المتمم لـ30 يونيو - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:29 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المتمم لـ30 يونيو

نشر فى : الإثنين 29 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 يوليه 2013 - 8:00 ص

كنّا بحاجة فعلا إلى 30 يونيو جديد، ليس فقط لتفويض الجيش والشرطة باتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة ضد العنف والإرهاب، وإنما أيضا لإفشال المخطط الإخوانى الذى اتضحت ملامحه عقب إعلان خارطة الطريق وتشكيل الحكومة.

دون أن تكون مطّلعا على بواطن الأمور، ودون تسريبات من جهات نافذة معلومة أو مجهولة،يمكنك أن تكتشف بسهولة هذا المخطط من خلال الإجراءات التى اتخذها الإخوان على الأرض خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، والتى كانت تسيرعلى عدة محاور:

مظاهرات واعتصامات وعمليات قطع طرق عشوائية تخرج من عدة أماكن فى توقيتات متباينة، بهدف تشتيت قوات الأمن والجيش واستنزافها، ومحاصرة منشآت تابعة لجهات سيادية خصوصا منشآت وزارة الدفاع والحرس الجمهورى، ولابأس فى هذه الحالة من الدفع ببعض البسطاء للالتحام بقوات تأمين هذه المنشآت ومحاولة اقتحامها، فإذا ما ردت هذه القوات يتم تصوير الأمر على أن الجيش يقتل الأبرياء،أو «الساجدين» بحسب ما زعمت أبواق الجماعة فى خطابها، وإمعانا فى المكايدة، دفع الإخوان بنسائهم فى عدة تظاهرات، كما جرى أمام وزارة الدفاع وفى المنصورة.

أما المظاهرات العشوائية فأكثر من أن تحصى، وقد أدى بعضها إلى وقوع ضحايا فى عدة محافظات، ونشطت الجماعة فى عمليات قطع الطرق والكبارى، فقد تم قطع طريق صلاح سالم ونفق العروبة وفيصل والجيزة والمنيل عدة مرات، وقطع طريق القاهرة الإسكندرية الزراعى لمدة 7 ساعات، وأخيرا وليس آخرا، قطع طريق النصر فجر السبت الماضى.

يرتبط بهذا المخطط، عمليات الاستيلاء على الميادين التى شهدناها خلال الفترة الماضية، وقد باءت كلها بالفشل، منها ثلاث غزوات لاحتلال ميدان التحرير، وغزوة فى ميدان رمسيس، وأخرى فى محيط ماسبيرو.

فى موازاة حالة الفوضى تلك، بدأت قناة الجزيرة وأبواق الجماعة فى الإعلام المكتوب والمرئى العزف على نغمة واحدة، ليس فقط التأكيد على أن ماجرى فى 30 يونيو انقلابا وليس ثورة، فهذا ماتردده ليل نهار منصة الأكاذيب والتحريض على العنف المنصوبة فى رابعة العدوية، وإنما تصوير الأمر على أن مايجرى فى مصر هو خلاف بين « فئتين متساويتين»، وأن الجيش أخطأ بانحيازه إلى فئة دون أخرى، بل إن أحدهم كتب أن الذين خرجوا فى ذلك اليوم ضد مرسى والإخوان لم يزيدوا على مليون شخص على أقصى تقدير، وليسوا ثلاثين مليونا ولاعشرين ولاحتى عشرة!

وكانت «جمعة الفرقان» كما أطلقوا عليها، هى المناسبة المحددة لإطلاق كذبتهم الكبرى بأن الشعب يؤيدهم، وأن ملايينهم التى خرجت فى ذلك اليوم أضعاف من خرجوا فى 30 يونيو، وهى رسالة كان ينتظرها أوباما على أحر من الجمر، كى يضغط على الحكومة المصرية لإعادة مرسى والإخوان من جديد إلى السلطة، وأظن أن أنقرة والدوحة كانتا فى الانتظار أيضا.

خيّب الله مسعاهم، وأفشل السيسى مخططهم، وجاءت جمعة التفويض فى 26 يوليو، متممة لجمعة إسقاط مرسى والإخوان، بل فاقت أعداد المتظاهرين فيها أعداد من خرجوا فى 30 يونيو.

قال الشعب فى المرتين كلمته، أعلن رفضه للمشروع السياسى للإخوان ،أعلن ثورته ضد جماعة تهدد كيانه واستقلاله ووسطيته وفهمه للدين وللحياة، جماعة فاشية منغلقة، تتناقض أولوياتها وأجندتها وفهمها لمعنى الوطن والمواطنة، مع ما استقر عليه وعيه الذى تشكّل عبر آلاف السنين.

لكن خطاب المكابرة والعناد، يؤكد أن الجماعة لم تفهم الأمور بعد على وجهها الصحيح،وأنها تواصل شحن أتباعها والزج بهم فى مواجهات دموية ضد الناس والجيش والشرطة بزعم الدفاع عن الشرعية والشريعة.

أرجوكم إحقنوا دماء أتباعكم وافهموا: الشعب المصرى لايريدكم.. الناس تكرهكم،ولاجدوى من كل ماتفعلوه سوى مزيد من الرفض والكراهية.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات