لو لم يترشح السيسى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لو لم يترشح السيسى

نشر فى : السبت 29 مارس 2014 - 8:35 ص | آخر تحديث : السبت 29 مارس 2014 - 8:35 ص

عندما كان المشير عبدالفتاح السيسى يعلن ترشحه للرئاسة عبر كلمته المتلفزة مساء الأربعاء الماضى كنت ضيفا فى إحدى المحطات الفضائية بمدينة الكويت.

توقف البرنامج ليذيع الكلمة وفى اللحظة التى أعلن فيها السيسى نيته الترشح فوجئت بالمذيعة «تزغرد» وغالبية طاقم الاستديو يرقصون فرحا ويهنئون بعضهم البعض.

واضح أن كثيرين فى مصر والمنطقة العربية فرحوا بقرار الترشح. لكن المؤكد أن هناك آخرين ــ معظمهم إخوان ــ ليسوا سعداء بالمرة ويتمنون لو أن معجزة ضخمة تلغى أى وجود للسيسى.

بجانب الإخوان هناك بعض الرموز غير الإخوانية تمنت أن يستمر السيسى وزيرا للدفاع لأسباب كثيرة منها عدم إعطاء الفرصة للإخوان كى يقولوا للناس: «انظروا ألم نقل لكم إن السيسى خطط لكل شىء قبل ٣٠ يونية من اجل هدف وحيد هو أن يصل إلى منصب الرئيس بأى ثمن»؟!!.

يعتقد هؤلاء أيضا أن ترشح السيسى قد يؤدى إلى مشكلات فى علاقات مصر الدولية ويجعلها تعيش فى ما يشبه العزلة الدائمة سياسيا واقتصاديا.

الرافضون لترشيح السيسى يستندون إلى مبرر جوهرى خلاصته أن عدم ترشحه سيجعل الإخوان يهدأون ويتوقفون عن التظاهر ويستأنفون حياتهم الطبيعية وكأن شيئا لم يكن.

المفاجأة الكبرى أن هذا المبرر الجوهرى غير صحيح لأن أصحابه ينسون مجموعة من الحقائق الساطعة. منها مثلا أن الإخوان نزلوا الميادين منذ يوم 21 يونية 2013 أى قبل 30 يونية بتسعة أيام وتظاهروا ومن يومها نصبوا خيامهم فى رابعة العدوية حتى تم فض الاعتصام فى 14 أغسطس.

طوال هذة الفترة وحتى بعدها بأسابيع لم يكن أحد يعرف أو يتحدث عمن سيكون مرشحا للرئاسة.

ثم إن هناك دليلا دامغا ينسف كل الرواية الإخوانية وهى أنه حتى لو افترضنا جدلا أن السيسى تآمر على مرسى والإخوان، فلماذا لم يستجب الإخوان لطلب غالبية الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ويفوتوا الفرصة على السيسى وبعدها إما يبقى مرسى وإخوانه فى الحكم أو يخرجوا بطريقة لائقة تبقيهم القوة السياسية الأولى فى مصر ويمكن أن تعيدهم مرة أخرى؟.

ينسى الإخوان وأنصارهم هذا الأمر تماما ولو كانوا استجابوا للانتخابات الرئاسية المبكرة ما دخلنا فى كل هذا النفق المظلم.

بالطبع هم فى حالة ثأر مع السيسى، وكل من شارك فى 30 يونية و3 يوليو، لكن لو ترشح أى شخص غير السيسى ما كانت ستفرق معهم كثيرا لسبب بسيط هو أنهم مشغولون بالحكم أولا وليس من أخرجهم من الحكم.

التغير الجوهرى الذى طرأ على تفكير الإخوان بعد 30 يونية أنهم صاروا متطرفين أو ربما كانوا كذلك من البداية وكانوا يمارسون معنا وعلينا سياسة «التقية» أى إظهار عكس ما يبطنون.

كنا نظنهم معتدلين وبراجماتيين ثم فؤجئنا بأنهم يريدون كل شىء أو لا شىء.

لنختلف أو نتفق حول صحة أو خطأ ترشح السيسى لكن لو كان الأمر بسبب رد فعل الإخوان فقط بالأمر لا يختلف.

الطريقة التى يتعامل بها الإخوان منذ 30 يونية وربما منذ 25 يناير 2011 تشير بوضوح إلى أن هناك مشكلة فى طريقة تفكيرهم وفى نظرتهم لموضوعات كثيرة منها فكرة الوطن نفسه والهوية المصرية ورأيهم فى بقية التيارات السياسية.

يحتاج الإخوان إلى أن يفكروا بطريقة مصرية أولا وبعدها يمكن النقاش معهم فى أى شىء.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي