المنشاوي كاتب صحفي متخصص في الشئون الأمريكية، يكتب من واشنطن - للتواصل مع الكاتب: mensh70@gmail.com
التعليقات