ثورة إسرائيل العسكرية - العالم يفكر - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:35 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثورة إسرائيل العسكرية

نشر فى : الثلاثاء 29 أبريل 2014 - 7:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 29 أبريل 2014 - 7:00 ص

نشر الموقع الإخبارى المونيتور مقالا للمحلل السياسى بن كاسبت تناول فيه التحول الشامل فى جيش الدفاع الإسرائيلى نتيجة التغييرات فى الشرق الأوسط. أشار الكاتب إلى أحد مقالاته السابقة فى المونيتور التى تضمنت اقتباسات موسعة لجنرال إسرائيلى سابق أثار بضعة أسئلة: لماذا تحتاج قوات الدفاع الإسرائيلية إلى هذا العدد الكبير من الفرق المسلحة، مئات الطائرات المقاتلة والدبابات؟ وأكد الجنرال أن واقع المنطقة المتغير، فى الوضع الذى حُلَّ فيه كل الأعداء التقليديين تقريبا الذين يهددون الدولة اليهودية، ينبغى أن يتجلى كذلك فى بنية جيشه. ويرى الضابط المستقيل حديثا أن إسرائيل مازالت تستعد لحرب العام الماضى بينما تتجاهل الواقع الجديد، وهو الشرق الأوسط المشتعل وانهيار الأطر القديمة. وهى بذلك تعرض نفسها لخطر مفاجأتها على حين غرة فى الجولة المقبلة.

•••

أوضح الكاتب أنه فى أعقاب المحادثات التى تجرى فى الخلفية العميقة والمناقشات الداخلية فى جيش الدفاع الإسرائيلى، يصبح واضحا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية مر الجيش الإسرائيلى بواحدة من أهم الثورات فى تاريخه. فقد تغيرت المجالات تغيرا كبيرا نظام المعارك الخاص بالجيش، وأولوية الأهداف، والمبدأ العملياتى، وجمع المعلومات الاستخباراتية ونشرها، وكذلك بنيته الداخلية والخارجية. وعن التغيرات التى تجرى فى الشرق الأوسط. فمن الناحية الاستراتيجية، التهديدات الفورية لإسرائيل قلت بشكل كبير. والجيوش التى تواجهها إن حُلَّت أو لم تعد مناسبة لمقتضى الحال. وهى مشغولة بشئونها الداخلية. فقد قضى الربيع العربى على بنية الشرق الأوسط السابقة التى كان الشرق الأوسط وجيوشه النظامية تستعد بها لمواجهة إسرائيل مرة أو مرتين كل عقد من الزمان. ومع أنه من المبكر تقييم أين تتجه المنطقة وماذا ستفرز هذه التغيرات التاريخية على المديين المتوسط والطويل، فمن الواضح إلى حد كبير أن إسرائيل لا تواجه تهديدا وجوديا هذه المرة.

•••

ويوضح الكاتب رؤية كبار ضباط جيش الدفاع أن كل الحكام العرب، بمن فيهم رئيس مصر القادم عبدالفتاح السيسى، لابد أن يأخذوا فى حسبانهم ملايين المتظاهرين فى الميادين عند كل خطوة يفكرون فيها. وهذه هى بداية الديمقراطية. ويقول كبار المسئولين الإسرائيليين لنظرائهم الأمريكيين: «لقد تحدث الشعب المصرى، المصريون هم من يفرضون الأحداث وهم من سيضعون السيسى فوق عرش البلاد. وليس هذا هو نفسه حال الديكتاتورية القديمة. لقد ذهبت تلك الأيام ولن تعود».

مازال فى إسرائيل أناس قلقون بشأن الاتجاه الخاص بتقليص حجم جيش الدفاع. فهم يشعرون بالفزع عندما يكتشفون عدد الدبابات التى تدافع عن البلاد فى مواجهة الأعداء هذه الأيام. وللحد من مخاوفهم تقَّدم أعداد الدبابات التى تهدد إسرائيل الآن. وبما أن هذه الدبابات لا وجود لها فى واقع الأمر، فإنهم يتنفسون الصعداء.

ورأى كاسبت أن اللعبة الآن مختلفة والتغيير حدث بين ليلة وضحاها تقريبا. فإسرائيل تتعامل الآن مع تنظيم حزب الله الشيعى الإرهابى الذى اكتسب مهارات وقدرات أشبه بما للدولة، لكنه من غير المتوقع أن يدخل فى مواجهة مباشرة. وفى الوقت نفسه تواجه إسرائيل ما يخوضه بشار الأسد وكذلك العديد من التنظيمات الإرهابية الجهادية التابعة للقاعدة التى تهدد مرتفعات الجولان، وشبه جزيرة سيناء التى كانت مكانا هادئا فى يوم من الأيام، ها هى تصبح قاعدة للجهاد العالمى وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الإرهابية. كما أن مسار تهريب الذخيرة من إيران إلى منطقتنا عبر البحر والبر والسودان ودمشق وبيروت والبحر الأحمر والبحر المتوسط وغيرها من الأماكن، يتطلب جهدا إخباريا كبيرا.

•••

وذكر كاسبت أنه تم إنشاء قسم خاص للفضاء الإلكترونى استثمر فيه قدر كبير من الموارد. وبين ليلة وضحاها تقريبا أصبح واحدا من الكيانات الرائدة فى العالم فى مجاله. فقد جرى تحديث القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية بشكل كبير وخصصت موارد ضخمة لتحقيق هذه الغاية. يضاف إلى ذلك أن جيش الدفاع أقام مشروعا تاريخيا يقال إنه «ضخم وسوف يغير وجه الجيش». وطبقا للخطة، سوف يكون لدى الجيش شبكته الخاصة، وهو نوع من «جوجل» داخلى إسرائيلى الصنع معد للجيش على وجه الخصوص. ليست استخبارات جيش الدفاع وحدها التى تمر بالتغيير. فالجيش بكامله يتخلص من كل ما هو قديم، ولم يعد مضطرا لسحق الفرق السورية، لأن الأمر ببساطة هو أن هذه الفرق لا وجود لها. كما أنه ليس مضطرا لاقتحام سيناء أو شن مناورات برية واسعة النطاق فى العراق وسوف يشهد اشتباكات قصيرة لكنها مكثفة مع رجال العصابات والتنظيمات الإرهابية فى المناطق الحضرية أو تحت الأرض، مع الأنفاق والتحصينات. ولكن على عكس ما كان عليه الحال من قبل، لا تشن القوات الجوية الإسرائيلية طلعتين هجوميتين. واحدة فى الصباح وأخرى فى المساء. بل تنفذ الآن طلعات ذكية ضخمة مستمرة على مدار الساعة، بما فى ذلك أثناء الليل وكذلك أثناء ظروف الطقس القاسى نسبيا. ويمكن للطيار الإسرائيلى الآن التحدث مباشرة مع قائد قوة برية صغيرة بينما يلقى قنابل ذكية على بعد 250 مترا فحسب. كما جرى إغلاق فرق وغُيرت قيادات. وكل قيادة إقليمية الآن بها فرقة أمن واحدة منخفضة الكثافة وفرقة «خفية» يمكنها التعامل مع التهديدات التى تتصورها هذه القيادة المحددة. والوحدات الأخرى هى فرق رئاسة الأركان العامة الخفية التى يمكن تكليفها بالعمل فى أى مكان. وأقيمت قيادة عميقة لتنفيذ العمليات طويلة المدى زاد عددها بشكل مطرد فى السنوات الأخيرة.

•••

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما تقوله مصادر أجنبية، يعمل جيش الدفاع الإسرائيلى فى السودان والبحر الأحمر ولبنان وفى مناطق بعيدة كثيرة أخرى. وقد جرى تغيير التعريفات. فانتصار الأمس يمكن أن يكون هزيمة الغد والعكس صحيح. ولتحقيق هذه الغاية جرى كذلك تعديل وسائل الإيضاح التعليمية الخاصة بالجيش وكذلك دوراته التدريبية وفصول الصقل. ومعظم الجهود يتم استثمارها فى الفضاء الإلكترونى. إن العالم كله يسير فى هذا الاتجاه. فالإرهاب يتبنى الفضاء الإلكترونى. والدول المجاورة، ومنها إيران، تستثمر جميعها فى العالم الرقمى، وفى عالم الفضاء الإلكترونى، وفى الإعداد للحرب الجديدة المقبلة. لذلك يجب التأكد من امتلاك الأفضل دائما.

التعليقات